قال الدكتور نوح عبدالحليم العيسوي، مدير عام بحوث الدعوة في وزارة الأوقاف، إنَّ سوء الظن هو أحد الأمراض الخطيرة التي تؤدي إلى هدم المجتمع، لما له من أثر سلبي في توتر العلاقات بين الناس، ولذلك حذر منه الإسلام ونهى عنه، حيث قال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ"، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا". وأوضح أنَّه لا يجوز لأحد أن يظن بأخيه سوءً، إذ إنَّ سوء الظن يؤدي إلى الخصومات والعداوات, وتقطع الصلات بين الناس، ومن ثمَّ بين أفراد المجتمع، فكم أوقع سوء الظن من فراق بين المتحابين، وقطيعة بين المتواصلين، وبناء على ذلك فإن المسلم مأمور بأن يحسن الظن بإخوانه، وأن يحمل ما يصدر عنهم من قول أو فعل على محمل حسن ما لم يتحول الظن إلى يقين جازم، فالله عز وجل أمرنا بالتثبت فيما يصدر من الآخرين، فقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"، ونبينا صلى الله عليه وسلم أمرنا بحسن الظن، فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن جَابِر بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاَثٍ، يَقُولُ : لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللهِ الظَّنَّ. وشدد على إلى أنه يجب علينا جميعًا أن نقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم في حُسن الظن بالله، وحسن الظن بالناس، وعدم تعجّل الحكم على الآخرين، ولنطبق هذا المنهج القويم في حياتنا وسلوكنا، كما طبقه الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً" فلو تخلقنا بخلق المصطفى صلى الله عليه وسلم لمنعنا الكثير من الأذى وقطيعة الرحم، وتفكك الأسر، وبالتالي تفكك المجتمع.