أكد وزير الداخلية التونسي الهادي مجدوب، أن السلاح الذي عثرت عليه الأجهزة الأمنية في بلاده في أعقاب الهجوم الإرهابي على مدينة بنقردان، دخل تونس من لييبا. ويأتي تأكيد وزير الداخلية التونسي في الوقت الذي عاد فيه هاجس مخابئ الأسلحة التي يُعتقد أنها منتشرة في أنحاء متفرقة من تونس ليؤرق السلطات الأمنية والعسكرية التونسية التي لا تُخفي خشيتها من أن تكون البلاد أضحت على أعتاب مرحلة جديدة من الإرهاب بدأت بالهجوم الإرهابي على مدينة بن قردان بجنوب شرق البلاد. وبعد مرور نحو أسبوع على الهجوم الإرهابي الذي تبناه تنظيم داعش، أعلنت مصادر أمنية تونسية، عن العثور على 7 مخابئ أسلحة في محيط مدينة بنقردان، لتُضاف إلى سلسلة مخابئ الأسلحة التي تم العثور عليها على امتداد الأشهر الماضية. وتحتوي مخابئ الأسلحة الجديدة على كميات كبيرة من الرشاشات من نوع كلاشنيكوف، ومضادات للدروع من نوع "آر بي جي"، وكميات كبيرة من الذخيرة والقنابل. غير أن أخطر ما تضمنته هذه المخابئ هو سلاح مضاد للطائرات من عيار 14.5، حيث تم العثور على سبع قطع منه في أحد المخابئ، وخمس قطع أخرى مدفونة بصحراء مدينة تطاوين غير بعيد عن مدينة بنقردان المحاذية للحدود الليبية. ويشكل العثور على مثل هذا السلاح تطورا نوعيا يعكس مدى خطورة الوضع، خاصة أن السلطات التونسية سبق لها أن عثرت في مخابئ أخرى على مدفعية مورتر (هاون) من عيارات مختلفة، إلى جانب كميات كبيرة من المتفجرات الحربية. ويرى خبراء أن هذا التطور يستدعي دق ناقوس الخطر، لا سيما في هذه المرحلة التي يبدو فيها أن التنظيمات الإرهابية وخاصة منها داعش، تستعد لشن موجة جديدة من الهجومات، مستفيدة من السلاح الذي خزنته في وقت سابق في أنحاء متفرقة من البلاد. وبحسب الخبير الاستراتيجي في الشؤون الأمنية مازن الشريف، فإن تونس قد تكون دخلت مرحلة الإرهاب الأسود بالنظر إلى الوضع الهش الذي تعيشه البلاد، وهو وضع "خطير ومفتوح على جميع الاحتمالات وأكثرها سوءا بعد الهجوم الإرهابي الأخير على مدينة بنقردان". وقال ، إن البلاد تمر بوضع سيء، وقد تشهد في الأيام القادمة عمليات إرهابية جديدة، في تواريخ لها قيمة وطنية ورمزية منها ال20 من مارس الجاري، الذي يصادف الذكرى ال60 لاستقلال تونس". ودعا السلطات الأمنية إلى توخي الحذر واليقظة، مُحذرا في هذا السياق من استمرار ما وصفه ب"العمى الاستراتيجي في التعاطي مع مخابئ الأسلحة المنتشرة في البلاد". وشدد على أنه لم يكن مُستغربا العثور على مخابئ تلك الأسلحة في بنقردان وضواحيها، لأن كل التقديرات تُشير إلى أن الإرهابيين الذين استغلوا حالة الفوضى التي عرفتها تونس في العام 2011، وحالة "التساهل" خلال فترة حكم الترويكا بقيادة حركة النهضة الإسلامية، لتهريب كميات كبيرة من السلاح المنتشر بكثافة في ليبيا، وتخزينها في مخابئ كبرى وأخرى فرعية في أماكن مُتعددة من البلاد. ولا تُخفي السلطات التونسية تخوفاتها من وجود مخابئ أسلحة في البلاد لم يتم العثور عليها بعد، كما تخشى وجود أسلحة أخرى أكثر خطورة من التي تم العثور عليها، حتى أن مساعد وزير الداخلية المكلف بالشؤون الأمنية السابق، رفيق الشلي، أقر في تصريحات سابقة بأن المخابئ التي عثرت عليها الأجهزة الأمنية لا تتجاوز 15 بالمئة فقط من الأسلحة التي يُعتقد أنه تم تهريبها من ليبيا وتخزينها في تونس، وذلك وفقا لتقارير ودراسات أمنية أميركية. و كشفت عن مصادر أمنية، أن أجهزة الاستخبارات التونسية لديها معلومات حول وجود أكثر من 100 مخزن سلاح داخل تونس الكبرى التي تضم 4 محافظات هي تونس وأريانة وبن عروس ومنوبة.