«سى.إن.إن» تعرض مؤامرة تقسيم المنطقة على الهواء - رالف بيترز ضابط المخابرات الشهير يقترح اقتطاع مكة والمدينة المنورة من السعودية!! - هل تنتهى الإمارات.. وتتحول دبى إلى مرتع للفاسقين؟! طوال خمس سنوات، وتطورات الأحداث التى تشهدها المنطقة تكشف بوضوح استهداف الدول ذات الأهمية الاستراتيجية، بعدة طرق أبرزها التنظيمات الإرهابية وعناصر ما يمكن وصفها بميليشيات «اللادولة» التى تسعى لهدم تلك الدول أو تفكيكها بذريعة الثورة والتغيير. ولم يعد هناك أدنى شك فى أن تلك التنظيمات وهذه العناصر تتلقى دعماً وتمويلا غير محدود من دول لا هدف لها غير استمرار تدخلها فى شئون الدول ذات الأهمية الاستراتيجية، بشكل يمثل اعتداء صارخاً على كل الأعراف والمواثيق الدولية، ويكشف عن ازدواجية المعايير فى مواجهة تحديات السلم والأمن الدوليين. ومنذ ظهور مصطلح «الشرق الأوسط الكبير» أو «الشرق الأوسط الجديد»، وشبح مخطط التقسيم على أساس طائفى ودينى يخيم على دول المنطقة، لفصلها عن هويتها، وتسهيل الاستيلاء عليها، والوصول بالمنطقة ككل إلى حالة من الفوضى. نكرر أنه لم يعد هناك أدنى شك فى ذلك، وسبق أن كشفنا أبعاد وتفاصيل المؤامرة على المنطقة أكثر من مرة، لكن الجديد هو أن ما كان «تهمة» تتبرأ منها الولاياتالمتحدة وأتباعها أو حلفاؤها، أصبح موضوعاً تجرى مناقشته بشكل معلن ومن أطراف مسئولة أو كانت مسئولة، مثل مايكل هايدن، الرئيس السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية أو ال«CIA»، الذى قال قبل أيام على شاشة CNN إن الأوقات الحالية تشهد تغييرات فى منطقة الشرق الأوسط، وصفها ب«التكتونية»، نسبة إلى تحرك طبقات الأرض التكتونية التى تسبب الزلازل وتحرك القارات وتغير تضاريس الأرض. ووصف «هايدن» ما نراه الآن بأنه «انهيار أساسى للقانون الدولى»، قائلاً: «نحن نرى انهياراً للاتفاقيات التى تلت الحرب العالمية الثانية، نرى أيضاً انهياراً فى الحدود التى تم ترسيمها فى معاهدات فيرساى وسايكس بيكو، ويمكننى القول بأن سوريا لم تعد موجودة والعراق لم يعد موجوداً ولن يعود كلاهما أبداً، ولبنان يفقد الترابط وليبيا ذهبت منذ مدة». وأضاف الرئيس السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية: «هذه أوقات تكتونية ومن ضمنها الحرب ضد الإرهاب، وهى أوقات فى غاية التعقيد.. هناك جبهتان فى هذه الحرب وما أراه هو أننا وجيشنا الأمريكى نقوم بعمل جيد فيما يتعلق بخوض الجبهة القريبة التى تتضمن قصف وقتال الأشخاص الذين يريدون قتلنا، وما إلى لذلك، أما فى الجبهة العميقة وهى التى تتضمن معدل إنتاج هؤلاء الأشخاص الذين يريدون قتلنا فى ثلاثة أو خمسة أو عشرة أعوام، فنحن لا نقوم بعمل جيد، والمشكلة الأساسية فى ذلك هو أن هذه الجبهة ليست معركتنا». أهمية كلام مايكل هايدن، تأتى من كونه كان رئيساً للجهاز المخابراتى الأكبر فى العالم، وهو جهاز مخابرات الدولة المسئولة عن كل ما لحق بالمنطقة (وبغالبية دول العالم) من كوارث.. وسبق أن كشفنا وأوضحنا أن هذا التصور للشرق الأوسط، انطلق من تصور أن التاريخ متوقف تماماً فى هذه المنطقة، وأن الشعب العربى يمكن أن يصبح مجرد أداة فى مساحة أو منطقة بلا تاريخ ولا تراث مشترك، يمكن توزيعه على جماعات دينية وعرقية لا يربطها رابط وليس لها ذاكرة تاريخية، لا تحركه غير الدوافع المادية الاقتصادية فقط، وهذا هو الإطار الذى انطلق منه رالف بيترز، ضابط مخابرات أمريكى متقاعد، ليضع مخططاً لإعادة تقسيم الشرق الأوسط (فى مقال نشرته مجلة القوات المسلحة الأمريكية فى عدد يونيو 2006) شرح فيه بوضوح ما يدور فى عقل دعاة الشرق الأوسط الجديد. «بيترز» انطلق مما يسميه الظلم الفادح الذى لحق بالأقليات حين تم تقسيم الشرق الأوسط فى أوائل القرن العشرين (يقصد اتفاقية سايكس بيكو)، مشيرا إلى هذه الأقليات بأنها «الجماعات أو الشعوب التى تم خداعها حين تم التقسيم الأول»، ويذكر أهمها: الأكراد، والشيعة العرب، كما يشير إلى مسيحيى الشرق الأوسط، والبهائيين، والإسماعيليين، والنقشبنديين. ويرى بيترز أن هناك كراهية شديدة بين الجماعات الدينية والعرقية فى المنطقة تجاه بعضها البعض، وأنه لذلك يجب أن يعاد تقسيم الشرق الأوسط انطلاقاً من تركيبته السكانية غير المتجانسة القائمة على الأديان والمذاهب والقوميات والأقليات، حتى يعود السلام إليه، والنموذج الكامن هناك هو الدولة الصهيونية القائمة على الدين والقومية وامتزاجهما. ثم يقدم بيترز خريطته للشرق الأوسط الجديد فيتحدث عن تقسيم العراق إلى ثلاثة أجزاء، دولة كردية فى الشمال، ودولة شيعية فى الجنوب، ودولة سنية فى الوسط ستختار الانضمام إلى سوريا مع مرور الزمن. ويصف رالف بيترز السعودية بأنها دولة غير طبيعية، ويقترح أن يقتطع منها كلا من مكة والمدينة المنورة حتى تنشأ فيها «دولة إسلامية مقدسة»، على رأسها مجلس يترأسه بالتناوب أحد ممثلى الحركات والمدارس الإسلامية الرئيسية، أى أن يكون المجلس نوعاً من «فاتيكان إسلامى أعلى»، ويقترح إضافة الأرض المقتطعة من شمالى السعودية إلى الأردن، وأن تقتطع أرض من جنوبى البلاد كى تضاف إلى اليمن، وأما شرقى البلاد فلن تسلم أيضاً من المقص، إذ تقتطع منها حقول النفط لمصلحة دولة شيعية عربية، أما المملكة الأردنية الهاشمية فستحتفظ بأراضيها وتضاف إليها أرض من شمالى السعودية، كما سيرتبط «مستقبل الضفة الغربية بها». أما الإمارات فيطلق «بيترز» عليها اسم «الدولة المدينية» (نسبة إلى المدن اليونانية القديمة)، وقد يتم دمج بعضها مع الدولة العربية الشيعية التى تلتف حول الخليج العربى، والتى ستصبح قوة توازُن مقابل الدولة الفارسية، لا حليفاً لها. أما دبى، فيتوقع بيترز أن تبقى مسرحاً للأغنياء الفاسقين، فيما تحتفظ عمان والكويت، بأراضيهم، ويفترض أن إيران، وفقاً لهذا المشروع، ستفقد الكثير من أراضيها لصالح أذربيجان الموحدة، وكردستان الحرة، والدولة الشيعية العربية، وبلوخستان الحرة، لكنها تكسب أراضى من أفغانستان. وينتهى بيترز إلى أنه بعد تعديل، من الممكن أن تنشأ حدود جديدة مع الزمن، وأن تعديل حدود الشرق الأوسط الأكبر، بناء على روابط الدم الطبيعية والعقيدة الدينية، ضرورة ملحة لحقن الدماء! تلك كانت ملامح سريعة لمشروعات تم التخطيط لها، وجرى تنفيذ جوانب منها ولاتزال الولاياتالمتحدةالأمريكية والدولة الصهيونية، يبذلان جهوداً مضنية بمساعدة وكلائهما وعملائهما فى المنطقة لإكمالها. «وعلينا ألا ننسى أننا نجحنا فى تعطيل مخطط وإبطال مؤامرة، وعلينا أن ندرك أن هناك من هو متربص ولا يريد لهذا البلد أن يكون استثناءً بين مصائر دول هذه المنطقة المضطربة، وأن يعرقل مشروعنا الوطنى للتنمية والاستقرار». وما بين التنصيص، قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطابه أمام البرلمان لإعلان انتقال السلطة التشريعية إلى مجلس النواب. فعلاً، علينا ألا ننسى أننا نجحنا فى تعطيل المخطط.. وأيضاً علينا ألا ننسى أننا لم ننجح بعد فى القضاء عليه.