مخاوف من اغتيال الدبلوماسيين المصريين فى الخارج ردا على دعم السعودية طهران تورطت فى العديد من الاغتيالات ضد الدبلوماسيين الأجانب.. والبداية كانت بأمريكا منذ 36 عاما حاولت اغتيال السفير السعودى بأمريكا ورفضت تسليم المتهمين للتحقيق معهم الحرس الثوري يدعم مظاهرات للحجاج عام 1987ويحاول قتل بعضهم لسحب تنظيم الحج من السعودية الجمهورية الإسلامية تدعم القاعدة لمساومة أمريكا واستخدام التنظيم فى القيام بعمليات إرهابية الاعتداءات الإيرانية الأخيرة على سفارة السعودية بطهران إثر الاحتجاج على إعدام القيادى الشيعى نمر باقر النمر لم تكن الأولى من نوعها.. ف "دولة الخومينى" اعتادت على مدار تاريخها الطويل الانتقام من الدول التي تضعها في قائمة الأعداء بالاعتداء على سفاراتها والبعثات الدبلوماسية الخاصة بها ،وتاريخها مليء بهذه الحوادث التي تخرج عن كل المواثيق الدولية ،وربما هذا ما دفع مصر لإغلاق سفارتها بطهران عقب الخلاف الذي نشب بين البلدين في نهاية السبعينيات ،ولكن لا يزال هناك مكتب لرعاية المصالح المصرية برئاسة السفير خالد عمارة ،وفي ظل الخلاف الذي نشب بعد حرق السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مدينة مشهد شمال إيران, ومع دعم مصر للرياض من جانب والحرب التاريخية بين الدولتين من جانب آخر هناك مخاوف على البعثة الدبلوماسية المصرية فى الخارج خصوصا فى تلك الدول التي تتمتع فيها إيران بوجود مخابراتي قوي .. وكما ذكرنا تاريخ إيران مليء بالاعتداءات على السفارات الأجنبية على أراضيها عقب كل خلاف وقد استدعى الهجوم على السفارة السعودية هذه الحوادث التي يمكن اعتبارها سياسة عامة تنتهجها السلطات في حال رفضها أي سياسة في المنطقة، أو الاعتداء على مواطنيها, ولعل أول حادثة من هذا النوع كانت مع الولاياتالمتحدةالأمريكية قبل ستة وثلاثين عاما، عقب احتجاز 52 من الرهائن لمدة أكثر من عام،وأحدثها كان الاعتداء على السفارة السعودية بعد الإعلان عن إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي السعودي نمر باقر النمر مما أثار غضب الإيرانيين الرافضين للسياسة السعودية بشكل عام على اعتبارها أكبر خصم لبلادهم, وكان قرار إعدام 47 متهما بالإرهاب من بينهم "النمر", تسبب فى توجه المئات من المتظاهرين الإيرانيين سريعا إلى مبنى السفارة السعودية في العاصمة طهران وحرقه كرد فعل أولي على ما جرى،مما دفع الرياض إلى إعلان سحب طاقمها الدبلوماسي من إيران, وأيد هذا القرار غالبية الدول الخليجية والعربية،ما أدى إلى وجود موجة كبيرة من التصعيد والتراشق الإعلامي بين أكبر خصمين في المنطقة. وأعقب قرار سحْب الطاقم الدبلوماسى إعلان رسمي سعودي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وطرد ممثليها، على لسان وزير الخارجية عادل الجبير، والذي اعتبر الاقتحام انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية، وما أن قطعت الرياض علاقتها بطهران حتى بادرت الأخيرة إلى تقديم رسالة اعتذار إلى مجلس الأمن الدولي، وإعلان أسفها بسبب الاعتداء على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين في طهران ومدينة مشهد الواقعة شمال إيران، إلا أن الرياض لم تلتفت للرسالة، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن عودة العلاقة مرهون بتصرفات إيران، وتعهدها بمنع الانتهاكات ضد البعثات. وكان عام 1987 شهد صفحة أخرى من التوتر في العلاقات بين طهرانوالرياض ،حيث كان ذلك بعد وقوع أحداث شغب إيرانية في موسم الحج، حيث هاجمت مجموعات إيرانية مقر السفارة في طهران، بعد مقتل 402 حاجا من بينهم 275 إيرانيا في اشتباكات بمدينة مكةالمكرمة عام 1987 وكان أفراد من الحرس الثوري الإيراني بالتنسيق مع حجاج إيرانيين، تظاهروا في موسم الحج، بغرض قتل الحجاج وتدمير الممتلكات وإظهار الحكومة السعودية على أنها غير قادرة على تنظيم شئون الحج. وعلى إثر ذلك احتجزت إيران الدبلوماسيين السعوديين، فضلا عن الاعتداء على القنصل السعودي وقتها رضا عبد المحسن النزهة، ومنذ هذه اللحظة بدأت العلاقات تتوتر بين البلدين، وحلقات الصراع تزداد وتيرتها حول المنطقة العربية. ولم تكن هذه الحادثة هي الأولى فيما يتعلق باعتداء إيران على الدبلوماسيين السعوديين فإحدى الصفحات المتوترة في العلاقات بين السعودية وإيران كانت في أكتوبر من عام 2011، حين أعلنت السلطات الأمريكية إحباط ما وصفته أنه مؤامرة إيرانية لتفجير سفارة السعودية في واشنطن واغتيال السفير السعودي آنذاك لدى أمريكا عادل الجبير الذي أصبح حاليا وزيرا للخارجية. ولفتت حينها السعودية إلى أن عناصر مقربة من الحرس الثوري الإيراني تلقت أوامر مباشرة من طهران بالكتمان خلال تنفيذ العملية قبل أن يتم اكتشاف أمرهم، حيث كشف النقاب وقتها في المحكمة الجنائية بنيويورك عن الضالعين في المحاولة وهما منصور أرباب سيار وغلام شكوري. وبما أن المحاولة كانت على الأراضي الأمريكية، طالبت حينها إدارة واشنطن, إيران بتسليم أو محاكمة من ثبت تورطه في محاولة الاغتيال، كون القضاء الأمريكي يلاحقه، وطلبت إيران تنظيم زيارة قنصلية ل "منصور" المشتبه به في المؤامرة، لكنها لم تعترف بالاتهامات التي أسندتها واشنطن للمشتبهين في القضية. ولم يتوقف اعتداء إيران عند حد السفارات الموجودة فوق أراضيها بل امتد إلى المناطق والبلاد التي تمتلك فيها أذرع ومليشيات تعمل لصالحها ففي عام 1983 نسب إلي طهران تفجير السفارة الأمريكية في بيروت ،وكان ذلك في وقت تعيش الأوساط اللبنانية فيه حربا أهلية، حيث تسبب التفجير في مقتل 63 شخصا في السفارة واتهمت الحكومة الأمريكية حزب الله بدعم من إيران بأنه وراء التفجير. وفي أكتوبر من عام 2014 قضت محكمة اتحادية أمريكية بتغريم إيران 1.3 مليار دولار تعويضات لذوي ضحايا تفجير لقوات المارينز في بيروت، بعد أن أجبرتها سابقا في القضية نفسها بتغريمها 2.6 مليار دولار لمجموعة أخرى من عائلات ضحايا التفجير. وشهد عام 1979 أكبر وأشهر حادث اعتداء على الدبلوماسيين في إيران ،وهو ما عرف بأزمة رهائن إيران، والتي حدثت بين إيرانوالولاياتالمتحدة عندما اقتحم مجموعة من الطلاب في إيران السفارة الأمريكية دعما للثورة الإيرانية، واحتجزوا 52 أمريكيا لمدة 444 يوما من 4 نوفمبر 1979 حتى 20 يناير 1981 وزادت العلاقة سوءا بين الولاياتالمتحدةوإيران، والتي تعنتت بعدم الإفراج عن الرهائن، بعد فشل كل المحاولات الدبلوماسية والتفاوضية لإطلاق سراحهم، ما دفع أمريكا إلى شن عملية عسكرية لإنقاذهم في إبريل من عام 1980، لكنها لم تفلح وأسفرت العملية وقتها عن تدمير طائرتين ومقتل ثمانية جنود أمريكيين وإيراني، إلى أن انتهت الأزمة بتدخل الجزائر والتوقيع على اتفاق في يناير من عام 1981، والإفراج عن الرهائن, وكل المؤشرات وقتها وبعدها لفتت إلى أن هذه الأزمة محورية في تاريخ العلاقات بين البلدين، حيث اعتبرها البعض سببا رئيسا في هزيمة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في الانتخابات الرئاسية، في المقابل عززت من وضع المرشد الأعلى الإيراني آية الله الخميني الذي استفاد بشكل مباشر في إرساء نظام حكمه. كذلك شهد عام 2011 توترا كبيرا في العلاقات بين طهرانولندن وبالتحديد في أواخر نوفمبر من هذا العام حينما اقتحمت جموع إيرانية مبنى السفارة البريطانية في طهران، وحطموا النوافذ وأضرموا النار في سيارة وحرقوا العلم البريطاني، إثر إعلان لندن عقوبات على طهران بسبب نشاطها النووي, وجاء الرد البريطاني سريعا من خلال طرد البعثة الدبلوماسية الإيرانية وإغلاق السفارة في لندن، وإغلاق سفارتها في طهران وإجلاء العاملين فيها، إلا أنه بعد عامين من التوتر أخذت العلاقات في العودة لا سيما بعد انتخاب حسن روحانى ررئيسا لإيران في يونيو 2013. وشهدت العلاقات الدبلوماسية تطورا في أواخر أغسطس الماضي، حينما أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند فتح السفارة ورفع علم بريطانيا في حديقة المقر الذي يعود إلى القرن التاسع عشر في العاصمة الإيرانية. وشهد عام 1982 إحدى اعتداءات إيران على الدبلوماسيين الأجانب خارج أراضيها ،حيث تم اغتيال السكرتير الأول في السفارة الكويتية لدى الهند مصطفى المرزوق وبعدها بعامين اغتيل الدبلوماسي الكويتي نجيب الرفاعي، وتم توجيه الاتهام آنذاك إلى إيران بالوقوف خلف عمليتي الاغتيال. وسبق الاغتيال السياسي للسكرتير المرزوق اختطاف طائرة كويتية في مطار بيروت من قبل جماعة أطلقت على نفسها "أبناء الصدر", وغيرها من الأحداث التي أدت إلى أزمة في العلاقة بين البلدين. وأخذت العلاقات تزداد توترا بالتزامن مع اندلاع الحرب الإيرانيةالعراقية في سبتمبر 1980حيث وقفت الكويت موقفا مُحايدا وطلبت من كلتا الدولتين إنهاء الحرب، لكن بعد ميل الحرب لصالح إيران، دعمت الكويت العراق بشكل كبير جدا لاسيما بعد عام من انفجار استهدف السفارة الأمريكية في الكويت أدى إلى مقتل 7 أشخاص وجرح 37 شخصا عبر تمرير شاحنة مفخخة بالمتفجرات إلى البوابة الرئيسية للسفارةالأمريكية. ويبدو أن إيران لم تكتف فقط بالتخطيط والتنفيذ لتفجير السفارات والاغتيالات السياسية بل أنها سعت على مدار سنوات لدعم المنظمات الإرهابية التي تستهدف الدول التي ترى فيها أنها عدوة لها ولعل من أبرز هذه التنظيمات هو تنظيم القاعدة رغم الاختلاف المذهبي بينهما،الأمر الذي دفع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب الحادث الأخير ،إلى اتهام إيران بأنها أصبحت نظاما يشكل ملاذا آمنا على أراضيه لزعامات تنظيم القاعدة الإرهابي منذ عام 2001 , وقد بدأت علاقة القاعدة بطهران في عام 2001 حينما غزت الولاياتالمتحدة أفغانستان، معقل تنظيم القاعدة، ومع سقوط حكومة طالبان،حيث سارعت قيادات التنظيم وذويهم إلى الهرب، فكانت إيران إحدى الوجهات، حيث استقبلت أكثر من 100 من أعضاء وعناصر القاعدة وعائلاتهم، وسكن هؤلاء في بيوت تحت رعاية الحرس الثوري ونشأت علاقات مباشرة مع الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية. ووفقا لرئيس قسم الدراسات الأمنية في المعهد الملكي للخدمات المشتركة في بريطانيا جوناثان إيال فإن إيران قد منحت اللجوء لعناصر عدة من تنظيم القاعدة بعد عام 2001، بما في ذلك عناصر من قياداتهم، وأكد التقرير الرسمي للجنة التحقيق في أحداث 11 سبتمبر المنشور في عام 2004 على أن تعامل إيران مع تنظيم القاعدة سابق لهذا التاريخ، إذ يعود لفترة التسعينيات حينما تواجد قيادات التنظيم في السودان، نظرا لتوطد علاقة الإيرانيين بالنظام السوداني آنذاك، ووجود مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين. ومن أبرز الدلائل على علاقة إيران بالقاعدة، حادث تفجير الرياض عام 1996، حيث تم تسجيل مكالمة هاتفية من سيف العدل، أحد قياديي القاعدة المقيمين بإيران، والذي حوى معلومات حول التفجير، وقد ردت إيران على ذلك بأنها لا تدري كيف تمكن معتقلو القاعدة لديها من توجيه تنفيذ عمليات عن بعد. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد أشارت في تقرير لها إلى أن لجنة خاصة بالتحقيق في هجمات 9/11، ذكرت أنه على الرغم من عدم توفر أدلة على علم طهران بهجمات القاعدة على الأراضي الأمريكية , فأن هناك دليل قوي على تسهيل إيران لحركة تنقل عناصر من القاعدة، سواء في الدخول أو الخروج من أفغانستان قبل 11/9، وأن بعض هؤلاء كانوا من منفذي تلك الهجمات الإرهابية كما تستدل الصيحفة على هذه العلاقة بتقارير نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية في 30 مايو2013 جاء فيها أنه ما زالت إيران غير مستعدة لمحاكمة زعماء من القاعدة تواصل احتجازهم، وترفض التصريح عن أسماء أولئك العناصر الرفيعة في القاعدة المعتقلين لديها كما سمحت إيران لعناصر من القاعدة بالتنقل بسهولة عبر أراضيها. ومن جانبه، قال المدير السابق لوكالة الاستخبارات العسكرية، الجنرال ميشيل فلين , إن هناك رسائل تفضح دورا إيرانيا، ونفوذا ومعرفة بتحركات عناصر من القاعدة عبر أراضي الجمهورية الإسلامية وأوضح أن هذه الرسائل تشير إلى علم السلطات الإيرانية بجميع الأعمال التي نفذها تنظيم القاعدة ضد الأمريكيين في العراق وأفغانستان. وفي يوليو 2011 فرضت وزارة الخزانة عقوبات على ستة من عناصر القاعدة مقيمين في إيران، وحينها قال نائب وزير الخزانة لشئون الإرهاب والاستخبارات المالية، ديفيد كوهين , إنه على جانب آخر من دعم إيران اللامحدود للإرهاب، هناك صفقة إيرانية مع القاعدة، التي يسمح بموجبها بتنقل الأموال والعناصر عبر أراضيها. وقد يتساءل البعض كيف تم هذا التعاون بين إيران وهي دولة شيعية وتنظيم القاعدة وهو تنظيم جهادي سني ، فهذا الخلاف الأيدلوجي الطائفي لم يحل دون عمل الطرفين في تجاه واحد بدافع المصالح المشتركة. ولم يستخدم كلا الطرفين هذا الخلاف الأيديولوجي في تأكيد العداء والاختلاف بينهما، بل سرعان ما كان يذوب في محيط ما يتشاركه الطرفان من أعداء مشتركين من دول عربية وغربية، وكما يقول المحللون , إن إيران دائما قادرة على تجاوز خلافها الأيديولوجي في سبيل مصلحتها البراجماتية في الشرق الأوسط ،أي أنها سعت إلى التعامل والتعاون مع تنظيم القاعدة لتحقيق مصالح أساسية بالنسبة لها، خاصة على صعيد العداء مع الولاياتالمتحدة ودول الخليج العربي، ويري المحللون أن إيران كانت تستضيف عناصر القاعدة كنوع من الضغط على الغرب بمساندة تنظيمات تعمل ضده. وأوضح المحللون, أن الطرفين يتبادلان العداء كلاميا في سبيل التعتيم على تلك العلاقة، والعمل بالسر ضد عدوهما الرئيسي وهو الولاياتالمتحدةالأمريكية وأنظمة الخليج وهذا دافع براجماتي لدى الطرفين لتبني كل منهما مواقف مرنة تجاه الآخر. ودفع هذا العداء الطرفان إلى التنسيق من أجل تنفيذ مخططاتهما وتوظيف إمكانيات كل منهما للآخر في ظل ظروف فرضها الواقع، فحاجة تنظيم القاعدة كانت ماسة للانتفاع من الدعم المالي واللوجستي الإيراني. ويقول المراقبون: إن علاقة القاعدة مع إيران كانت ترجع إلى رغبة التنظيم في الحصول على التكنولوجيا النووية والأسلحة "الفتاكة" التي ستجعله يحقق أهدافه بأسرع وقت ممكن، وربما تكون علاقة إيران بحركة حماس وسائر الحركات السنية على الأراضي الفلسطينية قد شجعت رموز القاعدة على إمكانية الاستفادة من بعض العلاقات مع طهران. وعلى الرغم من هذا التعاون, فأن إيران من أجل مصالحها السياسية ساومت ووشت استخباراتيا بالتنظيم مستغلة وجود عناصره على أراضيها. وتشير تقارير إلى أن إيران عرضت صفقة على الإدارة الأمريكية عام 2003 مفادها أن إيران مستعدة لتبادل بعض الشخصيات البارزة في تنظيم القاعدة مع قادة إحدى الجماعات الإيرانية المعارضة والمسجونين في العراق، وهي منظمة "مجاهدي خلق" وتعد عملية اغتيال نجل بن لادن" سعد" بواسطة طائرة أمريكية بدون طيار على الحدود الإيرانية الباكستانية أحد أبرز الدلائل على دور إيران المزدوج، فنجل بن لادن الآخر أشار إلى أن وشاية إيرانية للولايات المتحدةالأمريكية تمت بواسطة عملاء أبلغوا عن رحلات سعد من إيران وإليها، وهذا ما مكن الطيران الأمريكي منه. ولم يكن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يخفي شكوكه في أن براجماتية إيران قد تدفعها للعب دور مزدوج، وعدة دلائل أكدت على ذلك، منها رسائل وجدت في أبوت آباد" التي قُتل فيها، حيث حذر إحدى زوجاته المقيمات في إيران من احتمال تتبع المخابرات الإيرانية لها أثناء ذهابها إليه. وبعد إبرام إيران للاتفاق النووي مع الغرب في يونيو الماضي، توقع مراقبون أن تقوم طهران بتغيير سياستها مع التنظيمات الجهادية التي تعاديها الولاياتالمتحدة والغرب، في محاولة لتحسين العلاقات السياسية والاقتصادية مع الغرب التي أضرت بها كثيرا خلال السنوات الماضية. لذلك رأى محللون ومسئولون أمريكيون قرار إيران بطرد المتحدث الرسمي السابق للقاعدة صهر أسامة بن لادن "سليمان أبو غيث" دليل على تغير سياسة إيران تجاه القاعدة، وقالوا , إن قيام إيران بطرد مسئول كبير في تنظيم القاعدة يشير إلى تصدع في هذه الجماعة الإرهابية التي طالما منحت ملاذا آمنا داخل حدودها. وذكر أحد الخبراء في مكافحة الإرهاب أن الطريقة التي طرد بها أبو غيث بدت محسوبة، مما يدل على أن إيران بدأت تصير أكثر انزعاجا لاستضافة هؤلاء الرجال. وفيما يتعلق بالحرب في سوريا يعتبر الأمر مختلفا نوعا ما، حيث تدعم إيران النظام السوري في حين تصنف القاعدة ضمن الفصائل التي تقاتل ضد النظام، ومع ذلك تشير تقارير إلى أن إيران قد سمحت باستخدام الأراضي الإيرانية كطريق عبور للتنظيمات الجهادية من أفغانستان وإليها لنقل الأموال والمقاتلين عبر أراضيها لدعم نشاطات القاعدة في جنوب آسيا وكما يقول ديفد كوهين وكيل وزير الخزانة الأمريكية لشئون الإرهاب والاستخبارات المالية، فإن نفس شبكات العبور ترسل الأموال والمقاتلين لسوريا، حيث المقاتلون الإسلاميون المرتبطون بالقاعدة يقاتلون ضد القوات الموالية للحكومة المدعومة من إيران. ورغم تصلب موقف إيران تجاه القاعدة بعد الحرب السورية والاتفاق النووي فأن الخبراء يقرأون حرص إيران على عدم قطع حبلها الموصول مع التنظيمات الجهادية تحسبا لأي طارئ في هذه العلاقة التي لا تزال هشة بين إيران والغرب. ويرى المحللون والمسئولون الأمريكيون , أن إيران على ما يبدو سعت لإمساك العصا من المنتصف، بمنح ومنع الخدمات بالتناوب للحفاظ على التبعية، هذه الإستراتيجية ساعدت في ضمان أن القاعدة لن تهاجم الحكومة الإيرانية، وسمحت لإيران بالحفاظ على خيار العمل مع الجماعة لتنفيذ هجمات ضد أهداف غربية في حال تعرض إيران لأى هجوم.