حذر الدكتور نصر السيد مستشار منظمة الصحة العالمية ومساعد وزير الصحة الأسبق من خطورة انتشار مرض الإيدز بمصر، موضحا أن أرقام الإصابة تضاعفت في العشرون عام الماضية 18 مرة حيث كانت معدلات الإصابة 50 حالة سنويا حتي عام 1990 ولكن في عام 2014 وصلت معدلات الإصابة سنويا إلي 900 حالة ، مؤكدا في الوقت ذاته وجود مشكلة في تطبيق إجراءات مكافحة العدوي بالمستشفيات الخاصة حيث قال إن المستشفيات الحكومية استوردت علي مدار السنوات الماضية أجهزة طبية بالمليارات لكنها تناست أن تستورد معها إجراءات مكافحة العدوي، لكن نتيجة تطبيق سياسة الثواب العقاب للمسئولين بالوزارة تناقص معدل انتشار العدوي بالمستشفيات الحكومية بنسبة 90% إلا أن القطاع الطبي الخاص يبقي في مشكلة في غياب رقابة وزارة الصحة لأنه قطاع يهدف لتحقيق الربح المادي قبل أي شئ آخر ويهمل بشدة في تطبيق سياسات مكافحة العدوي، وأشار "السيد" إلي احتمالية وجود 10 مصابين غير معروفين أمام كل رقم لمريض بالإيدز مسجل رسميا بمصر، لافتا خلال مؤتمر "نحو آفاق جديدة للمتأثرين بفيروس نقص المناعة البشري والذى عقد برعاية الأستاذة سوسن الشيخ رئيس الجمعية المصرية لمكافحة الإيدز ومشاركة الفنان القدير ايمان البحر درويش ضيف شرف الاحتفالية، أن مصر من أوائل الدول في مكافحة الأوبئة والأمراض وقال إن الجمعية المصرية لمكافحة الإيدز لها باع طويل في مكافحة مرض فيروس نقص المناعة المكتسبة بمصر علي مدار 25 عام تقريبا، مؤكدا أهمية الفحص لكل من تعرض لأحدي وسائل انتقال المرض لأن المصابين متواجدين يوميا ويتعاملون معنا دون أن نشعر ودون أن يعرفوا هم أيضا بطبيعة مرضهم، محذرا في الوقت ذاته من عدم رقابة الأسرة علي مواقع التواصل الاجتماعي لوجود شبكات دعارة من الصعب الرقابة عليها بهذه المواقع. وقال الدكتور أحمد خميس مدير برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الإيدز بمصر أن هناك رقم تقديري للمصابين بمصر يصل إلي 9 آلاف مصاب لكن الرقم الفعلي والموثق رسميا للمتعايشين هو 5 آلاف مصاب، موضحا أن هذه الأرقام لا تعكس الحقيقة لأن مصر ما زالت تعاني من قصور في عدم إقدام الأفراد علي إجراء تحليل الإيدز لارتباط المرض بخصوصية شديدة فيعيش المصاب حال إعلانه لإصابته في الوصم والتمييز، بما يمنع كل من يساوره الشك في إصابته من إجراء التحليل أو الإفصاح عن إصابته، خوفا من مرورهم بنفس التجارب السلبية التي مر بها أولئك الذين أعلنوا عن حقيقة مرضهم، وأوضح أن أهداف الأممالمتحدة هي القضاء علي الإيدز بنهاية 2030 بمعني القضاء علي المرض كخطر يهدد الصحة العامة وتلقي المصابين للعلاج الحديث وعدم معاناتهم من الوصم والتمييز، وأن يعرف 90% من المصابين بطبيعة مرضهم ويتلقوا العلاج ويصلوا لمرحلة انخفاض الحمل الفيروسي تمكنهم الحياة بشكل أفضل وطبيعي دون الحياة بمعاناة المرض، وكذلك تفادي الإصابات الجديدة وحماية الشباب من المرض. وأكد الدكتور مجدي حجازي وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية أهمية استمرار حملات التوعية عن المرض مع الجماهير والمرضي وأسرهم علي مدار العام، موضحا أن المرض لم يعد وصمة عار فالناس كانوا يخجلون من الاستماع عن المرض، لكن الآن أصبح المريض يعبر عن نفسه ويصرح بمرضه، مؤكدا في الوقت ذاته السرية التامة من وزارة الصحة للحفاظ علي خصوصية المرضي، وأن الحماية متبادلة بين المريض والمجتمع لتوفير الرعاية الطبية له، مشيدا في الوقت ذاته بالجهد الذى تقدمه الجمعية المصرية لمكافحة الإيدز بالشراكة مع الأطباء والفنيين وطاقم التمريض بمدينة الإسكندرية لنشر الوعي بوسائل انتقال المرض وتقديم الرعاية الطبية للمتعايشين. وأشارت سوسن الشيخ رئيس الجمعية المصرية لمكافحة مرض الإيدز إلي أن مشروع ترسيخ مبادئ الحقوق الإنسانية للمتعايشين في الحصول علي الرعاية الطبية والاجتماعية الشاملة لهم ولأسرهم بمواقع تقديم الخدمات الصحية بوزارة الصحة من سبتمبر 2013 وحتي ابريل 2016، تم بمشاركة وزارة الصحة والمشروع الوطني لمكافحة الإيدز ومديرية الصحة بالإسكندرية ومديرية الصحة بأسوان وبدعم من مؤسسة فورد ومساندة من مركز معلومات البنك الدولي ومكتبة الإسكندرية، وتم المشروع بهدف الاهتمام بالحقوق الإنسانية للمتعايشين بفيروس نقص المناعة البشري في الحصول علي خدمات الرعاية الطبية والاجتماعية بدون وصم أو تمييز فقد اهتمت الجمعية والجهات المشاركة بإعداد مشروع يهدف لتطوير الأداء لمقدمي الخدمات الصحية بإمدادهم بالمعلومات الصحيحة والدقيقة عن المرض ورفع مهاراتهم في تأدية الخدمات والرعاية الطبية لمتعيشين بالفيروس وأسرهم بدون وصم أو تمييز مع ترسيخ قيمة التسامح . واستهدف المشروع المتعايشين بالفيروس وأسرهم ومقدمي الخدمات الطبية ما بين الأطباء والممرضات وفني المعامل وميسري برامج الدعم والمساندة وتأهيل فريق من المدربين ليكونوا نشطاء مؤهلين للقيام بأدوارهم في مجال مكافحة الإيدز داخل مؤسساتهم الطبية ورفع كفاءة مقدمي الخدمات الصحية وتطبيق برتوكولات محدثة في أداء الخدمة الطبية بالمواقع الجديدة المختارة، وتأهيل فريق من نشطاء المتعايشين بالفيروس بحيث يتمكنوا من تولي برامج دعم ومساندة المتعايشين وأوضحت سوسن الشيخ أن المشروع نجح في إجراءات تنفيذية متعلقة بخدمات استشارية وتنظيمية ومنها عقد لقاءات مع العاملين بالمؤسسات الطبية المنضمة حديثا للمشروع لمناقشة المشروع وتبادل المعلومات والآراء، وكذلك إجراءات تنفيذية متعلقة بالخدمات الطبية بعقد ورش عمل ودورات تثقيفية، وكذلك إجراءات تنفيذية متعلقة ببرامج الدعم للمتعايشين بالفيروس ومنها عقد ورش عمل وجلسات دعم وتطبيق بروتوكولات حديثة بالمؤسسات المعنية تتعلق بالتعامل مع المتعايشين وأسرهم. وقد كرمت الجمعية المصرية لمكافحة الإيدز الزميل حسام عبد الشافي لجهوده في رفع الوعي بطرق العدوي بفيروس نقص المناعة البشري والمساعدة في الوقاية والحد من الوصم والتمييز تجاه المصابين، ولجهود صحيفة الموجز في نشر أخبار ساهمت في الوقاية من انتشار المرض ونشر الوعي بالمجتمع وبقطاع الشباب بصفة خاصة بوسائل حماية أنفسهم من الفيروس.