كشفت مصادر أميركية أن عناصر من الحرس الثوري الإيراني قاموا باختراق حسابات البريد الإكتروني وأخرى على الشبكات الاجتماعية لمسؤولين من الحكومة خلال الأسابيع الماضية. جاء ذلك بعد يوم من إعلان طهران عن تفكيك شبكة زعمت أنها تضم صحفيين وشخصيات أخرى تعمل لصالح المخابرات الأميركية وبمساعدة دول مثل بريطانيا والسويد. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن تلك المصادر أن هناك اعتقادا جازما بين مسؤولي إدارة الرئيس باراك أوباما بأن تلك الهجمات الإلكترونية لها صلة باعتقال السلطات الإيرانية للأميركيين من أصول إيرانية مؤخرا. وحسب مسؤولين أميركيين، تحدثوا للصحيفة شريطة عدم ذكر أسمائهم فإن الهجمات الإلكترونية استهدفت حسابات موظفين في مكتبي الشؤون الإيرانية والشرق الأدنى بوزارة الخارجية، كما تم أيضا استهداف صحفيين وأكاديميين، وتتضمن وثائق حساسة. والاختراق الإلكتروني للحرس الثوري يعد أحدث مؤشر على أن التيار المتشدد داخل النظام الإيراني، بما في ذلك الجيش ومكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، لم تغير عداءها تجاه واشنطن رغم الاتفاق النووي التاريخي. ورغم أن هذه ليست المرة الأولى التى يستهدف فيها قراصنة من الحرس الثوري الإيراني وكالات تابعة للحكومة الأميركية، لكن مسؤولا رفيعا في البيت الأبيض قال إن عمليات التسلل زادت بعد إلقاء القبض على رجل الأعمال سيامك نمازي، رئيس التخطيط الإستراتيجي في شركة "كريسنت بتروليوم" الإماراتية، في منتصف أكتوبر الماضي. هذه القرصنة الإلكترونية تأتي وسط منعطف مهم للعلاقات بين الولاياتالمتحدة وإيران، فقد أعرب الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته جون كيري عن أملهما في أن يساعد الاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه في يوليو الماضي على تحفيز مزيد من التعاون بين واشنطنوطهران حول القضايا الإقليمية. وقد شاركت طهران بالفعل للمرة الأولى الأسبوع الماضي، في المحادثات الدولية التي تهدف إلى إنهاء الحرب في سوريا، لكن لم يتفق الطرفان على الخطوط العريضة للأزمة ما يوحي بأن التطبيع لن يكون يسيرا على الأرجح. ومنذ عام تقريبا تعرضت واشنطن إلى اختراقات إلكترونية من كوريا الشمالية والصين ولا يبدو أن الأمر سينتهي عند هذا الحد، لأن المسألة تتعلق بمدى مقدرة وكالة الأمن القومي الأميركي على التصدي لهذه الاعتداءات غير التقليدية.