أمواج بشرية تملأ ساحة السيد البدوي للاستماع ل ياسين التهامي في الليلة الختامية (فيديو)    تفكك أسري ومحتوى عنيف.. خبير تربوي يكشف عوامل الخطر وراء جرائم الأطفال    بعد تحريك أسعار البنزين والسولار.. تعرف على آخر تحديث لأسعار الخضروات والفاكهة في الأسواق اليوم السبت 18 أكتوبر 2025    انخفاض كبير في عيار 21 الآن بالمصنعية.. سعر الذهب والسبائك اليوم السبت بالصاغة    صرف المرتب والمعاش معًا.. قرارات جديدة لتنظيم عمل المعلمين بعد سن التقاعد    نادي نجيب: الفضة تحقق أرباحًا.. لكنها تحتاج إلى الصبر    مرغ سمعة العيلة المالكة، الأمير آندرو يتخلى عن لقبه الملكي بعد سلسلة من الفضائح    بعد اللقاء مع ترامب.. زيلينسكي يجري مكالمة هاتفية مع القادة الأوروبيين    رد صادم من متحدثة البيت الأبيض على سؤال صحفى بشأن قمة ترامب وبوتين    شلل حكومي يضرب أمريكا وخسائر بالمليارات    عبد الرحمن عيسى: طاهر محمد طاهر من أكثر اللاعبين إفادة في الكرة المصرية    المصري هيثم حسن يقود تشكيل ريال أوفييدو أمام إسبانيول في الليجا    إمام عاشور ينشر صورة ذبح العجل تعبيرًا عن الشكر والفضل    مذاعة مجانًا.. موعد مباراة الأهلي وإيجل نوار اليوم في دوري أبطال أفريقيا والقنوات الناقلة    غرس أسنانه في رقبته، كلب ضال ينهش جسد طفل أثناء لهوه بالبحيرة    التصريح بدفن ضحايا حادث طريق شبرا بنها الحر بالقليوبية    شاروخان وسلمان وعامر خان في لحظة تاريخية على مسرح «جوي فوروم 2025» الرياض    من مصر إلى فلسطين والمجر.. «القاهرة السينمائي» يحتفي بروح الإبداع والإنسانية    نجوى إبراهيم تتعرض لحادث في أمريكا وتجري عملية جراحية    عبد البصير: المتحف المصري الكبير سيفتح أبوابه في توقيت مثالي لتعزيز السياحة    حكم التعصب لأحد الأندية الرياضية والسخرية منه.. الإفتاء تُجيب    هل يجوز للمريض ترك الصلاة؟.. الإفتاء تُجيب    عاتبه على سوء سلوكه فقتله.. تشييع جثمان ضحية شقيقه بالدقهلية    ِشارك صحافة من وإلى المواطن    شراكة استراتيجية لتعزيز التعاون الأمنى بين «القاهرة» و«نيودلهى»    الآلاف فى ختام مولد السيد البدوى «شىء لله يا شيخ العرب»    سعر طن الحديد الاستثمارى وعز والأسمنت بسوق مواد البناء السبت 18 أكتوبر 2025    ملوك الدولة الحديثة ذروة المجد الفرعونى    عمرو أديب: ما يحدث في مولد السيد البدوي غير مفهوم    «الأرصاد» تكشف حالة الطقس اليوم وتُعلن عن ظاهرة جوية «مؤثرة»: توخوا الحذر    سقوط 3 متهمين بالنصب على راغبي شراء الشقق السكنية    «بمكونات سحرية».. تحضير شوربة العدس للاستمتاع ب أجواء شتوية ومناعة أقوي (الطريقة والخطوات)    استعد ل الشتاء بنظافة تامة.. الطريقة الصحيحة لغسيل البطاطين قبل قدوم البرد    «فطور بتاع المطاعم».. طريقة عمل الفول الإسكندراني بخطوات سهلة ونكهة لا تُنسى    مكتبة الإسكندرية القديمة.. ذاكرة الإنسانية بين التنوير والإقصاء    مباراة ال6 أهداف.. التعادل يحسم مواجهة باريس سان جيرمان وستراسبورج    فوز أسامة أبو زيد برئاسة نادى الشمس للمرة الثالثة على التوالى.. رسميا    مواقيت الصلاة فى أسيوط السبت 19102025    أسعار اللحوم فى أسيوط السبت 18102025    تفاصيل ضبط طرفي مشاجرة داخل مقر أحد الأحزاب بالجيزة    «السياحة» تشارك في رعاية الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي 2025    تعرف على طاقم حكام مباريات الأحد فى الدورى الممتاز    قرار هام بشأن المتهم بقتل طفلته وتعذيب شقيقها بأطفيح    حمزة نمرة لبرنامج معكم: الفن بالنسبة لي تعبير عن إحساسي    اليوم.. محاكمة 7 متهمين في قضية «داعش التجمع»    الجيش الإسرائيلى يعلن تصفية عنصر من حزب الله في غارة جنوب لبنان    محمد صلاح يتألق فى تدريبات ليفربول استعدادا لمانشستر يونايتد    رئيس البنك الدولى: إعادة إعمار غزة أولوية وننسق مع شركاء المنطقة    نقاط ضوء على وقف حرب غزة.. وما يجب الانتباه إليه    20 لاعبا فى قائمة الإسماعيلى لمواجهة حرس الحدود بالدورى    أخبار 24 ساعة.. وزارة التضامن تطلق المرحلة الرابعة من تدريبات برنامج مودة    نائب وزير الصحة تناقش "صحة المرأة والولادة" في المؤتمر الدولي ال39 بجامعة الإسكندرية (صور)    الإثنين، آخر مهلة لسداد اشتراكات المحامين حاملي كارنيه 2022    اللواء بحرى أركان حرب أيمن عادل الدالى: هدفنا إعداد مقاتلين قادرين على حماية الوطن بثقة وكفاءة    «الوطنية للانتخابات»: قاعدة بيانات محدثة للناخبين لتيسير عملية التصويت    ينافس نفسه.. على نور المرشح الوحيد بدائرة حلايب وشلاتين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-10-2025 في محافظة الأقصر    العلماء يؤكدون: أحاديث فضل سورة الكهف يوم الجمعة منها الصحيح ومنها الضعيف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سعد الدين ابراهيم : الصراع بين الدولة والإخوان لن ينتهى إلا بالمصالحة
نشر في الموجز يوم 05 - 11 - 2015

مدير مركز ابن خلدون أكد أن اتصالا هاتفيا منه كان بداية العلاقة بين "جماعة المرشد والأمريكان"
انصراف غالبية المصريين عن الانتخابات "ناقوس خطر" يهدد شعبية الرئيس السيسي
البرلمان القادم يفتقد "شرعية الأغلبية" ويمكن الطعن عليه دستوريا
انقلاب أصحاب القنوات الفضائيةعلي الرئيس سببه تعارض سياسته مع مصالحهم
السياسة تعبر عن مصالح مشتركة بين طرفين وتزاوج المال بالسلطة حقيقة لا يمكن انكارها
حزب النور جزء من المشهد السياسي لكن الشعب المصري لم يري فيه منقذاً له
الأحزاب المصرية أصابت الحياة السياسية ب"تصلب شرايين" وضعفها أحد أسباب عزون الناخبين
دول أووربا ساعدت السيسي لأنها رأت فيه "النجم الساطع" الذي أعاد الاستقرار لمصر
أكد الدكتور سعد الدين ابراهيم خبير علم الاجتماع السياسي ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية' أن المصالحة مع جماعة الاخوان أصبحت أمرا ضروريا لإنهاء الصراع داخل الدولة ,موضحاً فى حواره ل "الموجز" أن طرحه المبادرة من خلال استفتاء شعبي يهدف الي استطلاع موقف الشعب من الاخوان ومدي تقبله لعملية الصلح من عدمه وذلك لرفع الحرج عن النظام القائم وإنهاء حالة العنف وعدم الاستقرار التى تشهدها مصر من ثورة الثلاثين من يوينو .
وكشف "إبراهيم" النقاب عن أنه كان هناك مصالح مشتركة اتفق عليها كل من امريكا والاخوان لتعزيز وصول الجماعة الي السلطة في مصر حددت خلالها أمريكا مجموعة من الشروط لضمان استقرار مصالحها في المنطقة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسى.
وأشار الي أن الرئيس السيسي يواجهه عدد من المشكلات التي تدق ناقوس الخطر وتهدد بثورة ثالثة ضده ,منوهاً الي أن اعتماده علي أهل الثقة في علاج بعض القضايا يفرض عليه حاله من العزلة مع من حوله من المدنيين والمثقفيين وهو مايتطلب إعادة النظر والسعى لاحتواء الشباب الغاضب الذى بدأ فى الابتعاد عن الرئيس رويدا رويدا وذلك ليس بسبب سياسة الرئيس نفسه ولكن بسبب سياسة النظام الذى يحكم .
=ماهي أسباب طرحك لمبادرة المصالحة مع جماعة الاخوان من خلال استفتاء شعبي؟
هذه ليست أول مبادرة لى ولكن سبق وطرحت مبادرتين الأولي كانت عن المصالحة مع الاخوان والثانية كانت تهدف للمصالحة بين مصر وقطر وقد هاجمنى الكثير بسببها وقتها وبعد بضعة أشهر عادت العلاقات مرة أخري مع قطر ولكن ظلت الأزمة قائمة مع الاخوان،أما عن التفكير في طرح مبادرة جديدة فجاء نتيجة استكمال الاستحقاق الثالث والاخير لخارطة الطريق وهو الانتخابات البرلمانية وبناء عليه اقترحت أن تبدأ مصر صفحة جديدة بدون اى صراعات او سلوكيات انتقاميه، خصوصا أنه علي مدار التاريخ فإن كل ثورة أو صراع لابد أن ينتهي بمصالحة ، ففى نهاية حرب 1973 عقدت مصر مصالحة مع اسرائيل.. فكيف لا تتم الآن مصالحة مع فرقاء مصريين لا وطن لهم الا هذا البلد؟!ولهذا ينبغي أن ندعم هذه المصالحة لكي يعيش الجميع في سلام ، وقد كان لنا فى رسول الله صلي الله عليه وسلم قدوة حسنة , فعلى الرغم من كل الذى حدث له فى مكه من ايذاء وعذاب للمسلمين إلا أنه عندما عاد وفتح مكة سامح المشركين وقال لهم "إذهبو فأنتم الطلقاء".
= هل تتوقع أن تجد هذه المبادرة استجابة وتتم المصالحة مع الاخوان؟
المصالحة سوف تحدث آجلاً أم عاجلاً كما حدث مع قطر ,خاصة أن عبد المنعم ابوالفتوح وهو يعتبر المؤسس الثانى لجماعة الاخوان ذكر لي عندما كنا زملاء في السجن ان هناك ما يقرب من 700 ألف عضوا بالجماعة بايعوا المرشد وكل فرد من هؤلاء له اسرة تتبع الجماعة وبعملية حسابية نجد أن الاخوان وأقاربهم يمثلون ما يقرب من 3 ونصف مليون من المجتمع المصري ناهيك عن المتعاطفين معهم وبالتالي لا يمكن أن تسيطر الدولة علي هذا العدد إلا من خلال احتوائهم ودمجهم في المجتمع .
وماذا عن موقف الإخوان من هذه المبادرة؟
لم اتواصل معهم ولا أعرف مدي تقبلهم لها ولكن اتوقع أن تجد استجابة لدي البعض بينما قد يرفضها آخرون .
كيف تري ردود الفعل الغاضبة والهجوم الذي يشنه البعض ضدك بعد طرح تلك المبادرات؟
الهجوم علي المبادرة أمر طبيعي لأن ما أطرحه يكون ضد التيار وكل شخص يظهر بشيء جديد يقابل بالرفض، فجميع الانبياء قوبلوا بالرفض في بداية رسالتهم ، وبمرور الوقت تجمع الناس حولهم ونشروا دعوتهم، ولذلك انا لا أكترث لهذا الهجوم وإنما كل ما يشغلني هو ان تلقى هذه المبادرة قبول.
وماذا عن اتهامك المستمر بأنك كنت همزة الوصل بين الاخوان وأمريكا؟
أنا لم أوصلهم بأمريكا ولكني كنت طرف فى اتصالهم بالغرب وبالتحديد الدول الأوروبية ، وذلك عندما كنت معهم فى السجن منذ أكثر من 12 عام وقتها طلب مني بعض القيادات الاخوانية فتح قنوات اتصال بينهم وبين الغرب وبالفعل نسقت لهم بعض اللقاءات ,كان أحدها فى النادى السويسرى بمنطقة امبابه،وكان هناك ممثلين من دول بريطانيا وكندا واستراليا وحضر اللقاء أيضا جمال البنا رحمه الله الاخ الاصغر لمؤسس جماعة الاخوان المسلمين وعلي الرغم أنه لم يكن إخوانيا وكان يعارض الجماعة دائما إلا أنه شارك في اللقاء وكان شاهداً علي الحوار.
إذن كيف تواصلت الجماعة مع أمريكا؟
منذ بضعة سنوات تواصل معي بعض القيادات الاخوانية وطلبوا مني التواصل مع أمريكا وقد نقلت هذه الرغبة الي الامريكان وهنا انتهت مهمتي ,أيضا لا يجب أن نغفل أنه بعد حادث المنشية وموقف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من الاخوان استقر الكثير من قيادات الاخوان في أمريكا وكونوا علاقات جيدة مع أعضاء بالكونجرس ومن هنا جاء التواصل بالادارة الامريكية بالاضافة الى أنه كان هناك تقارير تصل من السفارة الامريكية فى القاهرة الى واشنطن فى عهد السفيرة مارجريت سكوبي والتي كانت تؤكد أن الاخوان هم القوة الوحيدة المنظمة فى مصر,هذا فضلا عن الصورة التي نقلها لهم حلفائهم الاوربيين من خلال لقاءاتهم مع الاخوان وبهذه الطريقة تشابكت جميع الخيوط لدي الادارة الامريكية وانتهت الي أن الاخوان هم الجماعة المنظمة سياسيا في مصر ويمكن الاعتماد عليهم في الحفاظ علي المصالح الامريكية .
هل تقصد الصفقة التي عقدتها الجماعة مع أمريكا للوصول إلى الحكم؟
بالتأكيد كان هناك مصالح مشتركة بين الاخوان وأمريكا جعلتهم يجتمعا علي هدف واحد وهو الوصول للسلطة مقابل الحفاظ على المصالح الامريكية فى مصر وفي مقدمتها معاهدة السلام مع اسرائيل، المرور الامن للسفن الامريكية فى المياه المصرية ، تأييد امريكا فى حربها على الارهاب،بالاضافة الي موقف أمريكا من ايران،وكانت هذه هى شروط الادارة الامريكية لمساعدة الاخوان وبالفعل تم الموافقه على هذه الشروط.
= ماذا عن موقف أمريكا حاليا من جماعة الاخوان وهل تؤيد مبادرة المصالحة معهم؟
ما يهم الادارة الامريكية هو الموجود فى السلطة، فامريكا تريد مصر مستقرة ؛لأن استقرارها يعد مفتاح الاستقرار فى الشرق الاوسط،أما عن موقفها من المبادرة فلم يحدث تواصل معي بشأنها ولكن اتوقع أن ترحب أمريكا بها خاصة أنها ستؤكد استقرار الاوضاع في مصر.
كيف تفسر حالة الجفاء والتوتر التي شهدتها العلاقات الامريكية المصرية بعد سقوط الاخوان ؟
علي الرغم من وجود بعض التوترات في العلاقة بين مصر وأمريكا عقب سقوط الاخوان إلا أنه حاليا يوجد توافق بين أمريكا والنظام القائم,وهذا ما تؤكده الزيارات الخاطفة التي قام بها الرئيس السيسي مؤخراً لأمريكا,وأعتقد أن السيسى كان ذكياً حينما فتح مجالات جديدة لمصر مع روسيا والصين وفرنسا وبالتالى لم تعد امريكا هى المصدر الوحيد لمصر فى السلاح والمعونات الاقتصادية الامر الذي ساهم في تحسين العلاقة مع مصر وذلك بعد ضغط من الكونجرس علي أوباما .
ولماذا الرفض الأمريكى لثورة 30 يونيو ؟
أمريكا تؤمن دائما بأن الجيش لابد أن يخضع الي السلطة المدنية وليس العكس ،وعقب ثورة 30 يونيو تم الترويج بان ما حدث في مصر هو انقلاب عسكرى على السلطة وهذا أدى الى انقلاب المدنيين الامريكان على مصر وبمرور الوقت وإلي أن وضحت الصورة بأن ما حدث هو ثورة شعبية وليس انقلاب عسكرى، تغيرت السياسة الامريكية تجاه مصر.
لكن البعض فسر الموقف الامريكي من 30 يونيو بأنه دعم لجماعة الاخوان ؟
هذا حقيقى فأمريكا كانت ترى ان محمد مرسى هو اول رئيس مدنى منتخب وان الجيش عزله ليستولى على السلطة ولكنها عندما تأكدت أن هناك 30 مليون شاركوا في الثورة تراجعت عن موقفها، بمعني أمريكا كانت تدعم المدنية وليس الاخوان.
ننتقل للحديث حول الاستحقاق الثالث في خارطة الطريق ..كيف ترى الانتخابات البرلمانية التي تجري حاليا؟
أعتقد أن انصراف الاغلبية من المصريين الذين لهم حق الانتخاب عن ممارسة هذا الحق يمثل رسالة الى نظام الرئيس السيسى، تعبر عن خيبة الامل التي يشعر بها المصريين في أدائه ، وهنا اتوجه بنصيحه للرئيس بضرورة مراجعة سياسته وخطاباته بحيث تشمل جميع فئات الشعب وفي مقدمتها الشباب الذين يمثلون نصف الحاضر وكل المستقبل، وما حدث في الانتخابات ونتائج التصويت يظهر أن الذين صوتوا في الانتخابات حوالي 25% من الناخبين وهذا باعتراف اللجنة العليا للانتخابات .
وما هو وجه الاختلاف بين الانتخابات البرلمانية الحالية والسابقة؟
فى السابق كان هناك تنافس كبير وقوي بين المرشحين، وهذا التنافس كان يؤدى الى ارتفاع نسبة المشاركة التي كانت تتراوح ما بين 40 الى 55% ، أما الانتخابات الحالية فسجلت حوالي 25% وهي نسبة ضعيفة جداً وفي رأي هذه المؤشرات تدق ناقوس الخطر فى عالم السيسى وعليه أن ينتبه.
= البعض يري أن ضعف المشاركة في الانتخابات وتفكك القوي السياسية يرجع إلى الفراغ السياسي الذي تشهده مصر حاليا؟
هذا حقيقى السياسة تعنى المنافسه، عدم وجود تنافس سياسى حقيقى يجعل الشعب ينصرف عن الحياة السياسية, والسيسى يقع عليه دور فى ذلك حيث انه لم يطرح برنامج انتخابى له بالاضافة الى انه لم يختار حزب له وهذه علامة خطر لابد أن ينتبه إليها الرئيس قبل فوات الآوان.
وهل حقا الرئيس فقد شعبيته وأن ذلك كا سبب عزوف المصريين عن الانتخابات؟
السيسي لم يفقد شعبيته بالمعني الصريح ولكن مايحدث أن ثقة الشعب في الرئيس بدأت تتناقص يوم بعد يوم ،وفي مركز ابن خلدون قمنا باستطلاع للرأي للتعرف علي أسباب عدم مشاركة الشعب في الانتخابات ووجدنا في نتائج الاستطلاع أن السبب الرئيسي يرجع الي عدم ثقة الشعب فى المؤسسة البرلمانية خاصة وان النواب السابقين لم يقدموا جديد للناس,أما السبب الثاني فيتعلق بخيبة الامل فى ما كانوا يرجوه من انجازات من الرئيس فى هذه المرحلة ولم يتحقق، فكل المشروعات التى طرحها السيسى لم تحقق امال المصريين التى كانوا يرجونها، خاصة وأن الشعب يريد دائما النتائج السريعة والملموسة ولايهتم بالخطط والنتائج بعيدة المدي ,والسبب الثالث هو ان الانتخابات تزامنت مع حدثين هامين وهما تغيير رئيس الوزراء وارتفاع الاسعار، وهذه الاسباب تفسر أسباب عزوف الناس عن المشاركة فى الانتخابات.
=ماذا عن المقارنة بين الانتخابات الحالية في مصر والانتخابات التي شهدتها تونس وموقف الشعبيين منها؟
ثورات الربيع العربي وقعت في أكثر من دولة تونس ومصر وليبيا والبحرين واليمن ولكن مصر وتونس فقط هما اللذان تمت فيهما خارطة الطريق والانتخابات ومن الواضح ان تونس كانت اكثر توفيقا فى استكمال خارطة الطريق عن مصر، كما أن حصول الشعب التونسى على جائزة نوبل يعبر عن هذا النجاح التونسى مقارنة بالتعثر او نصف النجاح الذي شهدته مصر.
وهل تتوقع الطعن على البرلمان القادم؟
ربما يتم الطعن علي البرلمان نتيجة ضعف المشاركة ، وفي رأي أن اى انتخابات يقل فيها نسبة المشاركة عن 30% لا يعتد بها وينبغي أن تعاد مرة اخرى، خاصة أن البرلمان الحالى سيقدم قوانين وتشريعات جديدة على الرغم أن نسبة المشاركة فيه تعبر عن 15% فقط من الشعب ، ولذلك فالطعن لن يكون فى قانونية الانتخابات ولكن الطعن سيكون فى شرعية الانتخابات، ومن الممكن ان تطعن المحكمة الدستورية على الانتخابات نتيجة قلة المشاركة.
وماهو تقييمك للتغطية الاعلامية في الانتخابات ؟
هناك تقصير اعلامي فى شحن الناس للمشاركة فى الانتخابات وفي نفس الوقت يصعب عادة علي الاعلام أن يكون نزيها أو متوازنا في الانتخابات البرلمانية خاصة فيما يتعلق باستضافته للمرشحين نظراً لكثرة عددهم ، ولا نستطيع أن نلوم علي الاعلام في ذلك ولكن الخطأ الحقيقي هو عدم السماح لكثيرمن منظمات المجتمع المدنى الدولية والمحلية بالمشاركة فى مراقبة الانتخابات.
البعض يعتبر عدم التغطية الاعلامية الجيدة من جانب القنوات التي يمتلكها رجال أعمال بأنها بداية لانقلاب ناعم علي الرئيس ؟
دعم رجال الاعمال للرئيس لا يمكن ان يستمر لفترة طويلة، فرجال الاعمال يدعمون أى رئيس جديد لحين أن يظهر أداؤه تجاههم واذا كان هذا الاداء دون التوقعات يقل دعمهم تدريجيا وقد ينقلبوا ضده، ومن الطبيعى ان يبحث رجال الاعمال عن مصالحهم فالسياسة في الاساس هى مصالح مشتركة بين الاطراف وبعضها.
تقصد عودة نظرية تزواج المال مع السلطة.. وهل تؤيد ذلك؟
لماذا لا نقر الحقيقة ؟! تزاوج المال بالسلطة امر واقع ولا يمكن لاحد انكاره ولكن هناك فرق بين ان نقر الحقيقة وبين ان نؤيدها، فنقابات العمال فى معظم انحاء العالم قوية ولها حزب قوي يوازن بين اصحاب رأس المال ولكن غياب الحياة الحزبية فى مصر خلال الاربعين عام الاخيرة ادى الى ضعف الحركة العمالية فى مصر وظهرت مشاكل كثيرة وهذا هو أسباب انتقاد مسألة تزواج المال بالسلطة وهو اختلال التوازن في المجتمع.
وما هى توقعاتك للبرلمان القادم وشكل علاقته مع الرئيس؟
الجميع يعتقد ان البرلمان سيكون عمره قصير لن يتجاوز عامين ودوره سيكون محدود فى اقرار القوانين التى صدرت قبله بمرسوم جمهورى، الدور الثانى للبرلمان سيكون استكمال الاتفاقيات التى عقدت خاصة تلك التى عقدت فى المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، المهمة الثالثه التمهيد لتعديلات دستورية جديدة، وانا اقترح ان يتضمن ذلك تعديل نسبة مشاركة النساء فى البرلمان بحيث تصبح 50% خاصة أن المرأة المصرية هى من انصفت النظام مرتين الاولي في ثورة 30 يونيو والثانية في انتخابات الرئاسة ولابد أن تاخذ حقها، ولابد أن يكون هناك تعديل يتعلق بالشباب بأن يكون لهم 40% فى كل المجالس المنتخبه.
البعض يري أن البرلمان سيكون مصدر قلق للرئيس..ماهو رأيك؟
الدستور اعطي للبرلمان صلاحيات كثيرة بحيث يكون شريك فعلى للرئيس فى اتخاذ القرار، على سبيل المثال اقرار المعاهدات التى توقع فى الخارج، سحب الثقة من رئيس الوزراء الدعوة الى اجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ولكن في تصوري البرلمان الحالى لن يقدر على ذلك خاصة أن الشعب المصرى يصل بالرئيس لدرجة العبادة ولن يسمح بذلك.
ماذا عن دور حزب النور ومشاركته داخل الساحة السياسية بعد الصدمة التي واجهها في انتخابات البرلمان؟
علي الرغم من عدم تأييدي لأى أحزاب دينية او ذات مرجعية دينية إلا أنني أري أنه من حق كل جماعة تنظم نفسها تحت أى عنوان أن تشارك فى العمل السياسى ما لم يكن هناك حكم قضائى ضدها، ومن هنا اقر الحق بان يكون حزب النور جزءا من المشهد السياسي، ولكن الشعب المصرى بقدر ما خذل السيسى خذل حزب النور فى الانتخابات وهذا يدل ان الضمير الجمعى عند المصريين فيه قدر كبير من التوازن والانصاف، بمعني آخر الشعب المصرى لم يرى فى السلفيين منقذاً لهم.
ماهو تقييمك لأداء القوي السياسية والاحزاب في مصر في الوقت الراهن ؟
الاحزاب فى نظري تمثل شرايين الحياه للديمقراطية، وعدم صلاح الاحزاب يعنى إصابة هذه الحياة ب"تصلب شرايين" وجلطة وأحد أسباب ضعف نسبة التصويت فى الانتخابات هو ضعف هذه الاحزاب وعدم قدرتها على الحشد للتصويت لمرشحيها.
= ماذا عن أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي داخل مؤسسة الرئاسة بعد مرور حوالي عام ونصف علي توليه المنصب؟
أعطي للرئيس السيسي نسبة 60% علي أدائه ,كما أن نجاحه الفعلي كان علي المستوي الخارجي لكنه تعسر في كثير من الملفات بالداخل.
ولماذا نجح في الخارج وتعسر في الداخل ؟
يجب أن نوضح أن هناك أطراف عديدة خارجية كانت حريصة علي استقرار مصر وهذا بدوره ساهم في نجاح مهمة السيسي في الخارج ومن تلك الاطراف مساندة عدد كبير من الدول العربية لمصر وإمدادها بمساعدات كثيرة وكذلك الحال مع الدول المطلة على جنوب البحر المتوسط التي ابتهجت باستقرار الاوضاع فى مصر بعد 30 يونيو ورحبت بهذا النجم الساطع فى سماء مصر والذى استطاع ان يضبط الامور فيها، هذا بالاضافة الى ان مبادرته فى ضرب الارهاب فى ليبيا وسيناء جعل نجمه يلمع فى اوروبا ,أما فيما يتعلق بتعسره داخليا فهذا يرجع لأسباب كثيرة منها أنه لم يخاطب الشباب بشكل كبير وعدم قدرته على تعبئة القوة الداخلية خاصة المثقفين , يضاف الى ذلك انه لم يعرض برنامج انتخابى خاص به وكانت هذه بداية الاستخفاف بالشعب.
وهل من الممكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور ثورة ثالثة؟
هذا أمر وارد ولكن ليس الان ,وإنما علي المدي المتوسط اى فى نهاية مدته الاولى وذلك إذا لم تتحسن الاوضاع ويعيد السيسي النظر في سياسته.
ماذا عن دور الاخوان في الحشد لإسقاط الرئيس؟
المعارضة في أي دولة تستطيع أن تغير الاوضاع وفي مصر سواء كانت هذه المعارضة اخوان او سلفيين او قوة شبابية تستطيع أن تخلق تغيير ولكن المؤشرات الحالية تدل أنه مثلما تعسر السيسي فى الحشد للبرلمان كذلك فإن تيار الاسلام السياسى فقد القدرة على حشد الشارع السياسى والدليل على ذلك ما يحدث فى مظاهرات الاخوان الآن وبالتالي لا أتوقع أن يكون للاخوان دور مؤثر في الثورة علي السيسي.
كيف تري فوز مصر بمقعد غير دائم بمجلس الأمن وهل هذا يعني انتهاء معركة الاخوان مع مصر في الخارج؟
هذا انجاز ولكنه ليس جديد,فمصر حصلت عليه خلال الاربعين عام الماضية حوالي 6 مرات، والواقع أن سبب حصول مصر علي هذا المقعد هذه المرة جاء لأن الدور كان على افريقيا وجميع الدول العربية حشدت نفسها لحصول مصر على المقعد، وعلي مصر أن تستغل هذا المنصب لفتح ملفات مسكوت عنها منذ فترة مثل القضية الفلسطنية,أما بالنسبة لمعركة الاخوان مع مصر في الخارج فالمعارك لا تنتهي ولكنها تخمل ثم تجدد نفسها مرة أخري مالم تعالج أسبابها وهذا هو ما يجعلنا نطرح فكرة المصالحة.
لو كنت مستشار للسيسي بماذا تنصحه؟
عليه الاهتمام بالمرأة والشباب والاقليات فهذه القوة لابد أن تاخذ حقها وأن يكون منصوص عليه فى الدستور، فلابد بالاهتمام بالنوبه واهالي الواحات، وعليه ان يستعيد دور مصر العربى فعليه ان يعمل على خلق قوة مصرية ليبية تونسية ويساعد على وحدة الجزيرة العربية السعودية واليمن ووحدة المشرق العربى بقيادة الاردن وهذا يساعد على وجود دولة مستقرة وكذلك جيرانها .
=هل يستطيع الرئيس القيام بهذا الدور فى ظل الاحداث الملتهبة التى تشهدها هذه الدول؟
يجب أن يكون قادر علي ذلك والا كيف سيكون قائد وزعيم،فالمنطقة تحتاج الي بطل عربي يوحد الامه العربية ويجمع شملها.
.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.