جيش الاحتلال الإسرائيلي يؤكد فشله في اعتراض صاروخ اليمن وسقوطه بمحيط مطار تل أبيب    مينا مسعود يحضر العرض المسرحي في يوم وليلة ويشيد به    رئيس وزراء أستراليا المنتخب: الشعب صوت لصالح الوحدة بدلا من الانقسام    وزير الصحة يوقع مذكرة تفاهم مع نظريه السعودي للتعاون في عدد من المجالات الصحية الهامة لمواطني البلدين    تعاون مشترك بين الهيئة العربية وXGY الصينية في تصنيع الرنين المغناطيسي    مصر تدشن مشروعًا وطنيًا لتصنيع أكياس وقرب الدم بالشراكة مع اليابان.. استثمارات ب1.4 مليار جنيه في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس    طفل مصري يحصد المركز الأول عالميًا في تكنولوجيا المعلومات ويتأهل لمنافسات الابتكار بأمريكا    الصحفيون المصريون يتوافدون فى يوم عرسهم لإجراء انتخابات التجديد النصفى    كامل الوزير عن أزمة بلبن: تلقيت توجيهات من الرئيس السيسي بحل المشكلة بسرعة    كامل الوزير: هجمة من المصانع الصينية والتركية على مصر.. وإنشاء مدينتين للنسيج في الفيوم والمنيا    كامل الوزير: 2700 قطعة أرض صناعية خُصصت عبر المنصة الرقمية.. وأصدرنا 1439 رخصة بناء    الرئيس السيسي يشهد احتفالية عيد العمال بالسويس    وزير الإسكان يتابع تنفيذ المشروعات التنموية بمدينة السويس الجديدة    قفزة مفاجئة في أسعار الذهب اليوم في مصر: شوف وصل كام    روسيا تحث أوبك+ على المساهمة بشكل متكافئ في توازن العرض والطلب    النواب عن تعديلات الإيجار القديم: مش هنطرد حد من الشقة والورثة يشوفوا شقة بره    حقيقة خروج المتهم في قضية ياسين من السجن بسبب حالته الصحية    السيسي يوجه الحكومة بالانتهاء من إعداد مشروع قانون العمالة المنزلية    حزب الله يدين الاعتداء الإسرائيلي على سوريا    سوريا: قصف الاحتلال الإسرائيلي للقصر الرئاسي تصعيد خطير وسعي لزعزعة استقرار البلاد    مصر : السياسات الإسرائيلية تستهدف تقويض الوضع الإنساني بغزة وتؤجج الوضع الإقليمي    ترامب لا يستبعد حدوث ركود اقتصادي لفترة قصيرة في أمريكا    رئيس الوزراء يُشارك في حفل تنصيب الرئيس الجابوني بريس نجيما    مكتب نتنياهو: لم نرفض المقترح المصري بشأن غزة وحماس هي العقبة    تمهيدا للرحيل.. نجم الأهلي يفاجئ الإدارة برسالة حاسمة    الأهلي سيتعاقد مع جوميز ويعلن في هذا التوقيت.. نجم الزمالك السابق يكشف    إنتر ميلان يواصل مطاردة نابولي بالفوز على فيرونا بالكالتشيو    نادي الهلال السعودي يقيل مدربه البرتغالي.. ويكشف عن بديله المؤقت    رسميًا.. الأهلي السعودي بطلًا لدوري أبطال آسيا    الإسماعيلي يطالب بإعادة مباراة سموحة وسماع تسجيل الفار    بورنموث يحقق مفاجأة بالفوز على آرسنال بهدفين    مصر تحصد 11 ميدالية في البطولة الأفريقية للسباحة بالقاهرة    طقس اليوم الأحد.. موجة أمطار تضرب القاهرة وباقي المحافظات    الشرطة الألمانية تلاحق مشاركي حفل زفاف رقصوا على الطريق السريع بتهمة تعطيل السير    «إدمان السوشيال ميديا .. آفة العصر».. الأوقاف تصدر العدد السابع من مجلة وقاية    مصرع شخص وإصابة 6 في انقلاب سيارة على الطريق الصحراوي بأسوان    ضبط 39.9 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    الأرصاد الجوية تحذر: أجواء شتوية وأمطار رعدية حتى الأحد    توجيه وزاري باتخاذ الإجراءات العاجلة لاحتواء تلوث بترولي قرب مدينة أبورديس    سبب حريق الأتوبيس الترددي علي الطريق الدائري| المعاينة الأولية تكشف    الدكتور عبد الحليم قنديل يكتب عن : ردا على غارات تزوير عبدالناصر    كامل الوزير: البنية التحتية شرايين حياة الدولة.. والناس فهمت أهمية استثمار 2 تريليون جنيه    50 موسيقيًا يجتمعون في احتفالية اليوم العالمي للجاز على مسرح تياترو    تامر حسني ينعى المنتج الراحل وليد مصطفى برسالة مؤثرة على إنستجرام    الرئيس السيسي يتابع مستجدات مشروع تطوير محطة «الزهراء» للخيول العربية    كشف أثري جديد عن بقايا تحصينات عسكرية ووحدات سكنية للجنود بسيناء    ابجد ..بقلم : صالح علي الجبري    قصة قصيرة بعنوان / صابر..بقلم : محمد علي ابراهيم الجبير    الأوقاف تحذر من وهم أمان السجائر الإلكترونية: سُمّ مغلف بنكهة مانجا    " قلب سليم " ..شعر / منصور عياد    أزهري يكشف: ثلاثة أماكن في المنزل تسكنها الشياطين.. فاحذر منها    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : هيّا معا نفر إلى الله ?!    "ماتت من كنا نكرمك لأجلها".. انتبه لخطأ كبير في هذه العبارة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المعركة لازالت مستمرة?!    رسميًا| خالد البلشي نقيب للصحفيين لفترة ثانية والمسلماني يهنئ    عاجل| موعد امتحانات الشهادة الإعدادية 2025 في الجيزة    فحص 700 حالة ضمن قافلتين طبيتين بمركزي الدلنجات وأبو المطامير في البحيرة    الصحة: العقبة الأكبر لمنظومة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة ضعف الوعي ونقص عدد المتبرعين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"جيش داعش" .. كتاب أمريكي يرصد أدق أسرار التنظيم من الداخل
نشر في الموجز يوم 04 - 08 - 2015

سياسة أمريكا في العراق ساهمت في ظهور الجماعات الإرهابية.. و"المالكى" المسئول الأول عن انتشار التنظيم
بداية تنظيم "داعش" الحقيقية كانت من داخل أحد السجون الأمريكية في العراق
بشار الأسد أفرج عن المتشددين بعد شهور من الثورة للقتال بجواره .. لكنهم تركوه وانضموا إلى داعش
"تنظيم داعش.. باق معنا إلى أجل غير مسمى" .. كان هذا محور الكتاب الذى أصدره الباحثين الأمريكي مايكل ويس بمجلة فورين بوليسي وزميل معهد روسيا الحديثة, والسوري بمعهد دلما حسن حسن تحت عنوان "داعش..داخل جيش الإرهاب ".
قال الكاتبان إنه على الرغم من أن تنظيم داعش انتشر وذاع صيته بسبب عملياته الوحشية خلال السنوات القليلة الماضية، فإن بدايات تأسيسه تعود إلى "أبو مصعب الزرقاوي"، مؤسس تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وهو شخص أردني الجنسية وسلفي المذهب، ذهب إلى أفغانستان في عام 1989 للمشاركة في هزيمة الجيش الأحمر آنذاك.
ومكث الزرقاوي في أفغانستان بضع سنوات، حيث كان يتدرب في أحد معسكرات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة، وهناك كانت صلته الأولى بالجهاديين. وعندما عاد الزرقاوي إلى الأردن، أصبح على تواصل مع شخص يُدعى "أبو محمد المقدسي"، والذي لجأ إلى الزرقاوي لإخفاء مخزون كبير من الأسلحة، والتي ربما تكون قد مثلت العتاد المبدئي للتنظيم.
وقد ذكر الكتاب في هذا الصدد عددا من المعلومات التي حصل عليها من مصادر موثوق بها، والتي من شأنها الإسهام في فهم أعمال وأفكار تنظيم "داعش" منها كرهه الزائد لكل ما هو غير سني، فهو لديه اقتناع بأن قتل الشيعة وقيام حرب أهلية بين الشيعة والسنة من شأنه إعادة الهيبة والمجد للخلافة الإسلامية لبغداد.كما تطلع الزرقاوي في البداية إلى التخلص من الاحتلال الأمريكي في العراق، وبناء على ذلك نفذ عدة هجمات بدعم من سوريا وإيران.
وزادت حدة التوتر بينه وبين جماعته القاعدة في العراق (AQI) من جانب وقائد تنظيم القاعدة من جانب آخر. وألمح الكتاب هنا إلى عدم الاتفاق بين بن لادن والظواهري مع الزرقاوي على مفهوم الحرب المدنية، وطريقته الهمجية لقتل الشيعة، كما أنه أول من بدأ عمليات قطع الرؤوس العلنية ،ومن بين الأمور التي تسهم في فهم فكر داعش هو أن مجموعة المقاتلين الرئيسيين في الجماعات الجهادية كانوا جنودًا سابقين في جيش صدام.
وذكر الكاتبان أن شخصا يدعى أبو أيوب المصري، أصبح زعيما لتنظيم القاعدة في العراق بعد مقتل الزرقاوي في 7 يونيو لعام 2006 على إثر هجوم جوي أمريكي.
وقرر المصري تعزيز المقاومة في العراق، وأسس الدولة الإسلامية في العراق وكان هدف التنظيم استعادة مجد الخلافة الإسلامية ومكانتها، وأثناء فترة زعامته، قام المصري بتعيين أبو عمر البغدادي العراقي الجنسية كقائد للتنظيم.
واستند الكتاب في هذا الجزء بالأساس إلى شهادة اللواء الأمريكي، دوج ستون، الذي تولى الرقابة الكاملة على برنامج الاعتقال والاستجواب في العراق بهدف إعادة تأهيل المعتقلين في عام 2007.
حيث، أشار ستون إلى أن تنظيمي القاعدة في العراق والدولة الإسلامية في العراق قد دأبوا على محاولة التسلل إلى تلك السجون لتجنيد عملاء جدد. فلم يكن وحده سجن أبو غريب -الذي ذاع صيته دوليا-وصمة عار للاحتلال أساء إلى مصداقية الولايات المتحدة بسبب عمليات التعذيب، بل أشار الكتاب أيضا إلى معسكر بوكا، ومقره في محافظة البصرة بجنوب العراق.
ووفقا لأحد التقديرات العسكرية الأمريكية التي ذكرها الكتاب، ضم معسكر بوكا 1350 تكفيريا متشددا، ونظرا لزيادة العمليات العسكرية بالتزامن مع زيادة عدد القوات الأمريكية، فإن عدد المعتقلين قد تضاعف تقريبا إلى 26 ألفا عندما تولى "ستون" القيادة في عام 2007.
وتطرق الكتاب إلى تصريحات "ستون" بأن مقر المعسكر كان سيئًا للغاية، وكان خارج نطاق السيطرة عندما وصل إلى هناك، لاستخدام المعتقلين السجائر وأعواد الثقاب لحرق خيمهم، وكانوا يقومون بتكرار ذلك عند إعادة بنائها، على حد قوله.
وقدم "ستون" خلال عمله هناك برنامج اجتثاث التطرف ، وضم محاضرات يلقيها الأئمة المسلمون المعتدلون ممن يستخدمون القرآن والحديث لمحاولة إقناع المتطرفين ممن لديهم تفسيرات خاطئة ومشوهة للإسلام، وقام بفصل هؤلاء المعتقلين فيما عرف باسم وحدات إسكان المعتقلين المعيارية للفصل بين هؤلاء الذين يقومون بالتخويف والضرب والترهيب للآخرين.
وخلال فترة عمله 18 شهرا، أشرف ستون على 800 ألف استجواب للمعتقلين، ومن هنا توصل من خلالها إلى العديد من الاتجاهات السائدة بين سكان القاعدة في العراق والتي عرضها على قيادة الجيش الأمريكي المركزي.
وخلال فترة عمله، لاحظ ستون ظاهرة غريبة تتعلق بالمعتقلين التكفيريين، وهي أنهم يدخلون معسكر بوكا لطلب الانضمام إلى تنظيم القاعدة في العراق ، وفي كثير من الأحيان يكونون على معرفة مسبقة بكيفية عمل السجن وإيواء المعتقلين. وأوضح ستون كما أشار الكتاب إلى أن التكفيريين في بوكا يتميزون بالتنظيم الجيد، مشيرا إلى إطلاقهم اسم معسكر الخلافة على إحدى الزنازين الكبرى
وفي أحد المرات، جاءت له قائمة بأسماء المعتقلين ممن لهم صلات قوية بتنظيم القاعدة، وكان البغدادي يطلق عليه لقب الإمام ، وكان لديه توجه ديني قوي، وكان هناك الكثيرون مثله، مما جعل القوات الأمريكية تطلق عليهم اسم فئة القيادة.
ويرى ستون أن أبو عمر البغدادي أرسل إلى معسكر بوكا لاختراقه وتنشئة المجاهدين الجدد، قائلا : "إن السجن المكان المثالي لبناء الجيش"، حيث يأخذون الرعاية الصحية والأطعمة، فضلا عن أنه يحافظ عليهم من التعرض للقتل. وأكد أحد الأعضاء السابقين في داعش ويدعى أبو أحمد تصريحات ستون.
ويروي أبو أحمد كيف كان الجهاديون يسجلون أرقام هواتفهم وبلداتهم على ملابسهم الداخلية ليتواصلوا فيما بينهم بعد الإفراج عنهم، بحيث يكونون بمثابة شبكة من الجهاديين. وأوضح الكتاب أنه بحلول عام 2009، عاد معظمهم إلى ما كانوا يفعلونه قبل اعتقالهم، ولكن هذه المرة كانوا أكثر تنظيما
ويذكر أن معسكر بوكا أغلق في عام 2009، طبقا لاتفاقية وضع القوات" (SOFA) الموقعة بين واشنطن وبغداد في ديسمبر عام 2008، والتي ألزمت الولايات المتحدة إما بإطلاق سراح السجناء، أو نقلهم إلى السجون العراقية، ونصت أيضا على إلزام القوات الأمريكية بالانسحاب من المدن العراقية في 30 يونيو عام 2009، بعد تسليم جميع المسئوليات الأمنية إلى قوات الأمن العراقية
وكان أبو بكر البغدادي الذي يتبع كثيرا من أفكار واستراتيجيات الزرقاوي، والزعيم الحالي لتنظيم داعش واحدا من السجناء في معسكر بوكا، وكان سجينا هادئا، مما جعله يكتسب ثقة الحراس، كما أنه كان قادرا على حل النزاعات بين المعتقلين، وبهذه الطريقة كانت لديه القدرة على خلق شبكة واسعة من المقاتلين الذين سيصبحون قادة في تنظيم "داعش" في المستقبل، لذلك عندما قتل المصري وأبو عمر البغدادي في عام 2010، أصبح أبو بكر البغدادي الخيار الأفضل لتولي زعامة تنظيم داعش.
وأشار الكتاب إلى إرسال "أبو بكر البغداداي" مجموعة صغيرة إلى سوريا في أغسطس عام 2001 من أجل تأسيس "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، وكان زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني سجينا سابقا في معسكر بوكا.
وأشار الكتاب إلى أنه من المستحيل فهم تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بدون معرفة أسباب تنامي كلٍّ منهما، والتي أرجعها الكتاب إلى السياسات الطائفية، فلم تكن سياسة صدام حسين مجرد أنه بعثي فحسب، بل كان طائفيا أيضا. فقد قام جيشه بذبح الأكراد والشيعة بعد الحرب ضد إيران والغزو الأمريكي في عام 1991.
وبدأ صدام حملته الدينية لتعليم جنوده التعاليم السلفية لجعل جيشه السني أكثر ولاء، وكانت النتيجة أن أصبح العديد من الجنود أكثر ولاء للسلفية من صدام، كما ذكر الكتاب.
كذلك كان من أسباب تمدد التنظيم تفكيك الجيش العراقي، حيث إن بول بريمر محافظ العراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003، أسفرت سياساته عن بطالة عشرات الآلاف من جنود صدام، مما أتاح لهم فرصة الانضمام إلى قوات القاعدة في العراق التي كانت صغيرة، ولكنها أصبحت ذات قوة خطيرة بعد زيادة قوتها البشرية, فلم تكن القوات التابعة للقاعدة قادرة على تنفيذ هجمات متعددة فحسب، بل قاموا بغزو الموصل لإقامة نظام الزرقاوي الإرهابي، وبدأت القبائل في انتفاضة أطلق عليها صحوة الأنبار ونجحت القبائل في طرد القاعدة من الموصل بدعم من القوات الأمريكية، فكان الدعم الأمريكي بمثابة عامل حاسم آنذاك، ويتضح ذلك بشكل جلي من خلال متابعة حالة عدم الاستقرار الأمني في الموصل بعد مغادرة القوات الأمريكية للعراق في عام 2011.
إضافة إلى ذلك كانت سياسات ما بعد الاحتلال سببا آخر لتمدد التنظيم ، حيث استمر في اتباع سياسات صدام الطائفية بدعم من طهران، ولكن كانت هذه المرة لصالح الشيعة، والتمييز ضد السنة، ومعاقبة بائل الأنبار لقيامهم ب"صحوة الأنبار" من خلال استبعاد الضباط السُنة من المناصب القيادية في الجيش.
إضافة إلى دور النظام السوري، حيث إن بشار الأسد قد تورط في إنشاء الجماعات الجهادية التي تقاتل ضد نظامه الآن، بالرغم من أن ذلك ربما يدهش الكثيرين. ففي 31 مايو 2011، بعد شهرين من بداية الثورة السورية، أطلق نظام الأسد سراح معظم الجهاديين المتشددين من السجون، وبقي كثير من المتظاهرين والنشطاء في السجن، كما أن جيش الأسد قام بشراء النفط من جبهة النصرة وبعدها من داعش في الرقة ودير الزور، ودفع لهم لحمايته، مما ساعد داعش لتصبح غنية للغاية.
وأشار الكتاب إلى القدرات والإمكانات المالية والإعلامية الهائلة لدى تنظيم الدولة وخاصة في التعامل مع موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر"، فضلا عن قدرة التنظيم على محاكاة الطريقة التي يعمل بها الإعلام الغربي وأسلوبه في تغطية الأحداث.
وبعد حديثه عن نشأة التنظيم وأسباب تمدده انتقل الكتاب إلى المرحلة التالية التي شهدت المعارك بين داعش وقوات الأمن في العراق إضافة إلى بعض الجماعات المسلحة الأخرى في سوريا حتى وصلت الأمور إلى التدخل الأمريكي العسكري وما إن كان حقق أهدافه أم لا.
حيث أوضح الكتاب أنه قبل أيام من بث مقطع الفيديو الخاص بإعدام الصحفي الأمريكي جيمس فولي وعرضه في جميع أنحاء العالم استقال رئيس الوزراء العراقي السلطوي نوري المالكي في ظل الضغوط الأمريكية والإيرانية ،وبذلك تم ظاهريا التخلص من المأزق السياسي الذي تم إلقاء اللوم عليه لصعود داعش ،وخلفه عضو حزب الدعوة البالغ من العمر 62 عاما وهو حيدر العبادي الذي كان قد أمضى سنوات في المنفى بلندن.
وأشار الكاتبان إلى أن العديد من العراقيين الذين تحدثا إليهما أشادوا بالعبادي ووصفوه بأنه أفضل من المالكي ،ولكن لا يوجد دليل على أنه حدث تغير جوهري في الطريقة التي يتم حكم الدولة بها ،ولا تزال الأبعاد الطائفية تسيطر على البلاد كما زاد نفوذ طهران على بغداد.
وقال الكتاب إن الأمر الذي لم يكن يبشر بالخير خلال فترة ولاية رئيس الوزراء الجديد إنه قال في إحدى المؤتمرات الصحفية إنه يدعم الشراكة الإستراتيجية مع امريكا وإيران في مجال مكافحة داعش , وبذلك أصبحت واحدة من الدول الراعية للإرهاب في العالم تعرض نفسها على أنها في خط الدفاع الأول ضد الإرهاب ،فقد أشرف قاسم سليماني قائد فيلق القدس على إنشاء جيش الظل المتعدد الجوانب المكون من المجموعات الخاصة نفسها التي كانت مسئولة عن قتل الجنود الأمريكيين وعدد لا يحصى من المدنيين السنة العراقيين ،والآن أصبحت تدعم النظام القاتل في سوريا ،وبالتالي أصبح الأمر أكثر طائفية.
وعلى الرغم من دعوات العبادي للوحدة الوطنية لايزال العنف الطائفي موجود وفقا لمنظمة هيومان رايتس ووتش ،حيث أعدمت قوات الأمن العراقية والمليشيات الشيعية حوالي 255 سجينا في ست قرى منذ 9 يونيو 2014 وقبل سقوط الموصل كان هناك 8 من الضحايا الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما.
ولفت الكتاب إلى أن وزير الداخلية العراقي محمد الغبان هو أيضا قيادي مسئول في منظمة بدر وهي من فرق الموت سيئة السمعة والذي أعطى صلاحيات أكثر قوة للشرطة العراقية ،وقد تم مؤخرا اتهام هذه المنظمة بخطف وإعدام مواطنين دون وجه حق وطرد السنة من منازلهم ونهبها وحرقها وفي بعض الحالات هدموا قرى بأكملها ،ووفقا لهيومان رايتس ووتش فإن الولايات المتحدة هي في الأساس من يمهد الطريق لهؤلاء الرجال للسيطرة على البلاد أكثر مما لديهم من سيطرة بالفعل.
وأشار الكاتبان إلى أنه تقريبا كل هجوم عراقي كبير على داعش يحمل بصمات سليماني ،فمثلا العملية التي تم فيها الهجوم على داعش في قرية جرف الصخر التي تبعد 30 ميلا جنوب غرب بغداد على طول وادي نهر الفرات قام بها مجموعة من عملاء فيلق القدس وعناصر حزب الله وحوالي 7 آلاف جندي من قوات الأمن العراقي والمليشيات الذين تم تدريبهم وقد تم إقرار هذه العملية من قبل سليماني نفسه.
وبدعم غير مباشر من قبل الطائرات الأمريكية لعبت عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله دورا قتاليا رئيسيا في إنهاء حصار داعش الذي استمر شهور طويلة على بلدة "أمر لي" وهي بلدة التركمان الشيعة ،وبعد فترة طويلة من استعادتها شوهد سليماني يتجول في شوارعها وهو يبتسم.
وتساءل الكاتبان هل استطاعت الغارات الأمريكية على مدى السبعة أشهر الماضية أن تحقق إنجازات في سوريا والعراق؟ وأجابا بأن وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت أن ستة عشر من مصافي النفط من اصل 20 كانت تستخدمها داعش لتمويل أنشطتها أصبحت غير صالحة للعمل
ووفقا للدكتور هشام الهاشمي المتخصص في الشئون الأمنية والجماعات المسلحة فإنه بحلول نهاية 2014فقدت داعش 90% من إيراداتها النفطية،كما فقدت 9 من أصل 11 مخزن للسلاح في العراق و3 من أصل 10 مستودعات في سوريا ،وإضافة إلى ذلك فقد التنظيم 30 من قياداته في غارات جوية شملت 12 من كبار المسئولين مثل أبو مسلم التركماني نائب البغدادي ورضوان طالب الحمدوني بالموصل والقادة العسكريين في الرمادي وصلاح الدين والفلوجة ونينوي , كما ادعى "العبادي" أن البغدادي أصيب في غارة على مدينة القائم ،كما اعلنت واشنطن أن داعش فقدت حوالي سبعمائة كيلو متر مربع من الأرض التي كانت تسيطر عليها.
ونقل الكاتبان عن كريس هارمزالباحث في شئون الجماعات الإسلامية قوله إنه على الرغم من أنه من المؤكد أن زخم الحرب الخاطفة لداعش في العراق قد توقف إلى حد كبير ولم يعد هناك تهديد على أربيل وكذلك بغداد إلا أن الهزائم التي مني بها التنظيم هي في الواقع تكتيكية فقط من وجهة النظر العسكرية حيث كان دائما هو صاحب المبادر الاستراتيجية حيث سيطر على سد الموصل ثم فقده وسيطر على مصفاة بيجي ثم فقدها لكن هل في الحقيقة خسر عسكريا؟الإجابة لا.
وأوضح الكاتبان , ان داعش لديها ملاذا آمنا في سوريا ،وأنها مستمرة في مشروعها بقوة أكثر منذ بدء العمليات ،حيث تسيطر هناك على ثلث جغرافية البلاد ،وحتى في المعارك الأكثر شراسة في كوباني فإن التنظيم لا يزال يسيطر على أجزاء من البلدة الحدودية رغم خسارته لبعض المعارك .. كل هذه المعطيات تؤكد أنه بعد أكثر من 10 سنوات من غزو الولايات المتحدة للعراق ،فقد أثبت الجهاديون وجود مرونة كبيرة لهم في الحرب وأنهم يستطيعون التكيف ،كما أن لديهم العزم على الاستمرار في القتال ،فقد كانت تركة كل من صدام والزرقاوي للعالم تنظيم داعش الذي شن هجوما عالميا ويتوعد باستعادة الأمجاد القديمة للإسلام واقنع الآلاف بالانضمام إليه ،وكل ذلك يعني أن جيش الإرهاب باق معنا إلى أجل غير مسمى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.