إنجيلوس إسحاق.. لغز السكرتير الشخصى الذى يهدد عرش الكبار داخل الكنيسة

معروف بانتماؤه للأنبا أرميا... ودائم الخلاف مع الأنبا موسى والأنبا رافائيل
الأنبا باخوميوس جاء به من مرسى مطروح للقاهرة لكى يساعده فى عمله
بعد رحيل البابا شنودة
يقف "حائط صد" لمنع أى قبطى من الوصول للبابا.. وغضب عارم من الجميع ضده
احتل القس انجيلوس إسحاق السكرتير الشخصى للبابا تواضروس الثانى صدارة المشهد مؤخرا بعدما ظهر بجوار الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء زيارة الأخير لتهنئة البابا بعيد الميلاد .. تصرفات "اسحاق" أثارت استياء الكثيرين حيث تعامل وكأنه الرجل الأوحد داخل الكنيسة غير ملتزم ب "بروتوكول" مثل هذه الزيارات الرسمية .. الأمر لم يقتصر عند هذا الحد فقد ترددت أنباء عن دخول الرجل فى عدة ازمات مع جميع قيادات الكنيسة خصوصا المقربين من البابا تواضروس الثانى.
القس إنجيلوس اسحاق كان أحد أساقفة مدينة مرسى مطروح، وبعد وفاة البابا شنودة، بابا الإسكندرية الراحل، وتولى الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومرسى مطروح والخمس مدن الغربية، منصب القائم مقام البطريرك جاء به من مرسى مطروح للقاهرة لكى يساعده فى عمله فى هذه الفترة، خصوصا أنه كان أحد معاونيه فى عمله بأبرشيات الغربية.
ومن جانبه أكد مصدر كنسى رفض ذكر اسمه، أن البابا تواضروس الثانى لم يختار فريق السكرتيريه الخاصه به ومن بينهم القس انجليوس اسحاق بل أجبر عليهم من قبل الأنبا باخوميوس، موضحاً أن البابا طلب فى بداية تولى منصبه بتغيير السكرتارية ولكن الأنبا باخوميوس رفض ذلك معللاً الرفض بأن هؤلاء الاشخاص مشهود لهم بالكفاءة كما أنهم على علم بكثير من بواطن الأمور داخل المقر البابوى.
وأشار المصدر إلى أن القس إنجليوس إسحاق كان الذراع الأيمن للأنبا باخوميوس بمرسى مطروح وزاد نفوذه عندما جاء للقاهرة، حيث أصبح أكثر قرب من مراكز اتخاذ القرار بالكنيسة، موضحاً أن الأنبا باخوميوس كان يعتمد عليه فى كثير من الأمور الخاصة أثناء فترة توليه منصب القائم مقام البطريرك لحين وصول البابا تواضروس للكرسى البابوى.
وأضاف المصدر: الجميع بالكنيسة يعرف أن القس إنجليوس إسحاق يميل إلى قائمة الصقور بالمجمع المقدس ومنهم الأنبا بيشوى والأنبا أرميا والأنبا بولا موضحاً أن هناك علاقة قوية تجمع بين الأنبا أرميا والقس انجيلوس حيث حصل الأخير على موبايل "اي فون 4" من الأول كهدية له فى بداية توليه منصب سكرتير البابا الشخصى، وقد وصف البعض إسحاق بذراع أرميا في المقر البابوى.
وتابع المصدر حديثه: حصل القس انجيلوس على الكثير من الأموال منذ دخوله المقر البابوى، بجانب منعه رعايا الكنيسة من الوصول للبابا، وحجب مشكلات الأقباط عن البابا رغم إعلان الأخير غضبه من هذه الطريقة فى التعامل الا أن سكرتيره الشخصى مازال يصر على موقفه.
وأشار المصدر إلى أن البابا أسس المركز الاعلامى للكنيسة بعد تلقى الكثير من الشكاوى من قبل الصحفيين الذين أكدوا له أن القس انجليوس اسحاق يتعامل معهم بطريقه لا يليق أن يتعامل بها السكرتير الشخصى للبابا.
وأكد المصدر أن هناك خلافا حادا بين إسحاق وكلاً من الأنبا موسى والأنبا رافائيل وذلك بسبب تعامله معهم بطريقة لا تليق، بالاضافة الى محاولته إبعادهما عن البابا لايصالهما بعض المشكلات التى يخفيها هو عن البابا.
وكان آخر المواقف المحرجة التى قام به سكرتير البابا كانت أثناء زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، للكنيسة حيث قام بالترحيب بالرئيس قبل البابا، بجانب مقاطعته لحديث الرئيس أكثر من مرة، فضلا عن حرصه التقاط الصور مع المسئولين.
وقد انتقد الكثير من النشطاء الأقباط تصرفاته مؤكدين أنه أحرج البابا أكثر من مرة اثناء احتفالات عيد الميلاد، وطالبوا من البابا اتخاذ الإجراءت اللازمة تجاهه حتى يتوقف عن إحراجه.
فى هذا الإطار قال أبانوب جرجس، منسق ائتلاف أقباط مصر بشمال سيناء،: القس انجيلوس اسحاق لم يكون موجود فى عهد البابا شنودة الراحل ولكن الأنبا باخوميوس عندما صار قائم مقام البطريرك استغنى عن أعضاء السكرتارية الخاصة بالبابا شنودة وأتي بالقس أنجيلوس إسحق سكرتيرًا شخصيا له حيث كان يخدم معه فى مرسى مطروح، ومنذ ذلك الوقت أصبح اسحاق سكرتير شخصياً للأنبا باخوميوس آنذاك، وكان يجيب على الاتصالات الهاتفية للإعلاميين ويرد على استفساراتهم، ولكن مع مرور الوقت بدأ عدد كبير من الاقباط يعبرون عن غضبهم من التعامل السئ معهم وعلى الرغم من ذلك لم يحاول الانبا باخوميوس تغيره واستمر فى منصبه حتى بعد تولى البابا تواضروس مهام منصبه.
وأضاف: بعد تولى البابا تواضروس الثانى الكرسى المرقسى أبقى عليه سكرتيراً شخصياً له وذلك تقديراً للدور الذى كان يقوم به مع الانبا باخوميوس، ولكن البابا لم يختاره من البداية".
وبسؤاله عما قام به اسحق اثناء زيارة الرئيس فقال "اعتقد أن ما حدث منه كان عفوياً للغاية وذلك لأنه أول مرة يشاهد رئيس الجمهوريه على الطبيعه، فمن الواضح أنه ينقصه كيفيه التعامل مع الرؤساء مما سبب إحراجاً كبيراً للبابا الذى انتظر مكانه حتى أتى الرئيس إليه". وأوضح أبانوب أن دور السكرتير الشخصى للبابا لابد وأن يقتصر على نفس الدور الذى كان يقوم به أثناء وجود الأنبا باخوميوس وهو الرد على استفسارات رعايا الكنيسة فقط لكن مايحدث خلاف ذلك حيث يصطحبه
البابا فى جميع السفريات .
وطالب أبانوب من الجميع التحدث بصفتهم الشخصية وعدم التحدث بلسان الأقباط .
وقال نادر صبحى سليمان، مؤسس حركة شباب كريستيان للاقباط الارثوذكس، إن القس انجيلوس إسحاق أحرج الأقباط ككل والبابا بصفة خاصة حينما تعامل مع الرئيس بهذه الطريقة.
وواصل حديثه: سكرتير البابا الشخصى أثار غضب الكثير من الاقباط بالتصرفات التى صدرت منه عند حضور الرئيس عبد الفتاح السيسى الى الكاتدرائية لتهنئة البابا و الشعب القبطى بعيد الميلاد، فالجميع لاحظ اصراره على التعامل مع الرئيس من منطلق انه البطريرك".
ووجه نادر كلمه الى انجيلوس قائلاً "وقوفك فى المقدمة و هى المدخل الرئيسى لكل من يذهب إلى البابا لتهنئته فيكون مروره اولاً عليك و السلام عليك اولاً امر غير منطقى، فالجميع استنكر هذا التصرف، هذا الى جانب انك قاطعت الرئيس وهو يتحدث و يداعب الشعب القبطى اكثر من مرة هذا بخلاف وضع يدك على كتف الرئيس وهذا الامر لا يجب أن يصدر من السكرتير الشخصى للبابا".
وتابع "لابد وأن يعلم السكرتير الشخصى للبابا ان هناك بروتوكول لابد وأن يسير عليه فى تعامله مع المسئولين، فلابد وأن يعلم أن هناك مساحة قانونية بينه وبين المسؤولين ومساحة أدبية يجب أن يحافظ عليها فى تعامله مع المسؤلين".
وقال مينا كمال، أمين عام حركة معا من أجل مصر، "الجميع يتحدث عن الصلاحيات الواسعة للقس انجيلوس اسحاق وعن عزله للبابا عن شعبه، ولكن علينا أن نعلم ان هناك مراكز قوى يملكون الحل ويتحكمون فى اتخاذ القرار فى كل مؤسسة مدنية او دينية والكنيسة من ضمن تلك المؤسسات، ومن الطبيعى ان يكون سكرتير البابا من الشخصيات المؤثرة، وذلك لكونه كاتم اسرارا البابا واخر شخص يراه البابا قبل ان ينام واول شخص تقع عليه عيناه بعد ان يستيقظ، فحتما سيكون لديه نفوذ كبير داخل الكنيسة.
وأشار كمال إلى أنه لا يستبعد أن يكون الهجوم على القس انجيلوس اسحق عبارة عن حرب تكسير عظام بينه وبين منافسيه، وأن تكون المخالفات التى يتحدث عنها الجميع عبارة عن اقاويل يطلقها منافسيه عليه حتى يرحل عن منصبه ليس أكثر.
وأضاف: "لا يجب أن ننسي ان القس انجيلوس كان سكرتير للانبا باخوميوس حين كان قائم مقام البطريرك واستمرار فى منصبه كسكرتير للبابا بعد ذلك وهذا يدل على انه شخص كفء وذو قدرات، خصوصا أنه لا يوجد أى دليل على المخالفات والتجاوزات التى تثار ضده".
وبسؤاله عن الموقف الذى قام به سكرتير البابا أثناء زيارة الرئيس قال: "لدى بعض التحفظات علي موقفه الأخير اثناء زيارة الرئيس للكاتدرائية، فقد تخطي البروتوكول في التعامل مع السيسي حيث قام بمزاحته ومقاطعته عدة مرات، ولكن علينا أن نلتمس له العذر حيث أن تلك الزيارة لم تحدث من قبل، ومن المنطقى أن لا يكون لديه خبرة في التعامل مع الرؤساء".