بدء تسجيل الصفات الوراثية لمرضى سرطان القولون في مصر

أعلن قسم الأورام بكلية طب جامعة القاهرة عن إطلاق الفحص الجيني لمرضى السرطان لأول مرة في مصر بالتعاون مع شركة "أمجن" الرائدة عالميًا في مجال الرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية، وقال الدكتور حمدي عبد العظيم أستاذ علاج الأورام بكلية الطب جامعة القاهرة إن الفحص الجيني يمكن خبراء علاج الأورام وعلم أمراض الأنسجة من الدخول في عصر العلاج المفصل لكل مريض على حدة والذي يمثل مستقبل الطب على مستوى العالم مضيفا أنه طبقًا للصفات الوراثية فالمرضى الذين يعانون من الإصابة بنفس نوع السرطان يمكنهم الاستفادة من العلاجات المتاحة بطرق مختلفة وأكثر فعالية لمواجهة الخلايا السرطانية، لافتا إلي أن نتائج الفحص الجيني في علاج السرطان ونظرًا لتطور جميع أنواع السرطان نتيجة للتحور أو التغير الجيني، أصبح فهم الأسس الجينية أو الوراثية للمرض أمر في غاية الأهمية لاكتشاف العلاجات المناسبة وتتيح علاجات السرطان الحالية مزيدًا من المناهج العلاجية المفصلة والموجهة لكل مريض على حدة وبذلك يستطيع الأطباء تحديد أفضل العلاجات المناسبة لكل مريض مما يعني حصول المرضى على أكثر العلاجات فعالية وبالتالي زيادة معدلات الشفاء.
وأكد الدكتور عماد حمادة أستاذ علاج الأورام ورئيس قسم الأورام بكلية الطب جامعة القاهرة أنها المرة الأولى في مصر التي يتم توفير الفحص الجيني فيها من خلال منشأة صحية عامة، ومن المتوقع أن يتم البدء في التنفيذ خلال فبراير العام القادم حيث أن الجهاز يتنبأ بمدي احتمالية إصابة الإنسان بالسرطان خاصة لأصحاب التاريخ الوراثي وقال إن هذه المبادرة التي تعد منحة من شركة "أمجن"، ستساعد حوالي عشرة آلاف مريض بالسرطان سنويًا وأوضح الدكتور عماد أن الفحوصات الجينية كانت تجرى سابقا من خلال معامل بالمملكة المتحدة مقابل حوالي ثلاثة آلاف دولار لكل فحص ومن المتوقع أن توفير هذه الإمكانيات في مصر سيخفض التكاليف لأقل من النصف وقال أنه سيتم تحديد سعر الفحوصات الجينية قريبًا، ولكننا نعمل للحصول على دعم شركات الأدوية للحد من الأعباء المالية وأشار إلي أن الجهاز يحدد البصمة الجينية لمرضي الأورام في مصر ويعطي شفرات علي الطفرات الجينية التي قد تحدث في بعض الأمراض بما يعطي الإمكانية لمعرفة المريض المحتاج للعلاج الموجه لأن تكلفة هذا العلاج باهظة جدا وقال أن تقنية هذا الجهاز ستكون متاحة للمرضي المعالجون علي نفقة الدولة وللمرضي التابعون لهيئة التأمين الصحي وأوضح أن الطفرات الجينية لا يشترط أن تتواجد في كل الأورام بنسبة كبيرة أو تصل لنسبة 100% لذلك يعد تشخيص البصمة الجينية هام جدا لتحديد نسبة الخطورة في المريض المحتاج للعلاج لذلك ليس كل المرضي المصريون سيستفيدون من هذه التقنية،وأعرب عن طموحه بأن تحصيل التكاليف من المرضى الميسورين الذين يستطيعون تحمل هذه الخدمة، سيساهم في توجيه العائد لتغطية تكاليف الخدمات المجانية الممنوحة للمرضى محدودي الدخل ويتم الآن استحداث بروتوكول استحقاق لتحديد الحالات الأكثر احتياجًا لتقديم هذه الخدمة ".
وشدد الدكتور محمد عبد الله، أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة على أهمية تطبيق الفحص الجيني الخاص بسرطان القولون والمستقيم ونوه إلي إن هذا النوع من السرطان هو ثاني أكثر أنواع السرطان انتشارًا في العالم، حيث يصاب به 1.4 مليون شخص سنويًا وهناك واحد من كل أربعة أشخاص مصابين بسرطان القولون والمستقيم لا يتم تشخصيه حتى يبدأ السرطان في الانتشار وتوجد أنواع مختلفة من العلاجات المتاحة لسرطان القولون والمستقيم المنتشر ويمكننا حاليًا إجراء تحليل الدلالات البيولوجية (تحليل RAS) للتأكد من حصول المريض على أفضل علاج يناسب حالته".
وقال الدكتورة نعمت قاسم أستاذ علم أمراض الأنسجة بكلية الطب جامعة القاهرة،إن إطلاق هذه المبادرة يدعم تعاوننا مع شركة "أمجن" باعتبارها شريكًا تعليميًا وبحثيًا وقد وفرت "أمجن" المعدات اللازمة لاستخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة وبرامج التدريب وضمان الجودة للتأكد من إجراء التحاليل وفقًا للمعايير العالمية، مما كلف الشركة ما يقارب 4 مليون جنيه. كما ستمول "أمجن" عملية تسجيل الصفات الوراثية لمرضى سرطان القولون في مصر".
وقالت الدكتورة سحر عبد العاطي أستاذ مساعد علم أمراض الأنسجة بكلية الطب جامعة القاهرة إن هذه المبادرة وضعت مصر على خريطة الأبحاث الدولية، وتعد الركيزة الأساسية لتحقيق تحسنًا كبيرًا في نتائج علاج السرطان ومعدلات نجاة المرضى، مضيفًة أنه تستخدم حاليًا مئات الفحوصات الجينية ويتم تطوير المزيد وفي الوقت الحالي يستخدم الفحص الجيني للكشف عن سرطان القولون وسرطان الرئة، ولكن في المستقبل القريب، سوف يتم استخدام هذه الفحوصات للكشف عن أنواع أخرى من السرطان".