لا يخلو "برومو" أي فيلم جديد، من رقصة تصاحبها أغنية شعبية، وكأنها ظاهرة مفروضة علينا، ليل نهار، حيث أصبحت "الشخلعة" بالوصف الدارح لها في الشارع المصري، السمة الغالبة على الحملات الدعائية لجميع الأفلام المصرية مؤخرًا، بعد أن احترفت راقصات قناة "التت" الظهور في تلك الحملات، بشكل مثير ولافت للأنظار، لاجتذاب جمهور الشباب، وتكدسهم أمام دور العرض، ومع إصرار صنّاع الأفلام على تكرار ذلك، خلّت جميع الأفلام من أي مضمون أو موضوع هادف تعالجه أو تناقشه بشيء من الحرفية، بعيدًا عن الابتذال والإسفاف الذي تخطى كل الحدود. وقد شهدت الساحة السينمائية العديد من الأفلام التي اعتمدت على الراقصات لإجتذاب قطاع معين من الجمهور وتحديدًا الشباب، وذلك لتحقيق مكاسب وإيرادات خيالية، كان بدايتها ظهور الفنانة الاستعراضية صوفيا، في برومو فيلم "الألماني" للمثل محمد رمضان، والتي قدّمت من خلاله وصلة غنائية حصلت على نسبة مشاهدة عالية، علمًا بأنها رُشحت للعمل بالفيلم، بعد حصولها على أفضل راقصة في قناة "التت" للرقص الشرقي، وتم الاستعانة برقصتها لتتصدر الحملة الدعائية للفيلم. وظهرت صوفيا أيضًا في فيلم "بوسي كات" بطولة راندا البحيري، وقامت بتقديم رقصتين داخل كابريه وهذه الرقصات التي قدّمتها جعلت الفيلم يحصد نسبة مشاهدة عالية عبر المواقع الإلكترونية، ورغم أنها تعمدت إرتداء ملابس غير مثيرة إلّا أنها اعتمدت كليًا على رقصها وحركاتها المثيرة، ومن ناحية أخري ظهرت الراقصة "دينا" بفيلم "عبدة موتة" بطولة محمد رمضان، ورغم أنها ليست من راقصات التيت إلّا أنها قررت أن تواجه غزو الراقصات الجدد وتثبت وجودها، ولكن بشكل جديد فتعمدت الظهور بجانب فرق المهرجان لتُكمل المشهد الفني، أمّا فيلم القشاش فظهرت خلاله الفنانة الاستعراضية الأرمينية "صوفينار" والتي أشعلت سوق الأفلام الشعبية وأحدثت ضجة كبيرة فور ظهورها بالفيلم؛ نتيجة لما تقوم به من حركات مثيرة جعلت الجميع يقرر بجدية عدم الإستغناء عن الراقصات في الأفلام؛ فبمجرد عرض الأغنية التي أدتها الراقصة الأرمينية وطرحها للدعاية علي الانترنت، انهالت عليها المشاهدة لتحقق رقمًا قياسيًا لم يحدث من قبل. كل ذلك جعل هناك أشّعل قوية بين راقصات التيت ودفعهن للمشاركة في الأفلام، خاصة أن سوق عملهن انتعش بشكل كبير وأصبحن يحاولن التنافس مع صوفينار، التي أصبح جميع المنتجين يتصارعون من أجل مشاركتها في أعمالهم الفنية، وفي المقابل ظهرت الراقصة "شاكيرا" لتثبت أنها موجودة بالسوق ولكن بشكل جديد وقدمت وصلة رقص مختلفة؛ بل وأضافت عليها الغناء في أغنية "سي السيد بلا نيلة "من "فيلم بنت من دار السلام" المقرر عرضه قريبًا. شاكيرا لفتت الأنظار إليها بإرتدائها بدلة رقص غير نمطية، ووضعها رسم "كف" علي صدرها وأرجلها من الخلف، مما جعل الجميع يقول أنها "شاكيرا خمسة وخميسة" وبمجرد عرض الأغنية علي الإنترنت، نالت مشاهدة عالية واعتبرها البعض أقوي منافسه لصوفينار، وتشارك "شاكيرا" أيضًا في فيلم "ظرف صحي" بوصلة رقص مثيرة وتظهر بشكل مختلف أخر، مؤكدة أنها تختلف عن باقي الراقصات لأنها تعلّمت الرقص الشرقي، من خلال الدراسة الفعلية، مشيرة في الوقت ذاته أنها ليست هاوية، وشاركت في عدد من فرق الفنون الشعبية وحصلت علي كورسات رقص شرقي، حتي استطاعت أن تخلق ميكس مميز من الرقص الغربي والشرقي معًا. كما تحاول الراقصة "برديس" خوض تجربة المنافسة أيضًا، لتظهر في فيلم "ظرف صحي" من خلال تقديم وصلة رقص منفردة، ولسان حالها يؤكد أنها ملِكة الرقص الشرقي في مص،ر وهذا ما جعلها تشارك في عدد من الأعمال الفنية، وتأتي مرة أخر الراقصة "صوفينار" بجوار المطرب محمود الليثي" لتقدم وصلة رقص مثيرة من خلال مشاركتها في فيلم "سالم أبو أخته" بطولة محمد رجب وحورية فرغلي، وتم استخدام رقصتها للدعاية للفيلم وكالعادة حققت الرقصة نسبة مشاهدة كبيرة. ويبدو أن المتبع الأن فى الأفلام الجديدة، هو أن يقوم المنتج بتصوير برومو يحتوى على مشاهد حميمية أو بها عري تجذب أنظار المشاهدين مثلما شاهدنا ظهور هيفاء وهبي فى برومو فيلمها الجديد "حلاوة روح" الذي حقق نسبة مشاهدة وصلت إلى 3 ملايين مشاهد على اليوتيوب، وكذلك نجاح صافينار فى برومو فيلم القشاش وظهورها فى مشهد الفرح فقط على نغمات أغنية على رمش عيونها، والذي ساهم فى ترويج الفيلم بشكل كبير وجعل المنتج أحمد السبكي، يستعين بنفس الراقصة فى فيلمه الجديد "سالم أبو خته ووضعها فى الإعلان الدعائي أيضًا، بعد أن أصبحت قنبلة الرقص الشرقي فى مصر وهو الدور الذي كانت تلعبه سابقًا الراقصة دينا فى أفلام السبكي. الأمر لم يتوقف على شركتي دولار والسبكي، فهناك عدد من المنتجين بدأوا البحث عن راقصات جدد للظهور فى بروموهات الأفلام، لتقديم دعاية بأجسادهن وجذب أكبر كم من الجمهور وتحقيق الأرباح دون النظر إلى مضمون الفيلم، فيما استعان بعضهم براقصات معروفات على الساحة مثل شاكيرا وشمس وصوفيا، وأخرون استعانوا بوجوه جديدة مثل "بارديس" وغيرها، ولا يزال العرض مستمرًا.