الزواج عند المسيحية يعادل قرار الحرب عند الدولة.. والتطليق يختلف عن الطلاق نسعى لإضافة بنود فى عقد الزواج تتضمن رفض الشخص للصلح فى حالة حدوث خلافات وغيرها الزنى ثلاثة أنواع .. الفعلى والحكمي والروحى.. وأى إساءة جسدية تستلزم التطليق كورسات العلاقة الحميمية بين الزوجين لابد منها ونعمل على تعميمها فى جميع الكنائس يظل ملف العلاقات الشخصية عند الأقباط هو الملف الأكثر "سخونة" , والاقتراب من هذا الملف أشبه بمن يحوم حول الحمى .. البابا تواضرورس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية حاول إزالة اللغط عن الكثير من المفاهيم المغلوطة حول "الزنا والجنس" عند الأقباط وما يترتب عليهما من طلاق وغيره , لافتا إلى أن العلاقة الزوجية في المسيحية تختلف تماما عن تلك التى يتم تناولها فى التليفزيون ووسائل الإعلام. وأوضح أن هناك ثلاثة أنواع للزني في المسيحية التي تستوجب الطلاق ,واصفا قرار الزواج عند الاقباط مثل قرار الحرب عند الدولة . وكانت القنوات الدينية المسيحية قد بثت منذ بضعة أيام الحلقة الثانية من برنامج "أنت تسأل.. والبابا يجيب" للبابا تواضروس الثاني والتي تناولت العديد من النقاط الشائكة والمحظورة داخل ملف الأحوال الشخصية التي أثارت حالة من الجدل بين الأقباط . وقال تواضروس: "سر الزواج له قدسية عظيمة ورابطة ثلاثية بين الله والرجل والمرأة، وهذا رباط لا يمكن أن يفك أو ينقض عهده . وتابع :مفهوم الزواج الذى يقدمه لنا التليفزيون يختلف عن مفهوم الزواج المسيحى، لافتًا إلى أن قرار الزواج للأفراد يساوى قرار الحروب للدول، فى مدى خطورته. وأوضح أن كورسات الإعداد للزواج تطبق إجباريًا فى كنيسة الإسكندرية، لكن يصعب تطبيقها في بعض القرى لتوعية المقبلين على الزواج بمدى قدسيته وأنه قائم بوجود الله – علي حد قوله. وأشار البابا إلي أن لائحة 38 الخاصة بالزواج والطلاق، قام بعملها المجلس الملى ولم يشارك فيها المجمع المقدس، واستمر العمل بها حتى عام 1995 حتى وقف العمل بالمحاكم الملية، مشيرًا إلى أن البابا شنودة منذ ثلاثين عامًا، اجتمع مع رؤساء الطوائف لعمل مشروع موحد مازال فى أدارج وزارة العدل. وقال الموضوع يتعلق بالدولة والقانون والنظام المتبع، وهناك عدد كبير متضرر من قانون الأحوال الشخصية. وأضاف: نفكر الآن في إضافة بنود بعقد الزواج، مثل رفض الشخص للصلح فى حالة حدوث خلافات ويصبح فى هذه الحالة معاندًا. واستطرد قائلا: "التطليق يختلف عن الطلاق، فالتطليق يعنى أننا اكتشفنا أن هذا الزواج بعد أن بدأ به خطأ يستوجب التطليق، مضيفًا أن الأنبا بولا قام بعمل خريطة لأسباب التطليق، وأن مفهوم الطلاق فى الكنيسة لعلة الزنى فقط، مشيرًا إلى وجود ثلاثة أنواع من الزنى وهى الزنى الفعلى، والزنى الحكمي الذى يكون معروفًا وعليه أدلة مثل رسائل تليفونية، والزنى الروحى المتمثل فى تغيير الدين. وأوضح البابا أن أى إساءة جسدية بأى شكل من الأشكال للزوجة تستوجب التطليق ولكن المشكلة فى كيفية إثبات الإساءة- علي حد تعبيره- . وأكد أن كل قضية من قضايا متضررى الأحوال الشخصية، لها ملابساتها المختلفة، مشيرًا إلى ضرورة اتساع القلب فى فهم النصوص الإنجيلية وأقاويل الآباء. واستطرد البابا قائلًا: "سيتم إنشاء ستة أفرع للمجلس الإكليركى فى أمريكا وأوروبا وآسيا وأستراليا، ووجه قبلى ووجه بحرى والقاهرة والإسكندرية وإفريقيا، يضم كل مجلس أسقفًا واثنين من الكهنة ومحامي وطبيب يتم تعيينهم، ويكون صالحًا لمدة 3 سنوات، والمجلس بتشكيلته الجديدة سوف يجتمع كل عام بحضور البابا وسكرتير المجمع ويبت فى القضايا المتعلقة". واختتم قائلًا: "أنا شخصيًا لا أتحمل أن أسمع من أحد قول الكنيسة ظلمتني، ولا أن أسمع ابنًا أو بنتًا من أولادى يقول هذا، لأن ذلك إحساس قاسٍ، لذا نفكر فى عمل مجمع مقدس بشأن سر الزيجة". تصريحات البابا حول هذه القضية الشائكة أثارت حالة من الجدل والغضب داخل الوسط القبطي بين معارضى ومؤيد لها, من جانبه قال أشرف أنيس ،عضو حركة الحق في الحياة القبطية: البابا تواضروس في حديثه إقترح حلولا لتجنب المشاكل الزوجية ولتلافي أخطاء الماضي وفي المقابل لم يعرض قداسته حل لأزمة آلاف المضارين داخل ملف الاحوال الشخصية . وأوضح أن حل أزمة الأحوال الشخصية للأقباط يكمن في سن مجلس كنائس مصر لقانون موحد يخضع كافة الأقباط لمواده دون تفرقه بين الطوائف. كما طالب أنيس أن يتعامل القضاة في محاكم الأسرة مع قضايا الأقباط للأحوال الشخصية وفقا لما يقره ذلك القانون دون التمييز بين الطوائف المسيحية كما هو الحال بالنسبة للمسلمين حيث لاتمييز بين مسلم سنى أو شيعى أو غيرها من المذاهب في حالات الزواج والطلاق أو قانون الرؤية وغيرها. وأضاف: العلاقة الزوجية تحكمها عوامل إجتماعية ترتبط بحقوق الانسان ولا علاقة لها بالأديان ,وحديث البابا تواضروس عن إنشاء مجمع مقدس للزواج ورفضه إنشاء قانون موحد للاحوال الشخصية يعني أن الكنيسة سوف تفرض الإنجيل علي الأقباط بقوة القانون وأنهم سوف يعودون مرة أخري الي أسوار الكنيسة وفي قبضة رجال الدين -علي حد تعبيره- . وأضاف الكنيسة تريد إعادة المحاكم الملية مرة أخري ولكن بصورة مدنية ,بحيث يقوم المجلس الاكليركي بإصدار قراره عن الحالة ثم يرسله إلي المحكمة ليقوم القاضي بنطق الحكم. كما إنتقد أنيس فكرة اللجوء للإرشاد الأسري من خلال "كورسات المشورة" قائلا : هذه الطريقة جري تطبيقها داخل الكنيسة الكاثوليكية منذ عامين ورغم ذلك لم يحل سوي 3% من إجمالي حالات منكوبي الأحوال الشخصية وفقا لما أعلنته الكنيسة . وانتقد نادر الصيرفي المنسق العام لرابطة "أقباط 38"حديث البابا تواضروس بشأن إعادة هيكلة الأحوال الشخصية لحل أزمة الطلاق المدني والزواج الثاني ,موضحا أن إعادة الهيكلة التي تأتي في توسيع قاعدة المجالس الإكليركية داخل وخارج مصر لدراسة مشاكل الطلاق والزواج -التي يتبناها البابا والمجمع المقدس في إجتماعه الاخير لن تفيد متضرري الأحوال الشخصية. وتابع حديثه: أعداد المتضررين من الأحوال الشخصية وأسرهم تجاوز 3 ملايين شخص، مطالبا بإعادة لائحة 38 للتطبيق والتي كان قد جري تعديلها في 2008 ، موضحا أنها الحل الوحيد لإنهاء مشكلات متضررى الأحوال الشخصية. وأشار الصيرفي إلى أن هناك عدم شفافية في التعامل مع ملف الأحوال الشخصية داخل الكنيسة لعدم الإلتزام بقراراتها في الزواج والطلاق لأن منح التصاريح يخضع لأهواء عدد معين من الإكليروس- رجال الدين المسيحي- داخل الكنيسة ، منوها أن رابطة 38 تحاول بشكل مستمر حجب ومنع ثورة منكوبي الأحوال الشخصية وأسرهم ضد الكنيسة – علي حد تعبيره. ورفضت حركة الصخرة الأرثوذكسية تصريحات البابا تواضروس الاخيرة بشأن الطلاق قائله: " فتح باب الطلاق علي مصرعيه بالمخالفة لتعاليم السيد المسيح سيؤدي الي ضعف الكنيسة القبطية, هل اباحة الطلاق هي محاولة للتقرب من السلطة الحاكمة التي تحتكم للشريعة الاسلامية في قوانينها ؟" وأضافت الحركة : البابا تواضروس يستعد لوضع لائحة للطلاق مستوحاة من لائحة 38 المخالفة لتعاليم المسيح والتي رفضها كل الآباء والمجمع المقدس وقتها وبطاركة الكنيسة البابا مكاريوس الثالث والبابا يوساب الثاني والبابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث لمخالفة تعاليم الكتاب المقدس. واستنكر يوسف سيدهم عضو المجلس الملي هجوم بعض الاقباط علي تصريحات البابا , لافتا إلى أن هناك مجموعة من المتربصين يحاولون إحداث فتنة داخل الكنيسة بالترويج كذبا أنه يخالف تعاليم الكتاب المقدس مستغلين رغبته في تطوير وإصلاح البيت الكنسي في شن هجوم ضده. وتابع سيدهم : البابا أكد منذ توليه الكرسي المرقسي أنه سيعمل علي ترتيب البيت الكنسي من الداخل ووضع أولويات منها إعادة هيكلة الادارة الكنسية متمثلة في مكتب البابا والمكتب الاعلامي وإعادة صياغة لائحة إنتخاب البطريرك بالاضافة الي إعادة النظر في لائحة الاحوال الشخصية للمسيحين وقد أحرز البابا تقدما ملموسا في هذه الملفات. وطالب سيدهم الاقباط بالانتظار لحين الانتهاء من التشريعات الكنسية فيما يتعلق بملف الاحوال الشخصية لتقييمها من جانب المختصين قبل هجومهم علي البابا.