رغم حالة الغموض المتعلقة بمصير انتخابات مجلس النواب فى مصر , وحالة الجدل الذى أثاره القانون الخاص بالمجلس ، الذي أصدره الرئيس المصري السابق المستشار عدلي منصور، وسعى بعض الأحزاب الرافضة للقانون للضغط على الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسى لتعديله، لكونه يهمش دورها ويصب في صالح مرشحي المقاعد الفردية، على حد وصفهم، إلا أن الأحزاب ذاتها تسابق الزمن للدخول في تحالفات انتخابية، لضمان أي تمثيل لها في البرلمان. وتنقسم التحالفات الانتخابية إلى 3 تحالفات أساسية، أولها تحالف مؤيد للرئيس عبدالفتاح السيسي والذي يتزعمه رئيس لجنة الخمسين عمرو موسى، يرافقه رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق مراد موافي، الذي يضم عدداً من الأحزاب إلى جانب حزب المؤتمر، كحزب الوفد، المصري الديمقراطي، المصريين الأحرار، وثانيهما جبهة مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، وثالثهما جبهة تضم بقايا أحزاب تيار الإسلام السياسي. في سياق متصل، توقع الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية الدكتور يسري العزباوي، أن يشهد البرلمان القادم أغلبية للمستقلين على حساب الحزبيين، لاسيما مع تخصيص 80% للمقاعد الفردية، وتخصيص 20% للقوائم. غير أن العزباوي يرى , أن نسبة تمثيل الأحزاب في البرلمان غير عادلة، مقارنة بالترشح على المقاعد الفردية، لافتاً إلى أن الأحزاب السياسية تواجه تهميشاً واضحاً جراء إقرار قانون الانتخابات البرلمانية بشكله الحالي. وأوضح أن وجود تحالفات انتخابية متنوعة يثري الحياة السياسية ويصب في صالح الشعب في النهاية، لافتاً إلى أن التحالفات تفسح المجال للأحزاب للاندماج، مما ينعكس إيجابياً على الحياة السياسة بشكل عام. وأشار العزباوي إلى أن جبهة صباحي، ستنافس بقوة لحصد أكبر مقاعد في البرلمان في مواجهة التحالف المؤيد للسيسي، مشيراً إلى أن قيادات الصف الثاني من جماعة الإخوان وباقي التيارات الإسلامية ستتجه لتكوين تحالف انتخابي داخل البرلمان، لمعارضة النظام الحاكم والوقوف عائقاً أمام تقدم السيسي. من جانبه، أعرب المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة والقيادي بحزب الدستور هيثم الخطيب، عن استيائه من تنافس الأحزاب وصراعها على مقاعد ليست بالمناسبة والعادلة لتمثيلهم في البرلمان القادم، لافتاً إلى أن الترشح على المقاعد الفردية متوفر أكثر بشكل قانون مجلس النواب الحالي، وهو ما يجب على الاحزاب الانتباه له. وأضاف الخطيب ، أن حزب الدستور يتطلع لأن يختلف البرلمان المقبل عن البرلمانات السابقة، لافتاً أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى نواب يركزون أكثر على الجانب الخدمي أكثر من خبرتهم السياسية لخدمة الشعب. وأشار إلى أن البرلمان القادم سيشهد تنوعاً في أطيافه، ولن يكون هناك أغلبية مسيطرة، متوقعاً وجود عدد كبير من المستقلين، وحضور محدود للإسلاميين. بدوره، قال عضو الهيئة العليا لحزب الحركة الوطنية ياسر قورة، إن الحزب يدرس الدخول في أحد التحالفات الانتخابية الداعمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، لافتاً إلى أن التحالف الانتخابي يهدف لدعم الرئيس المنتخب خلال الفترة المقبلة الصعبة، ولإلغاء فكرة أن التيار المدني غير موحد وقادر على تحقيق مطالب الشعب من خلال البرلمان. وأكد قورة , أن التحالفات الانتخابية تثري الحياة السياسية، مشيراً إلى أن جميع التحالفات المؤيدة للرئيس والمعارضة ستعمل معاً، من أجل مصلحة الوطن الواحد، وسيكون هناك تقبل للرأي والرأي الآخر دون تصيد للأخطاء.