يبدو أن مشاكل الفنانات مع الخادمات، أصبحت ظاهرة طبيعية في مصر، ومثلما كانت هناك فنانات تحولن إلي متهمات بتعذيب خادماتهن، كان هناك أيضًا فنانات ضحايا لممتهني الخدمة داخل البيوت. عشرات النجمات ذهبن إلي أقسام الشرطة بسبب الخادمات، نورا، فيفي عبده، ليلي علوي، هالة صدقي، نرمين الفقي، رانيا يوسف وغيرهن... والبلاغ الأخير كانت بطلته الفنانة مروة عبد المنعم، المتهمة بقتل خادمتها، في حمام المنزل. بدأت الأزمة، تتكشف بتلقي وحدة مباحث قسم شرطة الهرم، بلاغًا بمصرع "رحاب.ر" 14 عامًا، تعمل خادمة لدي الفنانة، وبالانتقال والفحص تبين أن المجني عليها سقطت في الحمام جثة هامدة، ورغم أن تقرير الطب الشرعي، يفيد بأن الوفاة طبيعية، فإن والد الخادمة حرر محضرًا يتهم فيه الفنانة الشهيرة، بقتل ابنته، وطلب اسخراج الجثة لتشريحها، وهو ما جعل المباحث تستدعي "مروة عبدالمنعم" لأخذ أقوالها في الاتهامات المنسوبة إليها. ولم تكن مشكلة مروة هي الاولي مع الخادمات فكثير من الفنانات وقعن في مشاكل مع الخادمات وابرزهم الفنانة المعتزلة نورا التي تعرضت للسرقة من خادمتها. البداية كانت حين تلقي اللواء محمود فاروق، مدير مباحث الجيزة، بلاغاً بتعرض الفنانة نورا لحادث سرقة شقتها بمنطقة الشيخ زايد، واتهمت خادمتها بارتكاب الجريمة. وكشفت تحريات العميد مصطفي عصام، رئيس مجموعة الأمن العام بالجيزة، أن الخادمة قامت بوضع مخدر للمجني عليها في كوب العصير حتي فقدت الوعي، ثم استولت علي هاتفين محمولين ولاب توب ومبلغ مالي وفرت هاربة. وتبين من التحريات أن الفنانة نورا اتصلت بمي نور الشريف، ابنة شقيقتها الفنانة بوسي، قبل تعرضها للإغماء، وأبلغتها بأن الخادمة دسّت مخدراً في العصير وسرقتها، وعلي الفور بدأت أجهزة الأمن جهودها لضبط الخادمة. فيما شهدت فيلا الفنان محمود ياسين حكاية مثيرة للجدل، بطلتها الخادمة التي اتهمت بالسرقة وألقت نفسها من الطابق الثاني لتدفع بالاتهامات بقتلها حول أسرة محمود ياسين، وألقت مباحث الجيزة القبض علي الخادمة وابنتيها، بعد الاشتباه في سرقتهن عشرة آلاف جنيه من فيلا محمود ياسين بالجيزة, وأحلن علي النيابة للتحقيق. وكان الفنان محمود ياسين قد اكتشف سرقة عشرة آلاف جنيه من الفيلا الخاصة به، فأخطر أجهزة الأمن بالجيزة، وتبين من التحريات أن وراء سرقة المبلغ عزة جلال "43 عامًا، خادمة الفنان" وابنتيها زينب "22 عامًا" وهبة "13 عامًا". وتبين أن ابنتي الخادمة كانتا في زيارة لوالدتهما بفيلا محمود ياسين، وأنها أعطتهما المبلغ بعد سرقته. وبعد انصراف ابنتيها، حاولت الخادمة الهرب من شباك المطبخ، إلا أنها سقطت علي الأرض فأصيبت بإصابات عدة بأنحاء متفرقة بالجسم ونقلت إلي المستشفي. وتبين من التحريات أن المتهمة اعترفت بعد سقوطها من شباك المطبخ لمدير أعمال محمود ياسين، ولسائقه الخاص أنها سرقت المبلغ من غرفة نوم الفنان. وقالت رانيا ياسين في التحقيقات إنها اكتشفت سرقة عشرة آلاف جنيه من دولاب ملابسها، وتحدثت مع الخادمة لتعيد المبلغ، ووعدتها بأنها ستصمت ولا تبلغ عنها الشرطة، وفوجئت بعد نصف ساعة بأمن الفيلا والحارس يبلغونها بأن الخادمة ألقت بنفسها من الطابق الثاني. وحضر رجال الشرطة وعاينوا مكان السقوط، وتبين أنه شباك صغير وأن الضحية تسلقت بعض الأعمدة للهرب، وسقطت وأصيبت بشرخ في قدمها. وأشارت رانيا إلي أنها كانت تعامل الخادمة بلطف، وأنها لا تستطيع إلقاء خادمتها من الشرفة، حتي لو سرقت مليون جنيه، فيما حاولت الخادمة أن تنسج قصة وهمية تبرر بها جريمتها، إذ قالت أمام النيابة إن رانيا ألقت بها من الطابق الثاني، مما تسبب بإصابتها بكسور في قدمها اليمني. أما الفنانة ماجدة زكي فلها حكاية مختلفة مع الخادمات، حيث تلقت اتصالاً من سائقها بأنه ضبط خادمتها أثناء خروجها من المنزل في مدينة 6 أكتوبر، ولاحظ أن الخادمة السنغالية كانت تحمل عدة حقائب، الأمر الذي أثار شكوكه، فاقترب من الخادمة. وبتفتيش الحقائب وجد أنها استولت علي ملابس ومبالغ مالية وأرادت الهروب. وطلبت ماجدة زكي منه التحفظ عليها واتصلت بمديرية أمن أكتوبر لتحرر محضراً بالواقعة. خادمة ليلي علوي ليلي علوي لم تنجُ أيضاً من جرائم الخادمات، فقد أبلغت الشرطة بسرقة مقتنياتها الثمينة. وكان قسم شرطة قصر النيل قد استجوب عدداً من خادمات ليلي علوي إبان نقل محتويات شقتها إلي منزل الزوجية في الزمالك، حيث اكتشفت ليلي ضياع مجوهرات غالية الثمن بيد أن الاستجوابات لم تسفر عن شيء. وفي مدينة السادس من أكتوبر استغلت الخادمة خروج الفنانة هالة صدقي لحضور زفاف إحدي معارفها، فخلعت باب الخزانة التي تحتفظ فيها الفنانة بمجوهراتها وسرقت ما قيمته800 ألف جنيه. وأبلغت هالة أجهزة الأمن، وأكدت أنها لم تكن تعرف الخادمة بشكل مباشر، لكنها تعرفت عليها عن طريق مكتب تخديم، ولم تمكث عندها أكثر من عشرة أيام. الفنانة نرمين الفقي كانت بطلة لبلاغ آخر شهدته أقسام الشرطة، فأبلغت أجهزة الأمن بتعرضها للسرقة، واتهمت خادمتها بالتورط في هذا الحادث. واهتمت الشرطة بالبلاغ بعد تقديم نرمين الفقي المستندات التي ترشد إلي مكان وجود الخادمة. وبعد ثلاثة أيام ألقت مباحث القاهرة القبض علي خادمتها شيرين بتهمة سرقة مشغولات ذهبية من منزلها والهروب بها إلي مسقط رأسها في محافظة البحيرة، وأرشدت الخادمة إلي مكان المسروقات التي باعتها. من ضحايا إلي متهمات في المقابل، كانت هناك بلاغات تحولت فيها الفنانات من ضحايا إلي متهمات، بصرف النظر عن صدق هذه البلاغات أو كيديتها. لكن الأوراق الرسمية تؤكد أن الفنانة وفاء مكي هي أول فنانة تدخل السجن بسبب خادمة، بعدما اتهمتها الخادمة بتعذيبها بسبب معلومات أدلت بها لزوج وفاء مكي التي أحيلت علي المحكمة وصدر حكم بسجنها خمس سنوات فنفذّت العقوبة وأفرج عنها، بعد فاصل طويل من الأحداث التي أعقبت القضية. وهناك أيضاً قضية الفنانة بوسي سمير مع خادمتها التي قضت نحبها في منزل مخدومتها. وكانت الخادمة قد حاولت الخروج من أَسرها في الشقة عبر الشرفة، وربطت حبلاً بشرفة الطابق الخامس للنزول إلي الطابق الأرضي، لكن توازنها اختل فسقطت سقطة قاتلة. واستدعيت بوسي سمير التي كانت خارج الشقة، ومثلت أمام محكمة جنح البساتين في القاهرة التي قضت بحبسها، لكن بوسي طعنت بالحكم. أيضاً وجهت أربع خادمات أجنبيات اتهامات إلي فيفي عبده باحتجازهن في شقة لها بضاحية كورنيش النيل بمنطقة الجيزة، وزعمن أنها عذبتهن ومنعتهن من الخروج من الشقة التي عينت بعض الحراس الخاصين بها لمراقبتها، ومنعت عنهن كل وسائل الاتصال بالخارج. وفشلت الخادمات، وهن أثيوبية وثلاث فيليبينيات، في الاستغاثة بالشرطة، إلي أن استطعن الحصول علي هاتف جوال تمكنَّ بواسطته بالاتصال بمأمور قسم شرطة مصر القديمة عن طريق إرسال العديد من رسائل الاستغاثة. وبعد ذلك جري إحضارهن إلي قسم الشرطة وتحرير محضر بالواقعة، فيما تم استدعاء فيفي عبده لمواجهتها. وأكدت الخادمات الأربع أنهن كنّ محتجزات منذ فترة طويلة، وأن فيفي عبده تستأجر الطابق السابع بالكامل، وهو علي واجهتين، وأنها تطلب من الحراس اصطحاب الخادمات لتنظيف الشقة في كل واجهة ثم تعيدهن إلي محبسهن تحت الحراسة أيضاً. وقالت الخادمات إن فيفي رفضت إعطاءهن أجورهن خلال هذه الفترة، وقطعت عنهن جميع وسائل الاتصال بالخارج. ونفت الفنانة كل هذا مؤكدة أن الخادمات يدعين هذا بعد أن اكتشفت أنهن كنَّ يسرقنها. في الإطار نفسه، حررت خادمة رانيا يوسف وزوجها السابق المنتج محمد مختار محضراً تؤكد فيه أن مختار تزوّجها عرفياً، بعدما اتهمتها رانيا بسرقة مصوغاتها، إلا أنها عادت واعترفت في محضر آخر بأن ما تفوّهت به في المحضر الأول هو «كذب وافتراء»، بغرض ابتزاز رانيا وزوجها للحصول علي المال. إلا أن رانيا أصرت علي إقامة دعوي قضائية عليها بتهمة التشهير.