كان علي جماعة الإخوان الاستعانة بامرأة باحثة سياسية وأكاديمية لا تهتم بارتداء الحجاب حتي تدعم موقف الجماعة، وكانت مها عزام الباحثة بمركز "شاشام هاوس البريطاني" أفضل نموذج يستعين به التنظيم. واللافت أن مها عزام المعروفة بدعمها لجماعة الإخوان المسلمين شاركت في مظاهرة مؤخرا أمام السفارة القطريةبلندن، اعتراضا علي سحب سفراء عدد من الدول الخليجية من الدوحة، الأمر الذي يثبت الصلة الوثيقة بين قطر وبين النشطاء المؤيدين للإخوان. وكان مشاركة عزام أمرا مثيرا للدهشة، حيث تدعي دائما أنها لا تدعم تيارا بعينه ولكنها تدعم الديمقراطية في كل مكان بالعالم، لكنها تدافع في الوقت نفسه عن نظام "آل ثان" الذي يمارس القمع ضد المتظاهرين، حيث ظهرت وهي تحمل لافتة مكتوبا عليها اسم قطر وحولها مجموعة من المتظاهرين يرفعون شعار رابعة. والدليل علي أن هذه المظاهرة كانت بتعليمات من تنظيم جماعة الإخوان المسلمين هو مشاركة أسامة رشدي القيادي في التنظيم والمقيم بلندن حيث رفع أيضا لافتات مؤيدة لقطر وسياساتها ولنظامها الحاكم. وتقدمت عزام مسيرة تحركت من أمام السفارة القطرية متجهة نحو السفارة المصرية التي تقع علي بعد خطوات من الدوحة وردد المشاركون هتافات معادية لسياسة السعودية والإمارات والبحرين ومصر بينما مجدوا في قطر حيث كان مكتوبا علي بعض اللافتات "قطر تقف مواقف عزة وكرامة عربية" و"كلنا مع قطر" و"قطر تدعم الديمقراطية في الشرق الأوسط". ويري بعض المحللين أن عزام واحدة من القيادات التي كانت تخفي انتماءها للإخوان المسلمين، إلا أن الحاجة إلي وجود شخصيات مثلها مختصة في العلوم السياسية حتي تضفي بعض الشرعية علي المطالب الإخوانية اضطرتها للكشف عن هويتها، وتدعم هذه الفكرة أنها شقيقة القيادي بحزب الوسط -الداعم لجماعة الإخوان المسلمين- حاتم عزام. ودشنت عزام عدة كيانات للدفاع عن الإخوان منها حركة "مصريين من أجل الديمقراطية " وتم تعيينها منسقا لها كما كثفت من نشاطها في لندن لاسيما بعد ثورة 30 يونيه وكان من بين الفعاليات التي حضرتها للترويج ضد السلطة الحالية حلقة نقاشية في جامعة لندن برئاسة الإعلامي بيتر أوبورن من صحيفة ديلي تليجراف حول الأحداث في مصر. وقالت عزام خلال الحلقة النقاشية إن الثورة في مصر فشلت موضحة أنها كانت محاولة لمحاربة الفساد ولكنها انتهت بوقوع ما أسمته بالانقلاب العسكري زاعمة أن عدد المشاركين في ثورة 30 يونيه تم تضخيمه من قبل قيادات الجيش بشكل مبالغ فيه، مدعية أن من شارك كان يطالب بانتخابات رئاسية مبكرة وليس الإطاحة بمرسي من خلال انقلاب عسكري كما ادعت أنه منذ سقوط مرسي وحكومته أعربت منظمات حقوقية عن قلقها بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث في مصر، وأن هناك اعتقادا بأن تلك الانتهاكات انتشرت بصورة أكبر مما كانت عليه في عهد مبارك. وانتقدت عزام الحكومة البريطانية التي استأنفت من جديد بيع السلاح لمصر علي الرغم من الحملة العسكرية ضد المحتجين كما زعمت أنه في ظل هذه الأجواء السياسية المشحونة في القاهرة لن يكون هناك انتخابات حرة ونزيهة في وقت قريب. وعقب ثورة 30 يونيه دشنت عزام مع مجموعة من المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين ما أسموه "الوفد المصري للدبلوماسية الشعبية" في العاصمة السويسرية جنيف بهدف تكوين موقف غربي مناهض للثورة بعد أن تم الكشف عن الوجه الحقيقي للجماعة والتي أثارت العنف في أرجاء مصر. ووفقا لمصادر أمنية فإن هذا الوفد تحرك إلي جنيف عقب اجتماع مع قيادات التنظيم الدولي للجماعة داخل غرفة عمليات تم تشكيلها في العاصمة القطريةالدوحة، حيث صدرت تعليمات بإرسال هذا الوفد إلي جانب إرسال وفود أخري إلي الدول الحليفة والداعمة للإخوان بهدف الضغط علي حكوماتها والتهديد بسحب استثمارات الجماعة منها في حالة استمرار عدم التدخل في الوضع المصري. ويهدف الوفد إلي تنظيم فعاليات كبري أمام القنصليات ومراكز حقوق الإنسان وخارج مصر، لإقناع الغرب بقضيتهم، والتأكيد علي أهمية عودة الإخوان للحكم من جديد وتصوير ما يحدث لمتظاهريهم في مصر علي أنه مجزرة يجب التدخل لوقفها.