شهد العالم كله كيف كان الاحتفال بالذكري الثالثة لثورة يناير وكيف تحول اليوم إلي مظاهرة حب لقواتنا المسلحة وقائدها العام، ورأينا جميعا صدي بيان المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي أعلن من خلاله منح الفريق السيسي حرية الترشح للرئاسة بعد إعلان ترقيته إلي رتبة مشير، ومنذ ذلك الوقت وهناك حرب خفية تدور في الكواليس بين أنظمة مخابراتية عالمية وعربية تهدف إلي تعطيل مصر وتكسير عظامها وتم رصد مليارات الدولارات من أجل هذا الغرض، فالمطلوب هو أن تظل مصر في دائرة الصراعات الداخلية وأن يظل العملاء يناوئون الدولة المصرية بالمسيرات والمظاهرات العشوائية التي من شأنها تعطيل مسيرة البلاد وإثارة الفوضي وهي الحرب التي يتم شنها ضد مصر وشعبها منذ ثورة 30 يونيو وما أعقبها من إعلان الجيش المصري عزل محمد مرسي استجابة لرغبة الجماهير التي خرجت بالملايين لانهاء حكم جماعة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ولكن هذه الحرب أصبحت علي أشدها الآن وعقب بيان القوات المسلحة واحتمال ترشح المشير عبدالفتاح السيسي للرئاسة. الأطراف التي تشن الحرب ليست خافية علي أحد فهي تمارس الضغط بشكل وقح وفج وتسخر إمكانياتها وأموالها بصورة علنية خلال الفترات السابقة، لكنها هذه المرة قررت أن يتحول الضغط إلي ما يشبه الحرب العالمية وتوحدت كافة الأطراف المناوئة لمصر والراغبة في تعطيلها وتقزيم دورها في المنطقة، فهؤلاء يعرفون أن مصر في مرحلة تاريخية غير مسبوقة وأن مجرد قبول المشير السيسي للترشح للرئاسة يعني كسر شوكة الجميع في الداخل والخارج، كما يعني أيضاً بداية مشوار ومرحلة جديدة في تاريخ هذا الوطن الذي توحد لأول مرة ومنذ سنوات خلف قواته المسلحة وقائدها العام. وقد بدأ اللعب القذر منذ أيام حيث أرسلت دويلة قطر جواسيسها لعقد صفقة كبيرة مع سامي عنان الذي أعلن عن ترشحه للرئاسة وحمل الوفد المكون من صحفي مصري ومذيع بإحدي القنوات الخاصة عرضاً مغرياً لعنان يتضمن تمويلاً ضخماً لحملاته الانتخابية وشراء ساعات بث مباشر علي عدد من أكبر المحطات الفضائية المصرية والعربية إلي جانب إقامة المؤتمرات في مصر وفي الخارج لاستيعاب الجاليات المصرية، وسعي الجواسيس والعملاء لدويلة قطر داخل مصر إلي لقاء مباشر مع عنان، لكنه اعتذر عن عدم مقابلتهم، وكان الهدف هو تصعيد عنان ليكون منافساً قوياً في الانتخابات في حالة إعلان المشير السيسي الترشح للرئاسة حتي وإن لم يفز بها يكون قد قلل الفارق في الأصوات المتوقعة في حالة قبول المشير السيسي دخول المنافسة. والمخطط نفسه كان موضوعاً لحمدين صباحي الذي عرضوا عليه إسناد حملاته الانتخابية لإحدي أكبر شركات الدعاية في العالم بتكلفة 4 ملايين دولار بشرط أن يضع شعار "يسقط حكم العسكر" عنواناً لحملاته في مصر وخارجها، لكنه فاجأ الوفد المكلف بالتفاوض معه بموقفه الرافض لأي هجوم علي المؤسسة العسكرية المصرية، وعندما تم دس مجموعات صغيرة في أحد لقاءاته الأخيرة للهتاف ضد مصر وجيشها وقف حمدين صباحي بكل حزم ليؤكد أن جيش مصر هو الذي حمي الثورة وأنه وبشكل شخصي لم يعلن الترشح للرئاسة انتظاراً لموقف المشير السيسي مؤكداً أنه لن يخوض الانتخابات في حالة إعلان المشير موقفه ومشيراً إلي أن ترشحه لن يكون ضروريا لو أن المشير السيسي أعلن في برنامجه انحيازه للفقراء والطبقات المهمشة. ولاشك أن الجميع يعلم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تقود الصغار من خلف الستار، فهي التي تحرك تركيا وهي أيضاً التي تدير دويلة قطر ليس فقط من خلال القواعد العسكرية التي تحتل أرضها ولكن من خلال قناة «الجزيرة» التي يعرف الجميع حقيقة دورها المسموم، وبالطبع تستفيد إسرائيل من هذا الثنائي الذي يحقق لها أغلي أحلامها وهو إضعاف أكبر دولة في المنطقة وتحطيم أسطورة جيشها الذي لقنها درسا لن تنساه في حرب أكتوبر المجيدة، والهدف الأمريكي من ذلك هو هدف استراتيجي خبيث يسعي إلي أمر غاية في الخطورة وهو إفقاد الدولة المصرية قدرتها علي السيطرة علي بعض المناطق واستدراج الجيش علي الحدود ليستغلوا فارق تسليح الإرهابيين مع الشرطة داخل مصر للقيام بعمليات حرب أهلية صغيرة سرعان ما تتسع من خلال مهاجمة أهداف سيادية ودينية مما ينشئ وضعا ينطبق عليه البند "السابع" للأمم المتحدة وهو البند الخاص بالدول التي تفشل في الحفاظ علي أمن الأقليات الدينية أو العرقية والرعايا الأجانب مما يسمح للأمم المتحدة بطلب إرسال قوات دولية لخلق مناطق محمية علي أساس التصنيف العقائدي والديني والجغرافي علي أراضي الدول التي تخضع للبند السابع كما حدث في يوغوسلافيا قبل التقسيم، ولذلك سنجد أن جماعة الإخوان الخاضعة للتنظيم الدولي تنفذ ذلك المخطط بكل دقة من خلال مهاجمة أهداف سيادية وأهداف استراتيجية كمطارات سيناء مع ممارسة عمليات قنص من داخل بيوت المدنيين في سيناء وغيرها كي يبدو الأمر باعتباره حربا أهلية وفوضي وانعدام سيطرة علي الأرض مما يؤهل لسحب قوات عسكرية كبيرة لتوريطها في معارك جبلية، بينما يدفعون بعناصر مسلحة من الناحية الغربية في السلوم ومطروح لإشعال الداخل في مصر في مظاهرات للتيار الإسلامي بينما يمارسون عمليات اعتداء علي المدنيين ليبدأ صدام يجري تصويره بصورة إعلامية علي أنه حرب أهلية فعلية مما يؤدي لوضع مصر فعلياً تحت البند السابع كما قلنا. ومنذ بيان القوات المسلحة الأخير وكل هذه الحروب تتصاعد ضد مصر وتستهدف المشير السيسي تحديداً الذي سبق وكان هدفاً للاغتيال معنوياً ومادياً، وتم الكشف عن محاولات عديدة للنيل منه، وكانت هناك خطوات تصعيدية لجأ التنظيم الدولي للإخوان برعاية قطروتركيا إلي تنفيذها وتم رصد اتصالات مكثفة بين رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان وإبراهيم منير أحد قيادات التنظيم الدولي للإخوان لبحث "سبل التعامل" ووضع خطة لاغتيال المشير السيسي، وتم الكشف أيضاً عن اتصالات تشير إلي أن التنظيم الدولي للإخوان بدأ يفتح خطوطاً جديدة مع تنظيم «القاعدة» من أجل هذا الغرض الخسيس، حيث كانت هناك مشاورات لقادة الإخوان مع اثنين من زعماء «القاعدة» هما إبراهيم السامرائي أحد قيادات تنظيم «القاعدة» بالعراق وزعيم آخر هو إبراهيم عواد وهذان الشخصان هما من قاما بتشكيل كتائب من تنظيم «القاعدة» تسمي ب"كتائب أبوعبيدة"، أي أنهما يمتلكان قدرة كبيرة علي الاتصال بأعضاء آخرين خارج وداخل العواصم العربية وغيرها، وقام تنظيم الإخوان بالاتفاق معهما لتنفيذ عمليات إرهابية داخل مصر مقابل مبالغ كبيرة وعرضوا عليهما توسيع العمليات وجلب المقاتلين من سوريا ونقل العمليات إلي سيناء مقابل أضعاف الأموال التي تدفع للمجاهدين بسوريا. ولاشك أيضاً أن كل تلك المخططات والمؤامرات سوف ترتفع وتيرتها في الأيام المقبلة وسوف يتم تصعيدها في حالة إعلان المشير السيسي الترشح للانتخابات فهو حتي هذه اللحظة لم يعلن ذلك، لكنه إن فعلها فسوف تشتد الحملة أكثر وأكثر، فأجهزة المخابرات التي تلعب في الداخل والخارج وعلي رأسها ال«سي. آي. إيه» والتي تستهدف هذا الوطن تعرف جيداً مدي شعبيته وتدرك أيضاً أن وجوده يعني دمارهم تماماً، فمنذ أن ظهر هذا الجنرال علي الساحة وهو يشغل المحللين والدارسين الأمريكان نظراً لما يمتع به من خصوصية غير معهودة تضع مسارات مختلفة لشكل العلاقات المصرية-الأمريكية، ومنذ أعلن الفريق -سابقاً والمشير حاليا- عبدالفتاح السيسي الانحياز لصوت الجماهير المصرية ووضع مظلة لحماية إرادته مكونة من القوات المسلحة والأوضاع في أمريكا تتخبط غير قادرة علي تفسير مواقف هذا الرجل الذي لم يستأذن أحداً وهو يقود الشعب المصري نحو مستقبل مختلف رافضاً سياسات الرئيس المعزول فقد اعتاد الأمريكان علي أن تبدأ كل الخطوات من البيت الأبيض وتنتهي هناك أيضاً، لكن الجنرال المثقف رفض هذا المنهج وأثار غضب الرئيس الأمريكي الذي اضطر إلي تسجيل كلمة لم تستغرق الخمس دقائق أعلن خلالها وقف مناورات النجم الساطع مع مصر ظنا منه أن ذلك قد يؤثر علي موقف الجيش المصري الذي وضع خارطة طريق لمستقبل بلاده، وأنهي باراك كلمته وجلس منتظراً تراجعاً في الموقف المصري، لكنه فوجئ بأن كلمته لم تترك سوي المزيد من الكراهية المصرية له ولدولته التي فقدت بريقها القديم ولم تعد تؤثر، بل علي العكس هلل المصريون وطالبوا بقطع العلاقات الأمريكية نهائياً وسهروا ليلة كاملة يكتبون التعليقات الساخرة علي صفحة الرئيس الأمريكي. علي الجانب الآخر كانت وزارة الدفاع الأمريكية التي تدرك جيداً حجم مصر ودورها ومكانتها وتملك تقارير عن مكانة جيشها في قلوب المصريين تسعي لاسترضاء الفريق السيسي، وكما جاء تشاك هيجل وزير الدفاع الأمريكي من قبل عقب ثورة 30 يونيو لتوضيح موقف وزارته من جيش مصر، سعي مجدداً للاتصال بالمشير السيسي عقب كلمة أوباما ليوضح له أن العلاقات العسكرية بين أمريكا ومصر لن تتأثر بالرئيس الحالي وأن أوباما لا يمثل سوي جزء من السلطة فقط، لكن السيسي أجابه بأن مصر لا تحتاج فعلياً للمعونة الأمريكية التي تبيح لأشخاص مثل أوباما أن يحاولوا ممارسة الوصاية علي مصر وهو ما أجاب عليه تشاك هيجل بحديث حول تراتبية اتخاذ القرار في الإدارة الأمريكية وأن البنتاجون علي مسافة واضحة من الرئيس الأمريكي فيما يخص الشأن المصري لكن السيسي الذي اعتذر عن اضطراره لاختصار المكالمة بسبب متابعته للأحداث الجارية في مصر أوضح قبل أن ينهي المكالمة أنه يتعجب من أن يأتي من بني حضارته فوق الآلاف من جثث الهنود الحمر ليمارس دور الحكيم مع شعب يحتاج السيد أوباما لأن يقضي ما بقي من حياته بعد الخروج من الرئاسة لدراسة تاريخه. وفيما يخص مسألة المعونة الأمريكية لمصر أوضح السيسي لتشاك هيجل أن مسألة المعونة حالياً محل بحث بينه وبين المجلس الأعلي للقوات المسلحة حول جدواها ومدي احتياج القوات المسلحة المصرية، وفوجئ تشاك هيجل بردود الجنرال المصري الذي لم يبد متلهفاً علي الإبقاء علي المعونة أو خائفاً من قطعها، وكما يفعل الكبار دائماً أنهي الفريق المكالمة مع وزير الدفاع الأمريكي وقد استراح إلي رؤيته التي وضعها مبكراً وقبل أن يصطدم بقرارات أمريكية قد تؤثر علي مواقفه، درس الجنرال المصري الموقف جيداً وتوقع قيام الأمريكان باستخدام الورقة الشهيرة والتي هددوا بها كل من سبق الفريق السيسي واستجاب لهم ولضغوطهم، لكن المشير السيسي قرر مبكراً تغيير قواعد اللعبة بحيث تصبح المعونة عنصر ضغط في الاتجاه العكسي، فبينما كانت المعونة العسكرية الأمريكية عنصر ضغط علي كل الإدارات المصرية السابقة نجح السيسي في جعلها عنصر ضغط علي الإدارة الأمريكية مع تسريب أنباء عن صفقات سلاح روسية لمصر ومباحثات سرية مع الصين حول تصنيع بعض قطع الغيار التي يحتاجها الجيش المصري لصيانة المعدات الأمريكية في نفس الوقت الذي طور فيه السيسي خلال العام الجاري عدداً من المصانع الحربية المصرية للقيام بتصنيع قطع الغيار تلك دون النظر إلي موافقة أمريكا من عدمه في استفزاز واضح للإدارة الأمريكية ليصل معها إلي الحد الفاصل وهو مناقشة قطع المعونة العسكرية عن مصر، وقبل أن يتطور الوضع إلي هذا الحد كان السيسي متأكدا من انتصاره في التصويت ضد قطع المعونة ليبدأ في المرحلة القادمة مزيداً من المساومات فهو يريد أن يتصرف في المعونة الأمريكية بمزيد من الحرية ليشتري بالمعونة الأمريكية أسلحة من الصينوروسيا وكوريا وغيرها في الوقت الذي يرسل الكثير من الأخبار التي تأتي في إطار التهديدات عن توجه مصري واضح نحو روسيا كمصدر للسلاح سواء وافق الأمريكان علي شروطه من عدمه بينما يطمئن تماما إلي حاجة الأمريكان الماسة للتدريبات المشتركة مع الجيش المصري ومن ناحية أخري فإن أوباما قدم له مجاناً ورقة ضغط أخري عندما تعهد بإنهاء الأمر بين إسرائيل والفلسطينيين خلال فترة محددة. علي الجانب الآخر وقف الرئيس الأمريكي مذعوراً أمام تصرفات غير متوقعة من الجنرال المصري وبعد ساعات من مكالمة تشاك هيجل كانت رؤية الجنرال المصري تتحقق سريعاً، فقد جاء الموقف الأمريكي بمثابة الهدية الكبري لمصر وشعبها، وتحققت رؤية الفريق السيسي فور الإعلان التاريخي لمواقف الدول العربية الشقيقة بداية من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والأردن والكويت، وهي المواقف التي لم تكن متوقعة لكثيرين باستثناء الجنرال المصري الذي كان يثق في ذكاء الأشقاء العرب وفي رهانهم علي مستقبل أفضل لبلادهم بعيداً عن الضغط الأمريكي، ولاشك أن محاولات الأمريكان الضغط علي مصر كان جرس إنذار كشف عن صمود مصري أصيل وأعطي للأشقاء دفعة قوية كي يرفعوا أياديهم اعتراضا علي موقف الأمريكان تجاه الشقيقة الكبري مصر، وحدث ما لم يتخيل أوباما أن يحدث وتوحدت كلمة العرب من جديد في موقف تاريخي يستحق التأمل والتوقف طويلاً. إن تلك الحالة المصرية الفريدة التي يمثلها المشير السيسي والتي أعادت لم الشمل العربي تثير غضب الكارهين لمصر، ولكن أحداً لن يكسر إرادة هذا الشعب، وكما كتبت العدد السابق أطالب "الفريق" السيسي قبل أن يحصل علي رتبة مشير بأن يظل إلي جانب شعبه الذي نزل الميادين والذي لم يعد أمامه سوي التمسك بالأمل في ظل ظروف طاحنة اقتصادياً واجتماعياً، أطالبه اليوم بألا يفعلها ويتراجع عن الترشح للرئاسة استجابة لتلك الضغوط التي لا تتوقف، أطالبه بأن يظل جبلاً من الصمود والتحدي كما عهدناه منذ أول لحظة ظهر فيها، أطالبه بأن ينظر فقط إلي هؤلاء المصريين الذي يشعرون أن الله سبحانه وتعالي أرسله إليهم ليزيل الغمة عنهم ويسترد لهذا الوطن عافيته وقوته، أطالبه بأن ينظر في عيون الأطفال الذين حفظوا صورته ورددوا الهتافات باسمه، خاطبتك من قبل بلقب سيادة الفريق وها أنا اليوم أناديك بلقب المشير بأن تظل إلي جانب شعبك ولا تلتفت إلي هؤلاء الكارهين لمصر، لقد عاشت البلاد في اضطرابات كبيرة علي مدار السنوات الثلاث الماضية ومع ثورة يونيو بدأت الأحلام في الاستقرار وعودة الحياة إلي طبيعتها، وأنت الأمل يا سيادة المشير ومهما رصدوا من مليارات ومهما خططوا للنيل منك ستظل في قلوب المصريين الذين لن يقبلوا سواك رئيساً. أعرف يا سيادة المشير أنك لا تريد أن تعرض وطنك لمزيد من العنف والإرهاب المتوقع في حالة ترشحك للرئاسة، لكننا نعدك بأن نقف قلباً واحداً في مواجهة هؤلاء معك وليس مع غيرك، وأعرف أنك لا تريد المنصب لكنه تكليف من شعب بأكمله يطالبك بأن تكون أنت "الرئيس" فلا تخذله وقد انتصرت له في موقف تاريخي لم ولن تنساه الأجيال المقبلة.