تبدلت مواقف السلفيين سريعاً في وقت قصير، رموز الدعوة السلفية تغيرت تصريحاتهم ومواقفهم من المشير عبدالفتاح السيسي، بالأمس أعلنوا تأييدهم لهم واليوم يتنصلون من الوعود، خلعوا عباءة الإيمان به معلنين نقض البيعة. موقف السلفيين ورموز الدعوة السلفية من الانقلاب علي "السيسي" وإعلان عدم تأييده في الانتخابات الرئاسية يضع عشرات علامات الاستفهام أمام موقفهم وغضبهم بعد إقرار الانتخابات الرئاسية أولاً. تمرد السلفيون بدأ علي يد الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية،الذي أكد أن السلفيين لن يكون لهم مرشح رئاسي لفترة عشر سنوات علي الأقل، كما أنهم لن يؤيدوا المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي في الانتخابات الرئاسية، ولكن في الوقت نفسه لن يعترضوا علي ترشحه. وأضاف "برهامي" أن المشهد الحالي معقد جدًّا، ولا أحد يعلي مصلحة الوطن، والكل يسعي وراء مصالحه الشخصية، أما مطالب الثورة فلم تعد مطروحة في الشارع، ولا أحد ينادي بها أو يسعي إليها، إلا القليل من شباب الثورة. وأوضح أن حزب النور يري أن ما تحقق في دستور العام 2014 هو أفضل ما يمكن تحقيقه الآن، وأفضل ما تحقق في دستور العام 2012، ولكن يجب علي الجميع أن يفهم أن نسبة الموافقة علي التعديلات لا تدل إلا علي انسحاب جميع الأطراف السياسية من المشاركة التي اقتصرت فقط علي المصوّتين بنعم، وهو ما ينذر بخطر مقبل، لأن ابتعاد كل المعارضين عن التصويت هو مؤشر إلي أن هناك غضبًا، وهذا الغضب قد ينفجر في لحظة ما، ولا بد من الإشارة هنا إلي أن أهم المقاطعين كانوا من الشباب. وأضاف برهامي: أي عاقل في التيار الإسلامي كان يمكن أن يتوقع كل ما حدث، إذا ما حكّمنا العقل نقول لأنه لا يمكن للتيار الإسلامي أن يحافظ علي الحكم لأكثر من عام واحد، فترشّح الإخوان كان بمثابة جنون، وقد حذّرناهم قبل أن نبلغهم رفضنا تأييد مرشحهم في الجولة الأولي، وتجربتهم أضرت بالإسلام السياسي كله وليس حزبهم أو جماعتهم فقط. وتابع: نعترف بأن المشاركة في الفريق الرئاسي لمرسي كانت خطأ، ونعلم جيدًا أنها كانت مشاركة كارتونية، ولكننا خدعنا من قبل الإخوان، كما خدع الشعب المصري كله. موقف الشيخ ياسر برهامي من إعلان عدم تأييده للسيسي في الانتخابات الرئاسية المقبل يأتي متناقضاً مع موقفه السابق الذي كان داعماً فيه لخارطة الطريق وما فعله الفريق عبدالفتاح السيسي في 3 يوليو الماضي. "برهامي" كان قد أعلن من قبل تأييده لترشُّح وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي للرئاسة مشترطاً أن يخلع الزي العسكري. وقال إن السيسي يتمتع بشعبية جارفة، بسبب استجابته للشعب في 30 يونيو، وأنه من حقه الترشح لرئاسة مصر وفقًا للقانون. وقال إن تجربة الإخوان المسلمين في الحكم كانت عظة كبيرة لنا وتجبرنا علي الابتعاد عن موضع المسؤولية في الفترة الراهنة . وأضاف: "نحن نصحنا الإخوان بعدم الترشح لأنهم سيدفعون ضريبة 50 عامًا من الفساد ولكنهم أصروا علي موقفهم"، مشيرًا إلي أن سقوط الإخوان لا يعني سقوط المشروع الإسلامي وصعوبة وصوله للحكم مرة أخري. لم يكتف نائب رئيس الدعوة السلفية بإعلان تأييده السابق ل"المشير السيسي" بل أنه دافع عنه ضد دعوات تشويه جماعة الإخوان المسلمين له بتحميله مسئولية الدماء التي سالت في فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة قائلاً:"إن الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع، لم يصدر أمرًا بقتل المعتصمين أثناء فض اعتصام عناصر الإخوان في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر بحسب علمه، وأن الأمر الذي أصدره هو التعامل مع من يرفع السلاح". وطالب برهامي في تصريحات نشرت علي موقع "أنا السلفي"، بإجراء تحقيق في أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة، قائلا: "وذلك لإثبات المسئولية وتعويض مَن قُتِل ظلمًا بالدية الشرعية إذا لم يتبين بالبينة أو الاعتراف عين القاتل، وهذا الذي طلبتُه مِن قَبْل، وأن يعلن علي الناس نتيجة ذلك". وكشف برهامي أن خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، كان قد أخبره قبل أحداث عزل محمد مرسي، أن الفريق أول السيسي هو أفضل من تعامل معهم - أي الإخوان والسلفيين- من ضباط الجيش والشرطة. وقال "برهامي": "فما قلته من تقديري للفريق "عبدالفتاح السيسي" راجع إلي كفاءته وذكائه، وقدرته علي إدارة المؤسسة التي يقودها، وما وفق له مِن حب مَن حوله ممن هو أصغر وأكبر منه، وأعرف مِن تدينه الشخصي ما اتفقتُ أنا والمهندس "خيرت الشاطر" علي أنه أفضل مَن تعاملنا معه من ضباط الجيش والشرطة في هذا الوقت". لكن تصريحات وكلام برهامي سرعان ما تبخرت بعد أيام من اجتماع مجلس قيادات الجيش وموافقتهم علي طلب السيسي بالسماح له بالترشح للانتخابات الرئاسية استجابة لنداء الشعب. موقف برهامي حاول اخفاءه المهندس جلال مرة أمين عام حزب النور الذي كذب ما نشر علي لسان الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية من أن السلفيين لن يدعموا المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع في انتخابات الرئاسة وأعتبره كلام كذب وعاريا تماما من الصحة. وأشار إلي أن رأيهم معلوم للجميع في هذا الموضوع بأنهم سيحددون المرشح الذي سيدعمونه في الرئاسة بطريقة مؤسسية وبعد غلق باب الترشيح للانتخابات. تصريحات برهامي كشفت تغير موقف السلفيين السابق بعد ترحيب الدعوة السلفية بترشح المشير. مؤكدة أنه القوي والأنسب لمصر في هذه المرحلة الحرجة، خاصة أنه يحظي بإجماع شعبي واسع وغير قابل للمنافسة. وكان الشيخ سامح عبدالحميد عضو مجلس شوري الدعوة السلفية قد عبر عن ترحيب "الدعوة السلفية" بترشح المشير السيسي لرئاسة الجمهورية.. وقال: "ليس لدينا مانع أن يترشح أية شخصية ذات خلفية عسكرية للرئاسة وسندعمها طالما أن لها برنامجا تنمويا.