"فيس بوك" عمرها فقط 10 سنوات، لكنها الشركة الوحيدة التي ربطت العالم ببعضه البعض، جعلته كقرية صغيرة، وثقت العلاقات بين الناس أكثر من أي وقت مضى، تضاءلت المسافات، إنه أشبه بفيلم سينمائي عالمي ضخم استقطب أنظار العالم إليه، إنها الشريك في الثورات العربية. يركز موقع فيس بوك فقط على الأشياء والموضوعات التي يهتم الأشخاص بمشاركتها، لكنه هذا لا يعني أن الشركة ليس لها تأثيرات سلبية، هنا نسلط الضوء على أبرز 8 اتجاهات غيرها فيس بوك، ربما للأفضل أو للأسوأ، فالعالم لا يزال حريصاً على مشاركتها والتفاعل معها. 1- فيس بوك غيّر طريقة التواصل جعل العالم أشبه بقرية صغيرة، فلعل إرث فيس بوك الأكثر وضوحاً والذي لمسه الجميع، قدرة التواصل مع الأصدقاء القدامى، وثق فيس بوك نفسه على أنها أداة هامة للبقاء على اتصال دائم مع من تحب. شيء هام يتغافل عنه الجميع هو أن فيس بوك دائماً "مجاناً"، فالمستخدمين غالباً ما يدفعون لمشاركة معلوماتهم وحياتهم الشخصية مع الآخرين. 2- فيس بوك غير طريقة مشاركة حياتنا بالطبع ليس أول شبكة اجتماعية تساهم في مشاركة حياتنا، ولكنه بالتأكيد الأكثر تداولاً وتأثيراً، إذ نجح في استقطاب أكثر من 1.2 مليار مستخدم حول العالم ليصبح غرفة نقاش عالمية افتراضية يشارك فيه المستخدمون صورهم وأفكارهم ومعتقداتهم ومشاعرهم، وأفضل مقاطع الفيديو والأفلام والكتب. 3- فيس بوك غير طريقة استخدامنا للمحتوى لن يمكن تغيير طريقة المشاركة إن لم تتغير طريقة عرض المحتوى وكيفية التعامل معها, مستخدمو فيس بوك لم يشاركوا الحياة الشخصية لهم فحسب، بل أيضاً الأخبار في مختلف المجالات سواء سياسية أم رياضية أم ترفيهية. نحو 71% ممن أعمارهم تتراوح بين 18 و24 عاماً يستخدمون الإنترنت كمصدر أساسي للأخبار، وحوالي 30% من المستخدمين البالغ أعمارهم 30 عاماً يحصلون على الأخبار فقط من فيس بوك، حسب دراسة حديثة أجراها مركز الأبحاث بيو. وهذا ما يتطلع إليه مؤسس الموقع مارك زوكربيرغ من خلال تدشين "صحيفة شخصية" لكل مستخدم على فيس بوك كأرشيف أو مجلد يعود إليه وقتما يشاء، كما كشف فيس بوك الأسبوع الماضي عن تطبيق "بيبر" الذي يعد كخلاصة إخبارية ومكان واحد لجميع الأخبار. 4- فيس بوك غير طريقة رؤيتنا للخصوصية لدى الشبكة الكثير من البيانات عن مستخدميها، فهي تعرف أسماءهم ومدارسهم وأصدقائهم وفرق الرياضة والعلامة التجارية المفضلة لديهم والموسيقى، لأكثر من مليار شخص يستخدم الشبكة، وهذا مقبول لتسهيل عملية التواصل بين المستخدمين. لكن غير المقبول أن تُستغل هذه البيانات والمعلومات وتقدم وثيقة للآخرين، ويصبح الموقع مراقِباً للمستخدمين، ولعل خير دليل ما حدث في بلدان ثورات الربيع العربي، فكان أداة مهمة لها تأثير قوي في التغيرات الجذرية التي حدثت في العالم. كانت هناك مزاعم أن وكالة الأمن القومي تستخدم بيانات فيس بوك في التجسس على ملايين المستخدمين، وهي المزاعم التي نفتها الشركة، ورأينا تغيرات في إعدادات الخصوصية بين الفينة والأخرى، ما يثير تساؤلات وشكوك لدى الكثيرين، تكمن في الأسباب التي تدفع فيس بوك لاتخاذها، ربما لزيادة الخصوصية حسب دوافع الشركة كي تُطمئن مستخدميها، ولكن ستظل مسألة الخصوصية "قصة" مستمرة لا تنتهي، وستظل حلقة شك دائمة بين المستخدمين والشبكة. 5- فيس بوك غيّر السياسة الأمريكية على عكس النهج المتبع سابقاً في السياسة الأمريكية الداخلية في طريقة التواصل بين الرئاسة والشعب عبر التلفزيون، لجأ أوباما إلى الإنترنت عامة وفيس بوك خاصة في معركته الانتخابية التي فاز فيها على منافسه الجمهوري جون ماكين. فكر أوباما كونه أصغر سناً وأكثر نشاطاً من ماكين، 71 عاماً آنذاك، في التواصل مع الشباب الأمريكي عبر منصتهم المفضلة ليصل أسرع إلى عقولهم وتفكيرهم وقلوبهم، كونه يتحدث ويتعامل بلغتهم. 6- فيس بوك غير الشرق الأوسط تجلت قوة فيس بوك أمام العالم أجمع خلال السنوات الثلاثة الماضية في دول الشرق الأوسط التي قلبت الموازين وولدت معه ثورات الربيع العربي التي خدم فيها فيس بوك كثيراً، فكان مكاناً لتبادل الأخبار والمشاركات وكشف فساد الرؤساء، فأوقعهم في الفخ الكبير، وكانت نتيجته تغيير رؤساء أربع دول عربية هي تونس ومصر واليمن وليبيا. 7- فيس بوك غيّر طريقة التخويف فيس بوك مكان قاس "وحش كاسر" على الرغم من بساطة أدواته، ولكنه في الوقت ذاته يمكن استغلاله بأبشع الطرق في الابتزاز وارتكاب الحوادث أبرزها التحرش الجنسي إلكترونياً، كون أكبر نسبة استخدام تتراوح بين الأعمار 14 و24 عاماً على الموقع، ويظهر ذلك من خلال الاستغلال السيء للصور وتلفيق التهم والرسائل المزورة التي يمكن تداولها بين أصحاب النفوس الضعيفة. 8- فيس بوك غيّر طريقة التفاعل بين الشركات والعملاء أدركت الشركات أهمية شبكات التواصل الاجتماعي في التأثير على المستخدمين والمستهلكين إبان الثورات العربية لنمو أعمالها والترويج لمختلف خدماتها ومنتجاتها بما ينعكس إيجابياً على أرض الواقع، وأصبح لدى معظم العلامات التجارية الكبرى فريق عمل ضخم مُكلف بهذه المهمة والتعامل مع العملاء عبر الإنترنت، ومن جانب آخر تغيرت الفكرة التقليدية لدى هؤلاء الذين كانوا يتشككون في شراء أي منتج عبر شبكة الإنترنت. يرى موقع مشابل أنه إذا كنا قد تعلمنا شيئاً عن فيس بوك على مر السنوات العشر الماضية، لكان من الأجدر عدم مفاجأتنا بالتغييرات الجذرية التي أحدثها فيس بوك على كافة الأصعدة خلال هذه الفترة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة "ماذا سيفعل فيس بوك في غضون السنوات العشر المقبلة؟".