فرق «الباسيج» لها وجود قوي في لبنانوالبحرينوسوريا.. وأعلنت استعدادها للانتشار في بريطانيا طهران تستغل حماس الشباب المتطوع في الدول العربية لضمهم إلي «الباسيج» واستغلالهم في فرض النفوذ الإيراني منذ الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي ودولة الخوميني "إيران" تنتظر اللحظة المناسبة لزعزعة الاستقرار داخل المجتمع المصري خصوصا بعد عودة العلاقات إلي ماكانت عليه قبل عزل "مرسي".. آخر محاولات دولة الخوميني الحديث عن نية طهران تأسيس فرق ل "الباسيج" -عبارة عن مجموعات قتالية- في مصر والأردن بهدف تطويق إسرائيل وهو الأمر الذي يعد في ظاهره محاولة لمحاربة العدو الصهيوني لكن في باطنه يحمل الكثير من الأسرار التي علي رأسها إشعال حرب أهلية في مصر.. "الباسيج" عبارة عن قوات شبه عسكرية مكونة من متطوعين مدنيين ذكور وإناث كما تضم مجموعة من رجال الدين وهي كلمة فارسية تعني "التعبئة أو قوات التعبئة الشعبية"، أسسها الإمام مصطفي احمد الموسوي الخوميني في نوفمبر 1979 وهذه القوات تتبع الحرس الثوري الإيراني الذي يتبع بدوره سلطة المرشد الأعلي للجمهورية الإسلامية في إيران، ويبلغ عدد هذه القوات حوالي 900 ألف متطوع ومتطوعة ويمكن أن يزيد عددهم إلي مليون. ويستغل القائمون علي هذه الفرق حماس الشباب وحبهم للخير لاستخدامهم في عمليات أخري تخدم طهران، وهذا هو مصدر الخوف منه علي الدول العربية التي لاتزال فيها الثورة قائمة ولم تصل إلي مرحلة الاستقرار بعد حيث يسهل بها استقطاب الشباب. ولعل الضجة الكبيرة التي أثيرت بعد زيارة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني لمصر خلال حكم الرئيس الإخواني محمد مرسي تنبع من هذه النقطة حيث إن بعض التقارير أشارت إلي أن خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين كان ينوي استغلال قدرة جماعته علي الحشد وحالة الحراك الموجودة في مصر لتشكيل قوة من المتطوعين تمهيدا لتدريبهم عسكريا علي غرار قوة «الباسيج» لتكون قوة موازية للأمن المصري ولاسيما الشرطة التي كانت عصية علي التطويع خلال فترة حكم مرسي واستمرت في معاداة النظام حتي يوم 30 يونية حيث كان تواجد الضباط ملحوظا بشكل كبير. وكان الشاطر ينوي في هذه الأثناء استخدام« الباسيج» المصري في قمع معارضي مرسي الذين كانوا يتزايدون بشكل ملحوظ كل يوم ليقوموا بنفس الدور الذي قامت به «الباسيج» في طهران والتي كانت سببا في استمرار أحمدي نجاد في السلطة حتي انتهاء فترته الرئاسية علي الرغم من الاحتجاجات القوية في الشارع. أما فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، فتعد قوات «الباسيج» من أكبر الداعمين لمؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد وللباسيج خطة بديلة في حالة عدم نجاحها في القضاء علي المعارضين للنظام في سوريا حيث أكدت تقارير أن هناك عناصر من الفيلق الإيراني اجتمعت مع مجموعة من العلويين الذين ينتمي إليهم الرئيس السوري في مدينة القرداحة مسقط رأس العائلة الحاكمة، لبحث إمكانية تأسيس دويلة علوية في حال فرض التقسيم علي سوريا. وفي الوقت نفسه أعلنت قيادة «الباسيج» حالة التعبئة العامة في إيران بمباركة علي خامنئي، كما بدأت المؤسسات الدينية والحوزات فتح باب التسجيل أمام ما وصفته الجهاد في سوريا لحماية العتبات الشيعية حيث يتولي فيلق القدس تدريبهم علي حمل السلاح وإرسالهم للانضمام إلي صفوف عناصر حزب الله المتواجدة في سوريا للقتال ضد من يعتبرهم النظام الإيراني والسوري بالإرهابيين. أما في لبنان فهناك دور كبير للباسيج حيث يستغلون أيضا حالة عدم الاستقرار وبفضل الدعم الإيراني يري البعض أن حزب الله هو شكل من أشكال الباسيج، حيث يتمتع باستقلالية تامة في لبنان ويعد إحدي الأذرع العسكرية لطهران يتم استخدامها في الداخل اللبناني والخارج وفقا لمصالح إيران. وفي البحرين ومع وجود كتلة شيعية كبيرة توجد أيضا قوة للباسيج فعالة جدا، وإضافة إلي ذلك يحاول جمع الشعب البحريني حوله من خلال تسيير سفن المساعدات له ومؤخرا اتهمت السلطات البحرينيةطهران بالتورط في تدريب ورعاية شبكة تجسس لصالحها حيث أكد النائب العام الذي تولي التحقيق في القضية صلة هذه الخلية بالباسيج موضحا أن أحد أعضائها تلقي تدريبات علي أيدي رجال الحرس الثوري حول كيفية استخدام المتفجرات والأسلحة. الغريبب في الأمر أن قوات «الباسيج» كانت قد أعلنت في عام 2011 استعدادها للمشاركة في فرض الأمن والاستقرار في بريطانيا والتدخل كقوات حفظ سلام في حال إقرار ذلك من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال إرسال ألوية عاشوراء المعروفة بقسوتها للمتظاهرين في عاصمة الضباب، الأمر الذي يمكن تفسيره أن الباسيج يسعي للحصول أيضا علي الشرعية للتدخل في الشئون الداخلية لدول العالم المختلفة. ويرأس الباسيج حاليا محمد رضا نقدي المولود عام 1954 في مدينة النجف العراقية وهو ابن رجل الدين الشيعي شيخ علي أكبر ثماني وفي سنة 1979 أخرجهم النظام العراقي ضمن قوافل العراقيين من ذوي الأصول الإيرانية فاستقروا في إيران بمدينة نقدة. والتحق نقدي بالمجلس الأعلي للثورة الإسلامية في العراق وهو يبلغ من العمر 72 عاما، وعمل في مركز نيابة المجلس الأعلي في مدينة "أرومية "ومهمته كانت جلب وتنظيم المعارضين العراقيين من العرب والأكراد ضد النظام آنذاك، وفي فبراير 1981 ذهب إلي لبنان وتدرب علي الفنون العسكرية وحرب العصابات في المقر العسكري لحركة "أمل " بعد ذلك عاد إلي إيران وانضم إلي اللواء العسكري التابع للمجلس الأعلي للثورة الإسلامية. وانبثق عن هذا اللواء العسكري فيلق بدر الذي كانت مهمته أيضا احتواء المعارضين العراقيين، واستمر معه حتي عام 1985 وبعدها انتقل إلي حرس لبنان، الذي تأسس بأمر من الخوميني بهدف تحرير القدس ومساعدة اللبنانيين في حربهم ضد الإسرائيليين، حيث تمسك بمقولة: "إن تحرير القدس يبدأ من كربلاء"، ومع الوقت توقفت كل الجهود المبذولة ضد إسرائيل وتركزت ضد العراق، في الوقت الذي استمر فيه الحرس الثوري بقوة في سورياولبنان وأنتج قوة جديدة تسمي "قوة القدس"،وكان نقدي عنصرا نشطا فيها وكان معروفا باسم شمس بين زملائه، ومع بداية الحرب في يوغوسلافيا ترأس كتيبة من قوة القدس وذهب إلي البوسنة والهرسك وبقي هناك حتي انتهاء الحرب وكان يعتبر أحد القادة الثلاثة الكبار لدي الحرس الثوري الإيراني في تلك المنطقة. وفي سنة 1994 تولي نقدي منصب نائب استخبارات قوة القدس وبعدها بسنة انتقل إلي جهاز الأمن الإيراني ليصبح قائدا فيه بأمر من المرشد الأعلي علي خامنئي. و كان نقدي مسئول التحقيق في الملف القضائي المتعلق بقضية بلدية طهران في عام 1998، حيث اعتقل علي إثرها 164 من رؤساء البلدية والمسئولين وكانت تعتبر من أكثر القضايا تعقيداً في تاريخ القضاء الإيراني بعد الثورة. "نقدي" تم اعتقاله بتهمة تعذيب المتهمين في هذا الملف وحكم عليه بالسجن لمدة 8 شهور، وبسبب نفوذه في الدوائر الحكومية لم يدخل السجن حتي ليوم واحد، إلي جانب ذلك وحسب ما يتهمه الإصلاحيون في إيران كان له دور كبير في قمع مظاهرات 9 يوليو الطلابية وباقي الاحتجاجات التي قام بها طلاب الجامعات ضد الحكومة الإيرانية. بجانب ذلك فاسمه مدرج علي قائمة مجلس الأمن في العقوبات التي فرضت علي الشخصيات الإيرانية وعمل نقدي مساعدا للرئيس أحمدي نجاد وفي نفس الوقت كان رئيس مركز مكافحة تهريب البضائع والعملة،لكن بعد مدة قصيرة انكشف دوره في ملف شركة "بهزيست بنياد" المتهمة بتهريب المنتجات البتروكيماوية وبهذا السبب استقال من منصبه. وفي أكتوبر 2009 تم تعيينه قائدا لقوات التعبئة «الباسيج» خلفا للواء حسين طائب بأمر من المرشد الأعلي للحكومة الإيرانية علي خامنئي. وعند توليه المنصب اعتبر الإصلاحيون هذا الأمر دليلا آخر علي أن خامنئي ليس بصدد مراجعة مواقفه وسحب دعمه غير المحدود لمحمود أحمدي نجاد الذي كان رئيسا لإيران في ذلك الوقت، ونظروا له علي أنه مؤشر خطير علي أن السلطة ماضية في خطواتها نحو اجتثاث الحركة الإصلاحية بشكل كامل. وبرغم كل الشكوك التي دارت حوله، وأنه أرسل إلي إيران من قبل استخبارات الجيش العراقي ليتجسس علي الجمهورية الإسلامية، فقد تم منحه هذا المنصب تقديرا لدوره المحوري في عمليات القمع التي مورست مع المحتجين علي نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2009، ويصفه الإصلاحيون بجلاد الحي الجامعي وذلك بسبب ما ارتكبه من جرائم بشعة بحق الطلاب وغيرهم من كبار الإصلاحيين، حينما كان قائدا لاستخبارات قوات الحرس الثوري، ولم يكن مجرد قائد وإنما متخصص في انتزاع الاعترافات من أنصار الزعيمين، مير حسين موسوي، ومهدي كروبي.