الصوديوم من أهم المعادن في الجسم. تستخدم الكلى هذا المعدن للحفاظ على التوازن الصحيح للمياه والعناصر الكيميائية مثل الصوديوم والبوتاسيوم والتي تسمى الشوارد، وهو أمر حاسم وشديد الأهمية لاحتباس الماء. لكن هذه الوظيفة الهامة للصوديوم يمكن أن تسبب مشاكل مع ضغط الدم. يشكل الصوديوم حوالي 40 بالمائة من ملح الطعام، وتحتوي بعض أنواع الملح الصحية على نسب أقل. وفقاً للتوازن الطبيعي للماء والشوارد يتشكل 60 بالمائة من وزن جسم الرجل من الماء، بينما تمثل نسبة الماء في جسم المرأة أقل قليلاً لاحتوائه على مزيد من الدهون. تستخدم الكلى الشوارد مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد للحفاظ على توازن الماء، فالماء يتحرك نحو غشاء الخلية الذي يحتوي على تركيز أعلى من الصوديوم، وتقوم الكلى بترشيح الشوارد من المياه، ويتم تصفيه الفضلات والماء الزائد وإفرازها في البول، ويتم إرجاع الصوديوم اللازم لوظائف الجسم إلى مجرى الدم. ولذلك تؤدي زيادة الصوديوم في الجسم إلى زيادة الماء في الخلايا التي تتحرك في الأوعية الدموية، ويسبب ذلك الماء زيادة في ضغط الدم. يحصل الإنسان على الصوديوم بشكل أساسي من خلال الملح، وأحياناً بعض الأدوية. ويقوم معظم الناس بإفراز الصوديوم الزائد في البول والعرق. لكن حوالي 20 بالمائة من الناس لديهم عوامل وراثية تسبب احتباس الصوديوم والذي يؤدي إلى احتباس الماء، ويمكن أن يزيد ذلك من ضغط الدم. تزداد المشكلة عندما يتم تناول ملح زائد، حيث يسبب ذلك العطش وشرب كثير من الماء، وهو ما يجعل الوضع أسوأ. الكثير من الماء والملح يؤدي إلى احتفاظ الجسم بالماء، وهو ما يعني زيادة الضغط على جدران الأوعية الدموية. وتؤدي رقة الجدران وضيقها نتيجة ارتفاع الضغط إلى صعوبة ضخ القلب للسوائل، ويؤدي ذلك إلى زيادة عضلة القلب للجهد والانقباض الذي تبذله، ويسبب ذلك مزيداً من الضرر لجدران الأوعية الدموية أي أن نظام الترشح والفلترة في الكلى يزيد ضغط الدم، وكذلك زيادة انقباض عضلة القلب تسبب أو تضاعف النتيجة، والسبب هو زيادة تناول الملح.