في الوقت الذي خرجت فيه العديد من الأصوات المطالبة بخوض الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي السباق الرئاسي بجانب "الحملات" المؤيدة أيضا لنفس الغرض يلقي الفريق السيسي تأييدا منقطع النظير من قبل الأقباط علي وجه التحديد وهو مايطرح تساؤلا حول الأسباب الحقيقية وراء عشق رجال الكنيسة لوزير الدفاع واستعدادهم لبذل الغالي والنفيس لجلوس "الجنرال" علي عرش مصر' فها هو الأنبا بولا أسقف طنطا للأقباط الأرثوذكس و ممثل الكنيسة بلجنة الخمسين المُكلفة بتعديل الدستور يبدي تمنيه لترشح "السيسي" لرئاسة الجمهورية علي اعتبار انه رمز للانضباط كما أعلن الأنبا موسي أسقف الشباب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عن تأييده أيضا لتولي وزير الدفاع رئاسة الجمهورية قائلا: "السيسي رئيسي طبعاً" بجانب ذلك فهناك العديد من الرموز القبطية التي خرجت هي الأخري لتصف "الجنرال" ب"المنقذ والبطل" الذي نجح في خروجهم من الظلمة والقهر الذي فرضته جماعة الإخوان المسلمين عليهم خلال الفترة الماضية فضلا عن تمتعه ب"كاريزما" الزعيم الذي يلتف حوله الجماهير ليعبر بالبلاد إلي بر الأمان. من جانبه أكد الأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكي للسينما أن وزير الدفاع يستحق كل هذا التأييد والحب الذي يكنه له كثير من المواطنين ومنهم الأقباط الذين يرون فيه البطل المنقذ الذي نجح في إنقاذ الدولة من حالة الضبابية التي عاشتها مصر خلال الفترة الماضية دون النظر إلي مصالح أو حسابات خاصة. وتابع حديثه: السيسي تعامل بحكمة شديدة في 30 يونية عندما اختار الوقوف مع شعبه ضد القوي المستبدة ومنح فرصة ذهبية لجميع أطياف المجتمع للمشاركة في رسم خارطة الطريق لعبور المرحلة الانتقالية بعد سقوط الإخوان. وأوضح دانيال أن موقف وزير الدفاع هذا لم يكن بجديد لأنه سبق أن تبني مبادرة "الحوار الوطني" في شهر ديسمبر من العام الماضي بهدف لم شمل الأسرة المصرية فضلا عن أنه يمتلك شخصية قوية وعنيدة كما انه لم يكترث بالمطالب الأمريكية ووقف ضد إرادتها في دعمها للإخوان ولذلك هو الشخص الأنسب لقيادة المرحلة الحالية نظرا لما يتمتع به من شجاعة فائقة. وأضاف: الجميع يقدر مواقف وزير الدفاع في الحفاظ علي أمن وسلام المجتمع من خلال محاربته للبؤر الإجرامية في سيناء وغيرها. كما أشاد دانيال بالهدية التي منحها الفريق السيسي للبابا تواضروس وهي سيارة مصفحة لحماية وتأمين البابا في جولاته الأمر الذي ترك أثرا إيجابيا في نفوس الأقباط تجاه وزير الدفاع وزاد من حبهم له علي حد قوله. وحول أهم الصفات التي يتمني الأقباط أن تتوافر في الرئيس القادم قال دانيال: أن يكون عادلا يساوي بين الجميع ولا يفرق بينهم وهو مايتوافر في الفريق السيسي كما أنه يملك من القدرات ما يؤهله لقيادة زمام الأمور في هذه الفترة العصيبة. وأشار دانيال إلي أنه علي الرغم من رفض وزير الدفاع الترشح للرئاسة إلا أن تكاتف الجماهير ونزولهم للمطالبة بترشحه يمكن أن يجعله يعدل عن موقفه ويستجيب للجماهير كما حدث في 30 يونية منوها إلي أن السبب الرئيسي لرفض السيسي الترشح للرئاسة هو رغبته في تكذيب الدعاوي التي تصف ما حدث في مصر بالانقلاب العسكري. وقال كمال زاخر الكاتب والمفكر السياسي: نحن مازلنا نعبر مرحلة دقيقة ومرتبكة وخطيرة وذلك نتيجة لما يواجه المجتمع الآن من عمليات إرهابية تقودها جماعات متطرفة تهدد أمن المواطنين الأمر الذي دفع الكثير للبحث عن الشخص الذي يستطيع أن يعيد الأمن والأمان للشارع ومنها طرح فكرة أن المؤسسة العسكرية بما تملكه من منظومة وانضباط تؤهلها لفرض الأمن وبالتالي يكون من الطبيعي أن تتعلق آمال الناس بأن يكون الفريق السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة هو الشخص المناسب لرئاسة مصر خلال المرحلة المقبلة. وحول تأييد البابا تواضروس لوزير الدفاع أكد زاخر أن ما صرح به البابا كان ردا علي سؤال حول الموافقة علي دعم الفريق السيسي رئيسا للبلاد وأنه أوضح في حديثه أنه لايملك حق توجيه الأقباط لترشيح شخص بعينه خاصة بعد خروج شباب الأقباط من عباءة الكنيسة. وأضاف أن كل "الباباوات" الذين أبدوا تأييدهم لوزير الدفاع كانوا يعبرون عن رؤي شخصية وليس موقفا للكنيسة لافتا إلي أن توجيه الكنيسة للأقباط لاختيار مرشحين بعينهم سوف يتسبب في عودة الكنيسة للعمل بالسياسة مرة أخري وهو مايرفضه الأقباط. وأوضح زاخر أن وزير الدفاع يتمتع بذكاء وحكمة عالية أنقذته من الانجراف لمتاهة السياسة وذلك عندما رفض أن يكون رئيسا للبلاد بعد سقوط الإخوان وأيد فكرة تعيين رئيس مدني مؤقت كما يضاف إلي رصيده موقفه من الدستور ورفضه التدخل في عمل لجنة الخمسين وكلها مواقف تؤكد أن وطنيته هي التي تسيره ولا يسعي لتحقيق مصالح خاصة شأنه في ذلك شأن رئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا. وأشار زاخر إلي أن الظروف التي ظهر فيها الفريق السيسي تتشابة بقدر كبير مع الظروف التي ظهر فيها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ومنها فكرة التطلع وضبط مسيرة الدولة كما أن الاثنين تمتعا بفترة النضج والشباب التي تتميز بالحماسة والقوة وبما أن المجتمع المصري مازال حبيسا لفكرة الفرد وليس المؤسسة فإن التعلق بشخصية وزير الدفاع سوف يظل مطلبا يراود كثيرا من المصريين. وأضاف ممدوح نخلة المحامي وأحد مؤسسي حملة "كمل جميلك" الداعمة لترشيح "السيسي" أنه تبني هذه الحملة اعترافا بالجميل الذي قام به الجنرال والذي يعد الشخصية الأصلح لرئاسة مصر موضحا أن جميع الشخصيات المطروحة فشلت في أن تحظي بالقبول والتأييد الذي حظي به السيسي خلال الفترة الماضية. لافتا إلي أن حملة "كمل جميلك" والتي تقوم بجمع توقيعات لدعم وزير الدفاع رئيسا للبلاد نجحت في جمع مايقرب من 88 ألف توقيع مؤيد ل"السيسي" في أقل من 10 أيام. وقال "نخلة": إن أهم مميزات وزير الدفاع هي شجاعته المطلقة في مواجهة الإرهاب الذي كان ينوي تحويل مصر إلي "أفغانستان" جديدة. واختتم حديثه بالتأكيد علي أن الأقباط وجدوا في السيسي القائد الذي يسعي لتأسيس دولة مدنية ورفض الأحزاب الدينية رغم تدينه الشديد فضلا عن تمتعه بصفة الصدق والتي يفتقدها الكثيرون من القيادات الحالية. وأكد أنه في حال وصول عدد الموقعين بالحملة إلي 2 مليون سوف يتقدم بالتوقيعات للفريق السيسي لإجباره علي تلبية نداء الشعب له لكي يكون الرئيس القادم.