كأن ما فعلته عمل وطني، وكأنها حررت به البلاد من معتد غاشم، ولم تدرك أنها قبل أن تشفي غليلها بالانتقام ارتكبت أبشع الجرائم في حق الإنسانية، تلك الجرائم التي لن تجعلها العدالة السماوية تمر دون عقاب شديد، حيث مثلت بجثة ميت، لها حرمة كبيرة، في الوقت التي تجرم كافة الرسالات السماوية هذا العمل البشع، كل هذه الأشياء لم تشغل بال المتهمة، التي بحثت فقط عن أي محاولة للانتقام بأي شكل وأي نوع من رجال الداخلية، مدعية أنها ارتكبت جريمتها للانتقام من الداخلية بسبب قتلي عملية فض اعتصام رابعة العدوية، حيث وقفت المتهمة وهي تصارع السعادة الزائفة، وتكشف عن حالة السرور والبهجة التي تعيشها، بعدما انتقمت من ضباط مركز كرداسة الذين أسقطتهم قذائف جماعة العناصر الإرهابية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، فالمتهمة وقفت تؤكد أمام النيابة العامة قيامها بالتمثيل بجثة ضباط الشرطة في مركز كرداسة، وعندما سئلت عن أسباب هذا التمثيل، قالت إنها حاولت الانتقام للقتلي الذين أسقطتهم الداخلية داخل ميدان رابعة العدوية، خلال عملية فض الاعتصام الإخواني لمؤيدي وأنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، الغريب في الأمر، ومايثير الدهشة في اعترافات وأقوال المتهمة أنها تخيلت بأقوالها أن النيابة سوف تخلي سبيلها، ولا توجه لها أية اتهامات، تجعلها تقف خلف القضبان الحديدية تنتظر مصيرا مجهولا عقابا لها علي جريمتها، التي ارتكبتها في حق الإنسانية. الجريمة، وقعت بالتزامن مع عملية فض اعتصام ميدان رابعة العدوية، عندما اقتحمت عناصر مسلحة مركز شرطة كرداسة، وأطلقت قذائفها عليه وسقط خلال الاقتحام ضباط الشرطة الموجودون بالمركز قتلي، وفي هذه الأثناء كانت إحدي السيدات وتدعي الحاجة "سمية شنن"، وهي إحدي قاطنات المناطق التابعة لمركز ناهيا، والتي كانت تراقب الأحداث، وبمجرد أن علمت بنبأ الاقتحام أسرعت إلي مركز الشرطة، وانتظرت حتي هدأت الأحداث بالمنطقة، وتوقف إطلاق الرصاص، وفي هذه الأثناء اقتحمت المركز مع المقتحمين، وراحت تمثل بجثث ضباط الشرطة بالمركز، حيث خلعت حذاءها وانهالت به فوق الجثث، مدعية أنها تنتقم لقتلي رابعة العدوية، ولا أحد يعلم أين هي الحقيقة، إلي الآن. سمية.. البالغة من العمر 51 عاما، متهمة بالتمثيل بجثة العقيد عامر عبدالمقصود، نائب مأمور مركز كرداسة، حيث انهالت فوق جثته وبالتحديد علي رأسه بالضرب مستخدمة "الشبشب"، بعد استشهاده علي يد "الإرهابيين" في واقعة اقتحام مركز شرطة كرداسة، والتي ألقت أجهزة الأمن القبض عليها، خلال عملية اقتحام منطقة كرداسة بداية الخميس الماضي، ضمن الحملة الأمنية التي تم شنها علي المنطقة لضبط عدد من المطلوبين والمشتبه في تورطهم بالمشاركة في واقعة اقتحام مركز شرطة كرداسة. وإلي الآن مازالت أجهزة الأمن، بقيادة اللواءات، أحمد حلمي، مساعد أول وزير الداخلية للأمن العام، وسيد شفيق، مدير مباحث الوزارة، وكمال الدالي، مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، تبحث صلة المتهمة سمية شنن، بالأحداث، خاصة أن التحريات المبدئية التي جمعها رجال المباحث حول الواقعة، تشير إلي أنها اعترفت بهذه الاعترافات لإبعاد التهمة عن نجلها، طارق شنن، وآخرين من أقاربها، هما، علي، ومحمد، من المتهمين في أحداث اقتحام مركز شرطة كرداسة، خاصة وأنهم من مثيري الشغب بالمنطقة، وكانت الشرطة دائما ما تلقي القبض عليهم، في إطار تنفيذ الحملات الأمنية لاستعادة الأمن إلي المنطقة، وأن ما فعلته المتهمة، كان بقصد الانتقام من رجال الشرطة، الذين اعتادوا علي إلقاء القبض علي نجلها وأقاربه المسجلين بين الحين والآخر، كما اعترفت سمية شنن، دون أن تتردد في اعترافاتها، التي أدلت بها أمام تامر الحديدي، رئيس نيابة كرداسة، وأحمد رفعت، رئيس نيابة العجوزة بإشراف المستشار أحمد رفعت، القائم بأعمال المحامي العام، بمشاركتها في جريمة التمثيل بجثث ضباط الشرطة الذين استشهدوا في واقعة اقتحام مركز شرطة كرداسة، وخاصة العميد محمد جبر، مأمور المركز، كما وجهت النيابة لها تهمة القتل العمد، والشروع في القتل والبلطجة، وإتلاف الممتلكات العامة والانضمام لجماعة إرهابية، وحيازة أسلحة وذخيرة واقتحام قسم كرداسة، وباستجوابها قالت وهي تعتز بما فعلته، "أنا ضربت المأمور، بالشبشب"، وعندما وجهت لها النيابة سؤالا حول أسباب تعديها علي جثث رجال الشرطة، والتمثيل بها بهذه الطريقة، أجابت: "عشان خاطر اللي قتلتهم الشرطة في رابعة والنهضة". من ناحية أخري توصلت التحريات التي جمعها رجال الشرطة، إلي احتمالية أن يكون للمتهمة سمية شنن، ابن أو أقارب كانوا ضمن أنصار الإخوان المسلمين، المعتصمين داخل ميدان رابعة العدوية، والنهضة، لقوا مصرعهم أثناء قيام أجهزة الأمن بوزارة الداخلية بفض الاعتصامين، خلال الفترة الماضية، وأضافت التحريات، أنه فور علمها باقتحام عناصر مسلحة لمركز الشرطة، أسرعت إليه وبعدما انتهت عمليات القصف للمركز، والتي أودت بحياة كافة المتواجدين بالمركز، وبعدما شاهدت جثث الضباط ملقاة علي الأرض خارج المركز، والدماء تغطي معالم وجوههم، انتابتها حالة من الرغبة في الانتقام وإشفاء الغليل، والتي استجابت لها علي الفور، وقامت بخلع الحذاء، وانهالت به بالضرب المبرح علي جثث الضباط، وسط هتافات عدد من القتلة الذين رددوا الهتافات المعادية للشرطة والجيش، وبعدها توجهت المتهمة إلي جثّة العميد محمد جبر، مأمور المركز، وانهالت عليه هو الآخر بالضرب بنعلها. وعلي الرغم من اعترافات سمية شنن، التي أثارت بها الرأي العام المتابع للأحداث، إلا أنه من الممكن أن تسفر الأيام المقبلة عن مفاجآت في القضية، قد لا يتوقعها أحد.