منذ أيام قليلة أثنيت على إعلان اللواء عمر سليمان عزوفه على الترشح للرئاسة وإعتبرت ذلك قراراً حكيماً من جانبه. واليوم طالعتنا الأنباء بتأكيد ما أشيع أمس من عزمه على التقدم للإنتخابات الرئاسية. والنظر إلى الموقفين يرجح أن أشخاص أو جهات تحاول تقديم ( ترشيح ) عمر سليمان لأغراض تدركها هي في سباق الرئاسة. والمصريون كافة يعرفون من هو عمر سليمان، ويعرفون دوره في تدعيم نظام حسني مبارك في العشرين سنة الأخيره، ويعرفون دوره في إدارة ملف العلاقات المصرية الأمريكة والمصرية الإسرائيلية إدارة أدت بنا إلى أن نكون أتباعاً بل ذيولاً لأمريكا وإسرائيل، ويعرفون دوره أثناء العدوان الصهيوني على غزه ( 2009 ) وإصراره على إستمرار الحصار على غزه وأهلنا فيها. أما دور عمر سليمان في مقاومة الثورة، وفي إتهام الثوار الشرفاء بالعمالة الأجنبية، وإدعاء ان القوى الإسلامية المناهضة لمبارك هي التي تحرك الثوار مع عناصر أجنبية فهو دور مسجل في حوار تليفزيوني شهير مع الأعلامية ( باربرا والترز ) اذاعت قناة دريم جزء منه مساء يوم 7 ابريل 2012. ان استحضار هذه المعالم من سيرة عمر سليمان وهي غيض من فيض يقطع بان ترشحه لا يراد به الا إستكمال إجهاض الثورة والقضاء على اي فرصة لتحقيق باقي اهدافها على يد رئيس وطني شريف منتخب انتخاباً حراً لا عبث فيه. والمرشحون الوطنيون للرئاسة، و الاحزاب و القوى السياسية، وتجمعات الثوار وائتلافاتهم مدعوون كلهم إلى إعلان موقف موحد ضد هذا الترشيح وان يعلن كل منها صراحة موقفه من التعامل مع الرجل الاول في النظام الفاسد السابق. لقد اسقطت الثوره رئيساً ونائب رئيس معاً ولم تسقط مبارك وتترك نائبه يحكمنا من بعده. ان السكوت على ترشيح عمر سليمان للرئاسة جريمة في حق الوطن وحق الثورة . واذا كنا نشكوا اليوم من عدم انصاف الشباب الذين حملوا العبء الأول للثورة فاننا - اذا حكمنا عمر سليمان - سنبكي على الباقين منهم لان مصيرهم سيكون مصير المعارضين لحكم مبارك قتلاً في الطرقات والشوارع، وسكناً دائماً في المعتقلات، وأحكام تصدرها محاكم عسكرية او محاكم مخترقة لترضي ربع الفرعون الجديد الذي يقدمونه اليوم ليحكم البلاد. انني اهيب بالشعب المصري الكريم وبجميع القوى السياسية فيه مهما يكن توجهها العقدي ان تكون كالبنيان المرصوص في مواجهة هذه المؤامرة الدينية على الشعب المصري وعلى الوطن.