وصف الدكتور صابر حارص رئيس وحدة بحوث الرأي العام بجامعة سوهاج ترشيح عمر سليمان وأحمد شفيق بأنه ارتداد عن الثورة، ودعم كبير للثورة المضادة، واكتمال نهائي للمشهد الانتخابي الذي يتنازع عليه قوى ثلاثة إسلامية وعلمانية والنظام البائد نفسه، وأوضح حارص أن تاريخ الثورات في العالم لم يشهد عودة الفلول الذين قامت ضدهم الثورة لساحة العمل السياسي مرة أخرى، وأن هذا يدعو للريبة والشك في موقف المجلس العسكري من ثورة يناير التي يزعم حمايتها، وأعطى نوعاً من الأمل لدى أنصار الفلول من أعضاء المنحل والبلطجية والعصبيات القديمة الذين سيصوتون بالتأكيد لصالح سليمان أو شفيق. وطالب حارص الذي يعمل أستاذاً للرأي العام بتطبيق قانون العزل السياسي على هؤلاء، وأشار إلى أن التجارب المجاورة في تونس ولبيبا لم يجرؤ فيهما أنصار النظام البائد من الظهور رسمياً، وأن مصر حالة استثنائية خلقت اعتقاداً لدى الكثيرين بالداخل والخارج بأن تجربتها الثورية ارتدت إلى ثورة مضادة. وكشف حارص صاحب الأبحاث الكثيرة في الإعلام السياسي والانتخابي عن غياب المسئولية الوطنية عند القوى والتيارات الثلاثة المتنافسة في العملية الانتخابية، واستدل على ذلك بانقسام التيار الإسلامي على نفسه بين أبو اسماعيل وأبو الفتوح والشاطر والعوا، وكذلك التيار العلماني أو المدني بين عمرو موسى وحمدين صباحي وغيرهم، وحتى تيار النظام البائد تفسه بين عمر سليمان وأحمد شفيق، ولم يفكر أي مرشح في إعلاء مصلحة التيار على مصلحته الشخصية، كما لم يفكر أي تيار في إعلاء مصلحة الوطن على مصلحة التيار ذاته. ومن جانب آخر أكد حارص أن الإعلام في هذه المرحلة يدير إشعال الفتنة وانقسام الأمة باقتدار واضح للعامة والخاصة، ويُمعن في هجومه على التيار الإسلامي بشقيه السلفي والإخواني، ويُنفذ حملة مسعورة ضد المرشحين الإسلاميين دون أن يضع يده حتى على المرشح البديل ، وشعاره في ذلك ( ليأتي من يأتي: المهم ألاّ يكون إسلامياً )