أعلن الأسبوع الماضى عن تولى الناقد السينمائى وليد سيف إدارة مهرجان الإسكندرية لأفلام دول البحر المتوسط، الذى تنظمه الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، ويعقد دورته الثامنة والعشرين فى الفترة من 4 إلى 10 سبتمبر القادم. وقد عرف وليد سيف بجديته كناقد وباحث منذ نحو عشرين سنة، ولهذا يتمنى كل من يهمه أمر السينما فى مصر أن ينجح فى إنقاذ مهرجان الإسكندرية من السمعة السيئة التى أصبح عليها، بعد تراكم الأخطاء المهنية طوال السنوات السابقة. وأعلن فى الأسبوع الماضى أيضاً عن تأسيس جمعية جديدة باسم «بيت السينما»، يرأسها شرفياً الناقد الكبير أستاذ الأجيال صبحى شفيق، ويرأس مجلس إدارتها الناقد والصحفى المعروف الأمير أباظة، وأعلنت الجمعية الجديدة عن إقامة مهرجان سينمائى دولى فى مدينة الغردقة. وليس هناك ما يمنع إقامة مهرجان دولى فى الغردقة بالطبع، وذلك من الناحية القانونية، لكن من الناحية الأدبية يكفى مصر وجود مهرجان دولى واحد، وهو مهرجان القاهرة، والأفضل أن يكون مهرجان الغردقة من المهرجانات المتخصصة، وأن يخصص للسينما الآسيوية، بحكم موقعه فى الجزء الآسيوى من مصر، ولمزيد من الاهتمام بالسينما الآسيوية، التى أصبحت القوة الثالثة فى السينما العالمية بعد السينما الأمريكية والسينما الأوروبية. وقد عقد فى باريس الشهر الماضى مؤتمر دولى حول مهرجانات السينما فى العالم، ومستقبل هذه المهرجانات فى ظل الثورة التكنولوجية بكل انعكاساتها الإيجابية والسلبية، ومن أهم السلبيات توفر الأفلام الجديدة بوسائل شتى غير قانونية بعد فترة وجيزة من عرضها الأول فى أى مكان فى العالم، فالمعروف أن ما يميز أى مهرجان الأفلام الجديدة التى ينفرد بعرضها لأول مرة، على الأقل فى البلد الذى يقام فيه المهرجان، فلماذا يقام أى مهرجان إذن لو كانت أفلامه الجديدة سوف تتوفر بشكل أو بآخر بعد أيام من عرضها فيه؟! وما بالك إذا كان لا يعرض أى أفلام فى عرضها العالمى الأول، أو حتى عرضها الأول فى هذا البلد أو ذاك، أو عرضها الدولى الأول، أى خارج بلد الإنتاج. أعتقد أن مهرجانات السينما سوف تبقى وتستمر رغم هذا التحدى الكبير، لأن الأفلام فى المهرجان هى الأساس من دون شك، لكن هناك أيضاً معايير الاختيار، ومعايير العروض كعروض «الصوت والصورة»، واللقاء بين صناع ونقاد السينما، والمناقشات والمطبوعات والمعارض وحلقات البحث والجوائز، ثم هناك العلاقة بين المهرجان وبين سوق السينما فى بلد المهرجان وإلى أى مدى يقوم بتطوير هذه السوق. نقلا عن جريدة المصرى اليوم