جاء العيد مختلفا هذا العام .. شكاوى من إرتفاع الأسعار .. صرخات المصريين .. متاعبهم .. إنهيار إقتصادى .. كل شئ جاء مختلفا .. وهو مادفع جريدة الجمعة لأن تنزل الشارع وتستطلع وترصد أسباب هذا الوجع حيث قالت مدام صفاء "أسعار ملابس العيد مرتفعة هذا العام عن كل عام وليس فقط في الملابس بل في كافة مستلزمات العيد ، ولكن أنه العيد لابد أن نشتري شئ جديد". وهذا ما أكده أستاذ إبراهيم الذي قال "الأسعار مرتفعة بشكل لا يصدق فعندما أشتري قميص لا يتعدي المتر من القماش بسعر 200 جنية "يبقي حرام" فمهما كانت خامته وجودته فهذا السعر مبالغ فيه .. وأنا لا أعرف هل مازلنا نعيش امتداد عصر الفساد القديم ؟ لماذا لم يتم ضبط الأسعار ؟ لماذا يترك الاقتصاد مفتوح للعرض والطلب؟ هذا ظلم للمواطن العادي ، لذلك لابد أن يطبق نظام يضمن شفافية الأسعار مثل باقي دول العالم ، فأنا كمستهلك لابد أن أعرف ما تكلفة كقطعة الملابس وما نسبة المكسب المحددة للتاجر، وليس هذا فقط فلابد كذلك أن تخضع مرحلة الإنتاج لمراقبة الدولة ". نفس ماسبق قاله أحمد وهو بائع للملابس منذ 33 عاما علي أحد أرصفة منطقة وسط البلد ، وقد أبدأ كلامه ب" الله يكون فى عون الناس" الأعوام الماضية كان " الزبون" يشتري مني ثلاثة أو أربع قطع من الملابس أما الآن نشكر الله إذا استطاع شراء قطعة ملابس واحدة " وتابع كلامه "أنا أعمل بائع ملابس منذ 33 عاما ولم تشهد الأسعار ارتفاعا كهذا العام والمشتري يعتقد أننا نتعمد رفع سعر الملابس لا يعرف أن هذا الغلاء " علينا وعليه". وبسؤال أحمد عن سبب هذه الأزمة قال " كل شيء غالي البنزين وبالتالي النقل والعمالة بالإضافة إلي انقطاع الكهرباء المتكرر الذي يساعد في تعطل الإنتاج في المصانع ، كل هذا سوف ينتهي "لما كل مسئول يبطل يقول ياله نفسي" ويبحث عن مصلحة الناس". لقد طالت الأزمة المالية جميع الطبقات تقريبا حيث أكد محمد وهو بائع في متجر بواحد من أعرق المراكز التجارية في مصر ما قاله أحمد بائع الرصيف " الضغط الشرائي ليس ككل عام ولكن هذا موسم "وكل سنة وانتم طيبين" الناس لابد أن تشتري أشياء جديدة مهما كانت الأسعار مرتفعة". وفي حي شبرا وضح لنا مينا وهو صاحب متجر في منطقة ممر الراعي الصالح السبب وراء ارتفاع أسعار الملابس وقال " مشكلة أسعار الملابس تبدأ من تاجر الجملة ، فالتجار الكبار هم من يضعوا الأسعار بينما تاجر التجزئة مثلي يكتفي بوضع هامش ربح معقول حتى يستطيع بيع بضائعه نظرا للركود الذي نشهده هذا العام في بيع الملابس .. فعلي الرغم من اقتراب العيد إلا أن الإقبال هذا العام ليس مثل كل عام ، علما بأن الأسعار لم ترتفع كثيرا والسوق به الرخيص والغالي لكن تمر الأسر البسيطة بأزمة مالية كبيرة ، فغلاء المعيشة جعل رب الأسرة يعزف عن شراء ملابس العيد في سبيل توفير الغذاء والسكن والاحتياجات الأساسية لأسرته".