أكد خبراء ومتخصصون، أن الطاقة الجديدة والمتجددة هى أمل البشرية فى الاستغناء عن البترول لتوليد الكهرباء، وحل جذرى لمشكلة انقطاع الكهرباء التى يعيشها المصريون حاليًا، لأن هذه المصادر نظيفة ولا تلوث البيئة، لكنها مرتفعة التكلفة الاقتصادية مقارنة باستخدامات البترول. وقال الدكتور قداح شاكر قداح، أستاذ ورئيس قسم ميكانيكا القوى بهندسة عين شمس، إن الطاقة الجديدة تستخدم التكنولوجيا الحديثة على نظام واسع مما يجعل تكلفتها مرتفعة إضافة إلى أن مثل هذه المشروعات تعطى نتائج وعوائد اقتصادية كبيرة لكن بعد فترة طويلة من الوقت . أضاف أن، القطاع الاستثمارى يحجم عن الدخول فى هذه الاستثمارات لأن البنوك ترفض إقراضهم وتطالبهم بضمانات كبيرة، إضافة إلى أنها تفرض على القروض المقدمة إليهم عوائد كبيرة مما يزيد التكلفة الاقتصادية لهذه المشروعات، لذا لابد من استغلال قانون الشراكة مع القطاع العام وإقامة مشروعات مشتركة. وأشار الى أن الجهات الإدارية الحكومية حجمت الجامعات " كليات الهندسة " ومراكز البحوث ولم تستفيد بإمكانتها العلمية وكوادرها الفنية " كبيوت خبرة " كما هو معمولاً به فى ألمانيا غيرها من الدول التى سبقتنا فى هذا المجال، مؤكداً أن اقتحام هذا المجال بحاجة إلى الخبرات التراكمية. قال الدكتور مهندس فاروق الحكيم، رئيس جمعية المهندسين الكهربائيين بنقابة المهندسين، إن مصر بما لديها من سطوع شمسى معظم شهور العام يمكنها أن تولد طاقة شمسية تعادل ما تحصل عليه بلد مثل ألمانيا بثلاث مرات، موضحا أن مصر وضعت خطة تزيد الطاقة الشمسية منذ الثمانينيات من القرن الماضى. تابع: "بل إن الخبراء العالمين أكدوا أن مصر من أنسب الدول لتوطين مثل هذه الطاقة والتكنولوجيا القائمة عليها، وأن ألمانيا أقامت محطة " الكريمات " جنوب حلوان وإيطاليا تنفذ مشروعات أخرى وتمد الكريمات120 ميجا وات حرارية و20 ميجا وات شمسية وتكلفتها تصل إلى 300 مليون دولار". من جانبه طالب المهندس محمد إسماعيل، رئيس إحدى الشركات المولدة للكهرباء، أن تقوم الحكومة بتوجيه جزء من القروض والمنح الأجنبية لهذه المشروعات للتوسع فى إنشائها، مشيراً إلى أن الطاقة الشمسية تستخدم حالياً على نطاق واسع فى الفنادق والقرى السياحية ويمكن استخدامها فى الزراعة فى المناطق النائية وكذا المصانع التى تستخدم عمليات التسخين الشمسى فى مجال الصناعات الكيماوية. أضاف أن السنوات الأخيرة شهدت اقبالاً على استخدام الأقراص الشمسية فى المدن الجديدة، بل إن معظم الشركات تستخدم السخانات الشمسية، لكن ما يعاب عليها ارتفاع أسعارها لكن السخان الشمسى يوفر طاقة بسعر اقتصادى مناسب وصديقة للبيئة. أكد أن اتجاه المسئولين للطاقة الجديدة مجرد شعارات ولا يفكرون فيها إلا عندما تحدث الأزمات، مشيراً إلى أن مثل هذه المشروعات إما ذات تكلفة ضخمة مثل "الكريمات" أو مشروعات صغيرة مناسبة مثل السخانات الشمسية. ورغم الموارد الضخمة لمصادر هذه الطاقة فإن وعى المسئولين بأهميتها لا يزال غائباً.