أبدت الأوساط الاستخباراتية الإسرائيلية قلقها البالغ من التحركات التي يقوم بها الرئيس محمد مرسي ومن خلفه مؤسسة الرئاسة التي تسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين، من أجل الانفراد بالسلطة وإقصاء العديد من العسكريين الذين يملكون علاقات جيدة مع الغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية تحديدا. واكد عدد من الخبراء والمحللين الاستخباراتيين في حديث لهم مع موقع "ديبكا" الإسرائيلي، ان كلا من تل أبيب وواشنطن بدأ يعتريهما القلق تجاه ما يحدث في مصر وتصعيد الرئيس مرسي ضد المسئولين العسكريين والأمنيين المصريين في أعقاب الهجوم الذي استهدف قوة مصرية في 5 اغسطس الماضي وأودى بحياة 17 ضابط وجندي مصري. ويرى المراقبون الإسرائيليون أنه بمجرد وقوع الهجوم كان هناك استعداد إسرائيلي وأمريكي كامل للتعاون مع مصر في كل ما يتعلق بالعمليات العسكرية في سيناء وتقديم كل الدعم والتسهيلات الممكنة للجيش المصري ليقوم بمهامه في حماية الحدود والدخول إلى المنطقة "ج" التي كانت تعد منزوعة السلاح، لكن يوم 8 أغسطس تبدل الموقف تماما، خاصة بعد القرارات العاجلة والمفاجئة التي اتخذها مرسي باحالة رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء "مراد موافي" للتقاعد، وهو الرجل الذي يمتلك علاقات جيدة مع الولاياتالمتحدة وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ويحظى بثقتهم، فضلا عن تغيير قائد الحرس الجمهوري وقائد الشرطة العسكرية، وهو ما بدا يثير الريبة حول النوايا الخفية وراء الرئيس الإسلامي "مرسي" من هذه التحركات، ومحاولة الانفراد بالسلطة مستغلا ما جرى في سيناء وإقصاء كل قنوات الاتصال عالية المستوى بين الجيش والولاياتالمتحدة. وأشار مصادر خاصة إلى أن المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أو أي من جنرالات المجلس، لم يكن لهم أي تدخل في قرارات الإقالة هذه فقد جاءت مباشرة من الرئيس مرسي على الرغم من عقده اجتماعا مع اعضاء المجلس، وكانت هذه فرصة ذهبية أمام مرسي ليفرض سلطته على المجلس ويظهر للجميع أنه قا در على التصرف في الجيش وتنحية أي مسئول لا يرغب فيه، حتى لو كان داخل المجلس العسكري.