ما حدث فى سيناء مؤلم ومقلق ومستفز تماما إلا أن الأكثر إيلاما وإقلاقا واستفزازا فيه هو تصريح مراد موافى رئيس المخابرات المصرية بعد وقوع الكارثة من أن جهاز المخابرات كانت عنده معلومات مسبقة بخصوص العملية إلا أنه لم يتصور ان يقتل مسلما أخاه المسلم ساعة الإفطار.. طبعا قلوبنا مع مراد موافى حيث انه من الواضح أن العملية كانت أقسى من أن يتصورها قلبه الرقيق أو عقله البريء أو روحه النقية الطاهرة.. هذا طبعا بالإضافة إلى أنك لو سألت أى رجل مخابرات محترف فى أى جهاز من الأجهزة المخابراتية الشهيرة عن إمكانية قتل المسلم لأخيه المسلم ساعة الإفطار فسوف يخبرك طبعا بأن حدوث هذا مستحيل.. مستحيل.. مستحيل.. وفى هذا الصدد يؤكد شهود عيان غير موثوق فيهم أن رئيس المخابرات المصرية لم يصدق الخبر عند إخباره به.. وظل يردد فى ذهول أنه من المستحيل أن يقتل مسلم أخاه المسلم ساعة الإفطار.. حتى أنه كرر كلمة مستحيل ثلاث مرات قبل أن يدخل فى حالة من الإكتئاب الشديد بعد إكتشافه أن المسلم قد يقتل أخاه المسلم ساعة الإفطار عادى جدا.. كما أنه من الممكن أيضا أن يقتله ساعة السحور.. وفى هذا الصدد فليسمح لى سيادته أن أزيد الطين بلة وأخبره أن أى شخص أيا كانت ديانته قد يقتل أى شخص آخر أيا كانت ديانته فى أى وقت من الأوقات حيث أنه ولعلم سيادته الإرهابى قد يفعل أى شيء.. أعلم طبعا مدى قساوة تلك الكلمات على قلب سيادته المرهف والبريء والمسالم والذى لم يتصور أن مسلما قد يقتل اخاه المسلم ساعة الإفطار.. إلا أنه حنعمل إيه بقى.. فنحن فى لحظة من لحظات الحقيقة التى ينبغى فيها أن نصارح بعضنا البعض.. حتى لو كنا سنتسبب بتصريحاتنا الخشنة تلك فى جرح أى قلب مرهف وبريء وحساس كقلب السيد رئيس جهاز المخابرات المصرية.. صاحب المسؤولية الأكبر عما حدث بحكم وظيفته وبحكم معرفته بالحادث قبل وقوعه ثم عدم تدخله لمنعه إتكاءا على تلك الحقيقة البديهية المخابراتية العالمية المعروفة والتى تنص على أن.. المسلم لا يقتل أخاه المسلم ساعة الإفطار.. ممكن بعد الفطار.. ممكن قبل الفطار.. إنما ساعة الفطار.. لا ممكن أبدا ! هذا التصريح المستفز – أكثر من عدم حضور الرئيس مرسى جنازة الشهداء حرصا على عدم وضعه فى أى موقف حرج – إن دل على شيء فهو إنما يدل على أن الصمت أحيانا يكون أفضل من الكلام بمراحل.. الصمت أو الإعتراف المباشر بالتقصير كانا هما الحلان الوحيدان أمام رئيس المخابرات المصرية.. إلا أنه و- بجرأة يحسده عليها أى رئيس مخابرات – إختار الحل الثالث.. ألا وهو الرجوع إلى تلك الحقيقة العلمية الثابتة وغير المختلف عليها من كافة علماء الفقه والشريعة ورجال المخابرات.. أن المسلم لا يقتل أخاه المسلم ساعة الإفطار ! من المؤكد طبعا أن سيادته لا يتصور مدى ما أحدثه تصريحه من شعور مضاعف بالقلق على طريقة التفكير التى تتم بها إدارة الأمور بداخل مثل هذا الجهاز المهم والحساس والحيوى.. فإذا كان هذا هو المنهج الذى سوف يتعامل به هذا الجهاز مع الأحداث ومع المعلومات الواردة إليه.. يبقى عليه العوض ومنه العوض.. ومن المؤكد أيضا ان سيادته لا يدرك مدى ما يمثله لنا جهاز المخابرات المصرية من قيمة.. حتى أن رجل المستحيل أدهم صبرى فى أحد مغامراته وجد نفسه فجأة فى مواجهة 6 كلاب دوبرمان مفترسة.. فطار فى الهواء وحطم بيده اليمنى فك أحد تلك الكلاب وبقبضته اليسرى حطم فك الكلب الثانى وبقدمه اليسرى هشم القفص الصدرى للكلب الثالث قبل أن يهتك بقدمه اليمنى العمود الفقرى للكلب الرابع ليكسره نصفين.. وقبل أن يلحظ الكلبين الخامس والسادس ما حدث لزملائهم المتكسرين أمامهم على الأرض كان أدهم صبرى قد إنقض على أحدهما خانقا إياه ومهشما عظام رقبته قبل أن يرميه على زميله السادس ليرديهما قتلى ! فى هذا الصدد يمكننا أن نتساءل: لماذا أقدم دكتور نبيل فاروق (مبتكر شخصية رجل المستحل أدهم صبرى) على ترك العنان لخياله إلى تلك المرحلة المتقدمة من مراحل إطلاق العنان؟!.. لأنه يعلم ما يمثله جهاز المخابرات لنا من قيمة ومن فكرة ذهنية عندنا (رسختها أكثر كتابات الراحل صالح مرسى) تنص على أن جهاز مخابراتنا جامد ورجالته ممكن يعملوا أى حاجة.. أى حاجة بخلاف تصور أن المسلم قد يقتل أخاه المسلم.. ساعة الإفطار! نقلا عن التحرير