أقيمت جلسة بالأعلى للثقافة عن دور المؤسسات الرسمية في أنتهاك حرية الإبداع في ختام مؤتمر الدفاع عن حقوق الحرية والفكر والإبداع الذي أقامة المجلس الأعلى للثقافة واللجنة الوطنية للدفاع عن الحريات . وأكدت.الكاتبة سلوي بكر على أن تيارات الإسلام السياسي والتيارات الثقافية المحافظة هي المسئولة عن كل إشكاليات حرية الفكر والإبداع التي طفت علي سطح الحياة الثقافية وأن هذة التيارات تناسوا دورالمدنية ذاتها في إعاقة حرية الإبداع تمت ممارسته بطرائق يصعب توثيقها تراوحت بين التماهي مع ما هو سائد أو تجاهل وتهميش واقصاء كل محاولة مستنيرة تسعي لمواجهه تيارات الفكر الجامد الظلامية وأن المؤسسات الثقافية التابعة للدولة مارست هذه الطرائق وهي المؤسسات الزاعمة لاستنارة فكرية والمدافعة عنها . وقالت. بأن بذور مشكلة الممارسات المؤسساتية الثقافية المكبلة لحرية الابداع تكمن في تراجع الخطابات الثقافية المجددة لاستنارة وانتاج خطاب ثقافي جديد قادر علي تجاوز كل ما بات محافظا وقديما وأنة قد زاد تعقيد هذا الدور وغيابه في ثورة 25 يناير والتى بدت وكأنها ثورة بلا مرجعيات فكريه وتجلي غياب دور المثقف في اللحظة الراهنة وهو غياب لم تعرفه مصر خلال تاريخها الحديث الممتد منذ زمن رفاعة الطهطاوي. وأضافت. بأن انتقاد المؤسسة الثقافية الرسمية الآن ومراجعة منهجها بات ضرورة من ضرورات مواجهه كل القوي الساعية لتكبيل حرية الفكر والابداع وربما تعكس بعض الأمثلة والتجارب المعاشة هنا ما يجب مراجعته وانتقاده في جانب من جوانبه . وأشارت. سلوي بكرإلى تجربتين لها حيث تم توجيه الدعوة لها للمشاركة في مؤتمر الابداع النسائي في مدينة سوسة بتونس تحت عنوان المرأة والابداع وقدمت ورقة بحثية بعنوان قراءة في كتاب الباحثة التونسية صوفية السحيري بن حترة : الجسد والمجتمع دراسة أنثروبيولوجية لبعض الاعتقادات والتصورات حول الجسد وكذا قراءة في كتاب الباحثة التونسية " ألفة يوسف " بعنوان" حيرة مسلمة في الميراث والزوج والجنسية المثلية " وقالت أنها فوجئت بعد أسبوع من تقديم الورقة باتصال من العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة تخبرها بأن الورقة البحثية التي قدمتها لا تصلح كي تمثل مصر في المؤتمر وقامت بعرض الورقة علي احد المسئولين الأكاديميين بوزارة الثقافة وذهبت لمقابلته وقالت أن الشأن الثقافي هو من اختصاص أهل الثقافة وان وزارة الخارجية المصرية التي احتجت علي الورقة لا يجوز ان تدس أنفها فيما لا تختص فيه ومنعت من السفر لحضور المؤتمر. وأوضحت.سلوي بكر بأن ما يخلص اليه من هذه الوقائع المستشهد بها أن تراجع بعض المؤسسات الثقافية عن دورها الفكري التنويري إنما يعود الي من يتولون أمورها ليسوا مثقفين بالمعني الحق ولكنهم في الأغلب موظفون أدوا الي تراجع دور هذه المؤسسات وعجزها عن استيعاب تيارات ثقافية جديدة تصبوا الي النور الفكري فباتت هذه المؤسسات بؤر طاردة للفكر والابداع وعجزت عن مواجهه تيارات ظلامية جامدة فسادت وهيمنت علي الحياة الثقافية وهو ما بات ثقلا حقيقيا علي حرية الفكر والابداع.