اعتبرت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية أن دولة الإمارات العربية المتحدة التي "دائما ما كانت مساندة ومؤيدة لنظام مبارك" الرئيس المصري المخلوع باتت تأوي الآن رجال مبارك الهاربين. وأشارت الصحيفة إلى أن استضافة الإمارات رئيس المخابرات المصرية السابق عمر سليمان ومؤخرا أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق لمبارك والمنافس الخاسر في انتخابات الرئاسة، والذي يواجه اتهامات فى 24 قضية فساد. وقالت الصحيفة إن شفيق لم يجد مفرًّا من الاتهامات الموجهة إليه سوى مغادرة القاهرة مع أفراد عائلته إلى الإمارات. وأوضحت أن خروج شفيق، من مصر أتى في أعقاب فتح المدعي العام باب التحقيقات بشأن اتهامات متعددة حول إهدار المال العام خلال الثمانى سنوات السابقة بصفته وزير الطيران المدني في عهد النظام المخلوع، مؤكدة شكوكها بخروجه فجرا متجها إلى أبو ظبي. ولفتت "يو إس ايه توداي" إلى أن هناك ما لا يقل عن 24 دعوى قضائية مرفوعة ضد شفيق وأن النائب العام يخطط لاستدعائه للاستجواب في أكثر من 11 قضية فساد لكن تم تأجيل القرار حتى توفر وزارة الطيران المستندات والوثائق المتعلقه بالدعوى القضائية. وذكَّرت الصحيفة بأن دولة الإمارات العربية المتحدة دائما ما كانت مساندة ومؤيدة لنظام مبارك البائد وعرضت أراضيها كملاذ لكافة أركان النظام القديم، لاسيما بعد أن آوت في وقت سابق رئيس المخابرات السابق ونائب الرئيس الأسبق، عمر سليمان. وذكرت الصحيفة أن كافة رجال النظام السابق بما فيهم الوزراء ورجال الأعمال المقربون من الرئيس المخلوع ونجلا الرئيس، جمال وعلاء، يعيشون حالة من الرعب والذهول خوفا من الرئيس الإسلامي الجديد لجمهورية مصر العربية، الدكتور محمد مرسي، والقيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين، الجماعة المحظورة في عهد مبارك، والتي تعرض أعضاؤها لأعمال القمع والتعذيب والسجن لأعوام مريرة في ظل نظام مبارك. من جانبها، علقت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية على مغادرة الفريق أحمد شفيق مصر، متوجهًا إلى الإمارات العربية المتحدة، مشيرةً إلى وجود تلميحات بأنه سافر لتجنب محاكمته في ظلِّ حكومة يقودها الرئيس الدكتور محمد مرسي، خاصةً بعد اتهامه في قضايا فساد خلال عمله كوزيرٍ للطيران المدني. وقبل عدة أسابيع، كشفت تقارير صحافية أن رئيس المخابرات المصرية السابق اللواء عمر سليمان وصل إلى دولة الإمارات العربية في زيارة يرى فيها مراقبون محاولة من السلطات الإماراتية للاستفادة من خبرته الكبيرة في قمع المعارضين الإسلاميين. وبعد أيام قليلة، لحقت أسرة سليمان به وغادرة إلى دولة الإمارات. ونقلت تقارير إعلامية إماراتية عن ناشطين إماراتيين أن سليمان هو أحد العقول الأمنية التي استعان بها أمن الدولة الإماراتي لقمع المطالبين بالإصلاح، حيث تشن السلطات حملة اعتقالات وتضييق على مجموعة من الإصلاحيين وقامت بتجريد سبعة مواطنين من جنسياتهم واعتقلتهم فيما بعد تمهيدًا لطردهم من الإمارات إذا لم يعالجوا أوضاعهم القانونية.