أجمع خبراء السياحة على أن سياحة الموانئ شهدت إنخفاضا كبيرا في ظل الركود السياحي بعد ثورة 25 يناير والأحداث المتوالية التي مرت بها، خاصة الإنفلات الأمني مما كان له صدى كبير على الحركة نظرا لتخوف السائحين في ظل حالة عدم الاستقرار التي شهدتها البلاد، وبالرغم من ذلك فان سياحة اليوم الواحد تعتمد علي زيارة المناطق السياحية التاريخية والعودة في نفس اليوم إلا أن المتغيرات الجديدة أدت إلي إنخفاض الأعداد السياحية الوافدة. وتعتمد شركات النقل السياحي على سياحة الموانئ من خلال تنظيم رحلات داخلية ليوم واحد، يقوم السائحين بعمل بزيارة المناطق الأثرية والمدن الرئيسية وخاصة القاهرةوالإسكندرية،خاصة وأن أعداد الأفواج على تلك السفن السياحية معظمها يتعدى الألف سائح. وتعد السياحة باختلاف أنواعها من أهم مصادر الدخل القومي، وتعتمد في ذلك على الآثار العديدة التي نتجت عن تنوع الحضارات واختلافها على مر العصور بها. وطبقا للإحصائيات الخاصة بحركة السفن السياحية القادمة إلى الموانئ المصرية المطلة على البحر المتوسط خلال النصف الأول من مايو الجاري التي أعلن عنها مؤخرا رئيس هيئة تنشيط السياحة عمرو العزبي وهى استحوز السوق الإنجليزي على النصيب الأكبر منها،وبلغ عدد السائحين 1243 بينما كان السوق الأمريكي في المرتبة الثانية ب 438 سائحا ثم يليه السوق اليوناني والأيطالي وتركزت حركة هذه السفن السياحية بنسبة أكبر علي ميناء الأسكندرية، وهو ما يشير إلى مؤشرات نمو هذه السياحة. وتعد سياحة اليوم الواحد أكثر إرتباطا بالسياحة الثقافية، فهي بشكل عام سواء كانت من خلال سفن سياحية عبر الموانئ، أو رحلات من مدن شاطئية مثل شرم الشيخ ومدينة الغردقة تستهدف زيارة المدن التاريخية الأقصر وأسوان بزيارة المعابد والمعالم والمتاحف التاريخية والآثرية، ولكن القادمين عبر الموانئ غالبا يتجهوا إلي القاهرة لزيارة الأهرام وسقارة والمتحف المصري، أو الأسكندرية لزيارة المتاحف وبعض المناطق التاريخية، لذا تعد سياحة الموانئ مرتبطة بالسياحة الثقافية. في هذا السياق قال جورج لبيب رئيس شركة "أنجلز ترافيل" للنقل السياحي أن أكثر الجنسيات التي تقبل على سياحة الموانئ الأمريكيون والبريطانيون ثم اليونانيون، وتعد أنشط الموانئ التي تستقبل السفن السياحية الإسكندرية وبورسعيد ثم ميناء العين السخنة. وأوضح لبيب أن خط سير رحلات تلك السفن يبدأ من قبرص أو من الشمال بداية من ميلانو وإيطاليا وأسبانيا مرورا بتونس ثم إسكندرية ويليها بورسعيد وأشار لبيب إلى أن أسعار التعاقدات على الرحلات الداخلية للوافدين لسياحة اليوم الواحد شهدت إنخفاضا بنسبة 40% على الأقل مقارنة بعام 2010، يرجع ذلك إلى إنخفاض حركة التشغيل نتيجة الركود السياحي بعد الثورة والأحداث التي توالت بعدها، لأن معظم المدن التي يتم زيارتها تشهد أحداث ملتهبة، بالإضافة إلى تفاوت الأسعار وإختلاف نوعية السائح. وفي سياق متصل قال وجيه رزق رئيس شركة "إيسترا باص" للنقل السياحي أن سياحة الموانئ من أهم أنواع السياحة في مصر لأنها تساهم بشكل كبير في إنتعاش الحركة السياحية، ومن الضروري تدعيم سياحة السفن والتركيز عليها لقدرتها على تنشيط حركة السياحة طوال العام. وأضاف رزق أن حركة تشغيل شركات النقل السياحي التي تعتمد بشكل كبير على هذا النوع من السياحة مازالت في حالة ركود إلى جانب إنخفاض الأسعار، نظرا لأن الأوضاع مازالت غير مستقرة، مع وجود معوقات تواجه شركات النقل السياحي من خلال الأحداث التي تشهدها مصر فإنخفاض الأعداد السياحية الوافدة يؤثر بالتالي علي حركة التشغيل، وزاد الأمر سوءا عدم توافر السولار وشراؤه بزيادة عن سعره الأصلي وضعف عملية الرقابة. وأشار رزق إلي عملية التسويق التي تلعب دوراً بارزاً ومهماً في تنشيط الرحلات الداخلية للوفود القادمة من خلال سياحة الموانئ، والتي تتم من خلال التعاقد مع شركات سياحة ووكلاء في الخارج مسئولين عن تنظيم تلك الرحلات. وإقترح رزق عدة آليات للتغلب على هذه المعوقات بضرورة عودة الأمن والإستقرار للشارع المصري، لأنه سينهض مرة أخرى بحركة السياحة الوافدة، والتركيز على تنشيط السياحة الداخلية حاليا، مؤكدا علي أهمية تدعيم سياحة الموانئ والإرتقاء بها.