تناولت صحف سعودية في افتتاحياتها اليوم بالتعليق نتائج المرحلة الاولى للانتخابات الرئاسية .. مؤكدة ان "نزاهة الانتخابات وكفاءة إدارتها تشي بأن مصر تحرَّرت من" إرادة التزوير السياسية, واعادت تصويب جهازه القضائي, والبيروقراطية والإدارية التي غيّبت خلال عقود من حُكم الفرد, وتنمّ عن حيوية الشعب المصري في تقبل الواقع السياسي الجديد مهما كانت النتائج".. وباركت صحيفة "اليوم" لشعب مصر تجربته الراقية, وثقته في نفسه, وقدرته على إنجاح تجربة الانتخابات دون إخلال بالأمن أو اختراق لنزاهة الانتخابات. واشارت الصحيفة الى تقدّم محمد مرسي مرشَّح الإخوان والفريق شفيق آخر رؤساء وزارات النظام السابق , وقالت ان ذلك يؤكد على حقيقة القلق الذي ينتاب الشعب المصري وحيرته الكبرى بين المُضي في التغيير أو الخوف منه. وقالت انها معادلة طبيعية تنتاب كل الثورات في ظل توتر سياسي يجتاح المنطقة العربية والشرق الأوسط, وتدلُّ على مفارقة كبيرة يعيشها شعب متنوّع في ثقافته وخياراته السياسية والأيديولوجية. وتساءلت صحيفة "الوطن" لماذا صعد نجما شفيق ومرسي وتراجع الآخرون في السباق الرئاسي, في وقت كانت فيه استطلاعات الرأي تسوّق لعبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى? هل هي حسابات خاطئة? أم إن الإعلام فشل في إيصال من يريد إيصاله? أم هي تقية سياسية تخفي خلفها وجهين تم تسويقهما على أنهما غير مستساغين في الشارع المصري? وقالت : كل ذلك, لا يمكن قراءته بمعزل عن مزاج الناخب المصري الذي أعطى لشفيق شارة التقدم على منافسه مرسي في محافظة الشرقية معقل الإخوان المسلمين, وهو ذات المزاج الذي دفع بحمدين صباحي الذي كان يأتي دوما في آخر قائمة الخمسة الكبار للتقدم على موسى وأبو الفتوح في بعض المحافظات. وبينت أنه كما أوصل الناخبون أحدهما إلى سدة الرئاسة فإن بيد الشارع أيضا أن يسقطه إذا لم يحقق الآمال المدعومة بحراك ديمقراطي انتظرته مصر طويلا. ورأت صحيفة "الشرق" أن احتمالات تجدد الفوضى قائمة إذا اعتقدت قطاعات من الشعب المصري أنها وصيَّة على مجموع الناخبين 50 مليون ناخب- وأن رؤيتها هي التي تستحق النفاذ دوماً باعتبارها الأقرب إلى الثورة ومبادئها, وهو اعتقادٌ يجافي أهم مبادئ الثورة, وهو حرية الناخب في اختيار مرشحه دون وصاية مسبقة من أي تيار سياسي يرى الصواب فيما يتبنى من أطروحات. وقالت: قد لا تسفر الانتخابات بالضرورة عن فوز المرشحين الأقرب للتيارات الثورية , ولكن ينبغي على هذه التيارات الانصياع لنتيجة الصناديق والاعتراف بشرعية اختيار الناخبين وإن لم توافق هواهم دون محاولةٍ لفرض وصاية عليهم تعيد إلى الأذهان العبارات التي كان يطلقها بعض رموز النظام السابق لتبرير بقائهم كالقول +إن المصريين غير مستعدين للديمقراطية. وأشارت إلى أن التيارات الوطنية في مصر تبدو مطالبة بمحاصرة هذه النغمة والوقوف في جولة الإعادة خلف المرشح الأقرب لها وتجنب الخلافات السياسية للعبور ببلادهم من مرحلةٍ انتقالية امتلأت بالفوضى إلى مرحلة إعادة بناء الدولة بما تتطلبه من توافقٍ على الصالح العام وإن اختلفت الرؤى.