جددت جامعة الدول العربية اليوم تأكيدها على قلقها البالغ جراء تصاعد وتيرة السياسات العدوانية الإسرائيلية بحق القدسالمحتلة وأهلها. وحول هذا الموضوع أكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير محمد صبيح خطورة قيام قوات الاحتلال خلال اليومين الماضيين بزرع عشرات القبور الوهمية في المناطق القريبة من المسجد الأقصى المبارك. وقال في تصريح للصحفيين: إسرائيل بهذه الأعمال إنما تنفذ مشروعا شاذا وغريبا، وما يجري من زرع للقبور الوهمية اليهودية في منطقة وادي الربابة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى هو كذب مفضوح وخداع ومحاولة تزوير لوقائع التاريخ، معتقدة أن من خلال زرع هذه القبور تستطيع أن "تضحك على عقول الناس ". وأوضح صبيح أنه بتزامن مع وضع هذه المقابر تقوم سلطات الاحتلال بحملة واسعة في الغرب لخداع بعض السذج من اتباع الديانة اليهودية بأهمية أن يدفنوا في القدس، وهذا أمر غريب للغاية من شأنه أن ينشر الفوضى. وأشار إلى أنه استنادا للمعلومات التي حصل عليها قطاع فلسطين في الجامعة العربية من جهات مقدسية مطلعة، تقوم قوات الاحتلال بشق حفر صغيرة ووضع قضبان حديد فيها، ثم تضع في اليوم التالي بتثبيت حجارة قديمة على القضبان المعدنية لتظهر وكأنها قبور قديمة. شدد صبيح على أن الخطير في هذه السياسة بأنها تأتي في سياق مخطط استعماري كبير يراد منه تهجير الفلسطينيين من بلدة سلوان، حيث ستأتي دوائر الاحتلال وتدعي في وقت لاحق أن منازل المواطنين في المنطقة مقامة فوق مقبرة يهودية، مع أن الأمر لا يتعدى مقبرة وهمية. وذكر أن منطقة وادي الربابة التي يتم وضع القبور الوهمية بها تؤدي إلى منطقة حي البستان الذي أصدرت بلدية الاحتلال في القدس بحق كافة منازله أوامر هدم لغرض إنشاء مشاريع استيطانية تخدم خرافة الهيكل المزعوم. وحذر من استمرار الصمت على هذا التزوير والأعمال الأحادية التي تأجج الموقف وتزيد من تعقيدات الأمور، مطالبا الأممالمتحدة والمجتمع الدولي واللجنة الرباعية باتخاذ موقف حاسم ضد الاستيطان والإجراءات الإسرائيلية الأحادية، لأن استمرارها يعني تدمير عملية السلام وجر المنطقة للتدهور وسفك الدماء والتصعيد.