عين شمس تودع رئيسها المنتخب صاحب المواقف البيضاء

كان اهتمامه ينصب حول تفعيل دور الشباب وتدعيم مبدا الإدارة الذاتية فقد وافق علي تشكيل اتحاد طلاب للمدن الجامعيه "طلبه _ طالبات " والتى تعد التجربه الاولي من نوعها علي مستوي المدن الجامعيه المصرية.
كان مهتماً باطلاق كامل الحريات للاتحادات الطلابية بالكليات بما يسمح بتكوين فكر سياسي واعي لشباب الجامعة، وفى هذا المجال لا يمكن ان ننسى موافقته على تقديم حملة "كاذبون" لعروضها داخل الحرم الجامعي، وتقدمه لمسيرة كبيرة لطلاب الجامعة عقب استشهاد طالبين من الجامعة هم علاء عبدالهادى ومحمد مصطفى المشهد الذى ربما لأول مرة نشهده فى الجامعات، فلم نعتد أن نرى رئيساً لجامعة يحتج ويخرج من الجامعة بمسيرة طلابية طالباً للقصاص كما قام بتدشين نصب تذكاري للطالب الدكتور علاء عبد الهادي شهيد كلية الطب والذي استشهد بطلق نارى بالمستشفي الميدانى بميدان التحرير فى احداث مجلس الوزراء و قرر تكليف كلية الحقوق بتقديم بلاغ إلي النائب العام للتحقيق في ملابسات مقتله لتقديم المسئولين عن ذلك للمحاسبة ، كما كلّف كلية الحقوق بمتابعة إجراءات الإفراج عن كافة المحتجزين خلال الأحداث، ولم يكتف بذلك فكان على رأس فريق الطب الشرعى الذى بُعث من الجامعة لمتابعة التشريح.
وكان له موقف واضح من التعديلات المقترحة لتطوير قانون تنظيم الجامعات فطالما اكد ان كرامة عضو هيئة التدريس واستقلال الجامعة المادى و الإدارى اهم ما يجب التأكيد علية فى قانون تنظيم الجامعات الجديد قائلا "لا يجب تغيير القانون من اجل التغيير انما من اجل وضع نظام دستوري للجامعة يساعد علي تحقيق نظام تعليمي جيد"
وبالرغم من حداثة وقصر فترة تولية رئاسة الجامعة والتى لم تتجاوز الخمس اشهر الا ان انشطة التعاون الخارجى كانت بارزة وواضحة فقد كان حريص على استقبال العديد من رؤساء الجامعات والسفراء ومديرى الهيئات العلمية الداخلية والخارجية وابرام الاتفاقيات التى تعود بالفائدة على الجامعة.
كان مهتم بتطوير التعليم الطبى بالجامعة وكان يأمل ان يشاهد مُجمع طبى متكامل فى فرع الجامعة بمدينة العبور مما دفعه للسفر قبل اسبوعين الى دولة الإمارات العربية المتحدة لتوقيع اتفاقية تعاون مع جامعة الشارقة للاستفادة من امكانياتها والحصول على دعمها فى إنشاء فرع الجامعة بالعبور والذى سوف يقام على مساحة 150 ألف فدان وهو نفس المكان الذى لقى مصرعة وهو فى طريقة لتفقد اوضاعه
ولا يمكن اغفال حرصة على تدشين برامج دراسية جديدة من بينها إنشاء برامج ماجستير جديدة بين كلية التجارة بالجامعة وجامعة بواتيه وكذلك اقامة تعاون مع شعبة اللغة الفرنسية بكلية الآداب مع ذات الجامعة، كما لا يمكن انكار فضله فى انضمام الجامعة الى مشروع (مركز الموارد الطبيعية والتنمية) والذي تشترك فيه 11 جامعة مختلفة من دول ( المكسيك - البرازيل- تشيلى- الأردن- المانيا- موزمبيق- نيبال- فيتنام- اندونيسيا ومصر ) تحت اشراف جامعة كولونيا الألمانية وبتمويل من هيئة التبادل الثقافى الالمانية، وذلك بموجب الاتفاقية المشتركة التى وقعها مع جامعة كولونيا للعلوم التطبيقية بالاضافة الى سعيه لتوقيع اتفاقية تعاون مشترك بين الجامعة و وزارة الاتصالات في مجال تكنولوجيا المعلومات بهدف تطوير آليات توثيق بيانات المرضي و تطوير البحث العلمي.
وعلى المستوى الطبى الحديث ممتد والرويات لا تتوقف فدائما ما يتحاكى الاطباء القدامى في مستشفى الأطفال الجامعي بعين شمس عن العضو الشاب من اعضاء هيئة التدريس بقسم الجراحة والذى قرر أن يقوم بتأسيس قسم لجراحة الأطفال منفصل عن قسم الجراحة العامة لأنه يرى أن هذا القسم يحتاج اهتماماً خاصاً، وكيف قام هو ومعه مجموعة ممن بث فيهم الفكرة بالسعي لجمع التبرعات وعمل استرايجية إدارية و علمية لعمل القسم, و بعد سنوات من العمل تم افتتاح قسم جراحة الأطفال والحاق رعاية خاصة بالأطفال بهذا القسم ، ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد بل ان إيمانه بالفكرة جعلهم يسعون حتى صار قسم جراحة الأطفال قسما دقيقا فى التخصص يمنح درجات علمية خاصة للدراسات العليا.
كان له دور رائد فى تأسيس برنامج زراعة الكبد للأطفال والكبار فى مصر في أكتوبر 2001 ، وقد حصل على الزمالة الفخرية من المجلس الأوروبي لزراعة الكبد في عام 2011 .
وبعد ان نشر خبر وفاته ظهر امس توالت العبارات التى تنعيه وتدعو له بالرحمة والمغفرة والتى تنقالتها صفحات التواصل الاجتماعى وكان من بينها البيان الصادر عن مجلس الوزراء والذى تم نشره على الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء المصرى ونصه "يتقدم د.كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء بخالص العزاء والمواساة لأسرة د.علاء فايز رئيس جامعة عين شمس الذي وافته المنية صباح اليوم إثر حادث مروري أثناء توجهه لتفقد مباني الجامعة بمدينة العبور. أسكن الله الفقيد فسيح جناته" كما نعته كل من حركة شباب 6 ابريل قائله فى بيان لها على صفحتها على الفيس بوك "تنعى جموع الشعب المصري في وفاة رجلٌ من أروع ما عرفت مصر " الدكتور - علاء فايز " - رئيس جامعة عين شمس - وتتقدم الحركة بخالص التعازي لأسرته ولكل من احب هذا الرجل صاحب المواقف البيضاء .... داعين الله ان يتغمده في رحمته وان يتقبله عنده من الصالحين"
بينما قال الشاعر مريد البرغوثي على حسابه على تويتر "صُدِمت لنبأ وفاة رئيس جامعة عين شمس د.علاء فايز.شرُفتُ بلقائه وسمعت بمواقفه الوطنية. عزائي لأسرته الكريمة ولزملائه وطلبة الجامعة. له الرحمة" و اكد الدكتور مصطفي النجار عضو مجلس الشعب "لا استطيع أن أمنع دموعى على فقد د علاء فايز رئيس جامعة عين شمس عرفته وتعلمت منه الكثير أحتسبه عند الله من الشهداء وليصبر الله قلوبنا" بينما قال دكتور عمرو حمزاوي عضو مجلس الشعب "تألمت جدا لوفاة الأستاذ الدكتور علاء فايز رئيس جامعة عين شمس رحمه الله وأسكنه فسيح جناته البقاء لله"
ويذكر الطالب عمرو ابراهيم رئيس اتحاد طلاب الجامعة السابق مواقفة المشرفة قائلا على صفحتة على الفيس بوك "رحمك الله يا د. علاء فايز والله مارأيت منك إلا خيراً.. وما رأيتك إلا مدافعاً عن الحق.. اللهم ارحمه واجعل مثواه الجنة.. واجعله في أعلي عليين.. يارب العالمين"
ويعرب كريم عبد الهادي شقيق الشهيد علاء عبد الهادي عن حزنه قائلا "مش ناسي كلامه معايا ووقوفه جمبي ومساعدته ليا كان انسان يقتدي به ربنا يرحمه"
اللهم ارحم .د. علاء فايز رئيس الجامعة واعف عنه و جازه بالإحسان إحسانا و بالسيئات سترا و غفرانا.