عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه) اه . من راقب سياسة الإخوان مات هما..لأن سياسة الإخوان يمكن وصفها بإختصار بسياسة " صاحب الوجهين " فهم يحاولون إرضاء الجميع ( سلفي- إخواني –علماني –صوفي-ملحد ) وكل صنف من هؤلاء له خطاب محدد عند الإخوان يستدعي وقت اللزوم وسبحان الله لشدة حرصهم على رضي الناس –كل الناس- سخط الله عليهم وأسخط معظم الناس عليهم مصداقا لحديث المصطفي صلى الله عليه وسلم.ولو تطرقنا لموضوع التغيير الوزاري الجديد الذى أصدره الرئيس مرسي تتعجب وتقف مذهولا من هول الصدمة :- فبقدرة فاجر تحول المستشار حاتم بجاتو من مزور شيطان رجيم إلى وزير محترم كريم ورحيم. وتحولت عائلة ساويرس من عائلة الفلول الأشرار الفجار إلى عائلة الشرفاء الأخيار. وهلم جرا والحبل على الجرار.. كما بينت سلفا يصعب على المتابع لسياسة الإخوان أن تحدد لهم مبدأ ثابت أو رؤية واضحة واهم من يظن أن الرئيس مرسي قد أطاح بالعسكر من المشهد السياسي دون "صفقة" واهم من يظن إستبعاد الشاطر من السباق الرئاسي كان مفاجئا ورغما عن الإخوان إنما هذا كان فصل من فصول المسرحية. واهم من يظن أن المستشار حاتم بجاتو ظل طيلة كل هذه الفترة ملتزم بالصمت زهدا منه وعزوفا عن ممارسة السياسة. واهم من يظن أن صفقة تهريب الأمريكان تمت من وراء ظهر الإخوان.. وواضح أن الإخوان بالفعل بياخدونا على قد عقولنا..و إن كنت فى شك من كلامي هذا تستطيع أن تدخل على الموقع الرسمي للإخوان " إخوان أون لاين " وتبحث فى الأرشيف عن تقرير نشر عن فساد وعمالة أعضاء المحكمة الدستورية وعلى رأسهم المستشار فؤاد سلطان والمستشار بجاتو ووصفهم بأنهم " ترزية" قوانين وخدام للعسكر! هذا وقت الترشيح لإنتخابات الرئاسة وعندما نتحدث عن المستشار بجاتو لا نقصد شخصه أو إنه الوحيد فى التشكيلة الوزارية الجديدة " الفلولية" وإنما نتخذه كمثال كاشف وفاضح وقس على ذلك زعزوع بتاع " البكيني " وغيره. وياريت بقي إخوانا فى الجماعة بعد التغير الوزارى ده يحطوا فى عينهم " حصوة" ملح ويبطلوا العزف على وتر الفلول ومؤامرات ومؤتمرات الفلول بعد أن تم " إشهار" عقد الزواج السري واصبح علنيا مع الفلول. إصرار إخوانب غريب على الإبقاء على الدكتور قنديل على رأس هذه الحكومة رغم حجم السخط الشعبي العارم ضدها بس واضح أن هناك سر غريب وراء هذا الإصرار ستكشف عنه الأيام المقبلة. مكافئة وتعيين المستشار بجاتو بالذات وزيرا فى الحكومة الجديدة يجعلنا نطرح السؤال التالي على الإستاذ حازم صلاح أبوإسماعيل:- حضرتك ثرت وغضبت أنت وأنصارك (ولكم كل الحق فى ذلك ) من موقف حزب النور السلفي بخصوص قضية جنسية والدتك الكريمة وقد خسر حزب النور بالفعل نسبة كبيرة من المؤيدين بعد هذا الموقف المتخاذل وجميعنا يتذكر مقولة الأستاذ نادر بكار الشهيرة والتى أوجعتك " لو ثبت لدينا بأنه مظلوم لناصرناه ".. وكان لحضرتك صولات وجولات مع المستشار بجاتو تحديدا وقد أتهمته بأنه هو والعسكر الرأس المدبر لمؤامرة إستبعادك وخرج المستشار بجاتو علانية يتحداك ويقسم بأنك ستستبعد لا محالة..إذا يا شيخ كيف نفسر موقفك الأخير المبارك والمثمن عاليا لتعيين المستشار بجاتو وزيرا... فمن وجهه نظري مكافئة الإخوان للمستشار بجاتو لا تعني إلا أمرين أثنين لا ثالث لهما:- إما أن الإخوان كانوا من المكذبين لك ومن المصدقين للمستشار بجاتو وموقفهم أنذاك لا يختلف عن موقف حزب النور.. وإما أنهم يعلمون بأنك صادق ولكن كانت هناك ترتيبات من تحت الطاولة تقضي بإقصاءك مقابل أمور بدأت تتضح الآن. وفى كلتا الحالتين وجب عليك أن تراجع نفسك فى مواقفك الأخيرة من الإخوان ومن الرئاسة كما طالبك أنصارك وأحبابك فى أكبر الصفحات الداعمة لك. للأسف الشديد يبدوا أن الإخوان من الصعب عليهم أن يتخلوا عن العمل السري فى " الضلمة " وعقد الصفقات فى الغرف المغلقة. يعود بنا الإخوان للأسف " للخلف در" زمن المخلوع حيث الشعب مغيب تماما ولا يآبه به ولا يقام لإرادته وقراره وزنا طالما منحنا بداية الثقة وكأنه أعطانا شيك على بياض لنفعل ما نريد من وراء ظهره.كنا نظن بعد الثورة بأننا دخلنا عصر الشفافية والعمل تحت ضوء الشمس والحرص على المشاركة الشعبية فى إتخاذ القرارات وإحترام إرادة الشعب المصري وليس إختطافها ولكن للأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. وعموما أحمدوا ربنا ما صمناش سنة كاملة وفطرنا على بصلة هنفطر لأول مرة " بجاتوه"!