فى الصعيد يقولون ( اللى مالوش كبير يشتريلوا كبير ) ونحن هذه الايام نبحث عن كل كبير لنهدمه كى لا يبقى لنا كبير , كالاحمق الذى يتمنى موت والده كى يبقى هو كبير العائلة , وهو ما يحدث اليوم فى مصر وتجلى اسوأ مشاهده فى الاساءة للازهر الشريف والتطاول على شيخ الازهر كى لا يبقى لنا مرجعية نلجأ اليها اذا ضاقت بنا الامور وأحتجنا الى بيت يلم تشرذمنا وتفرقنا فى شوارع الخلافات التى لا تنتهى . وانا هنا لن أعول على فرقاء الداخل سواء فى الحكومة أو المعارضة لحماية الازهر من هذا العبث الذى نعيشه , بل أقولها بصراحة ان حماية الازهر ووسطية الاسلام الذى يمثله والاعتدال الذى طالما أتصف به مشايخه عبر العصور اصبحت تقع على عاتق العالم كله عامة وعلى جميع المسلمين فى العالم خاصة وليس على عاتق المصريين فقط , فالازهر هو حائط الصد المنيع ضد المتاجرين بالاسلام لمصالح دنيوية فى أى مكان فى العالم , وكان ومازال ينادى بتعاليم الاسلام السمحة التى تدعو للتعايش السلمى بين جميع البشر فى جميع بقاع الارض , وهو الذى عرى الجهلاء الذين يقتلون الناس كذباً بأسم الاسلام وكشف زيف أفكارهم وبعدها عن صحيح الاسلام . فمنهج دعوة السلام التى يسير على نهجها الازهر الشريف , هى سر عداء المتاجرين بالاسلام له ولمشايخ الازهر عبر العصور , سواء فى مصر أو خارجها لأن دعوة الاسلام للتعايش السلمى بين الناس تقف ضد أهواءهم ومصالحهم الشخصية فى فرض العداء والحروب والكراهية بين البشر , كى يعيشوا سفاهة أمراء الحروب فى عصور ما قبل الاسلام , فما زالت جينات الجاهلية الاولى تسرى فى عروقهم , وتخرج علينا فى ثوب عصرى وان كان هدفهم هو هدم كل ما هو عصرى فى هذه الدنيا . وهذه الدنيا الفانية هى أيضاً من أهم أسباب كراهيتهم وحقدهم على فضيلة شيخ الازهر لأنه يعيش عيشة العلماء الاوائل من تفرغ للعلم لوجه الله , فلا هو يأخذ راتب على عمله ولا يسكن سوى فى شقة صغيرة متواضعة , وهم يسكنون القصور الشاهقة ويركبون السيارات الفارهة من الاموال التى جمعوها من تجارة الكراهية التى يجمعون بها الجهلاء والبسطاء حولهم , ولذا فهم يطلقون عليه سفهاءهم من حدثاء الاسنان وسفهاء الاحلام ليتطاولون عليه , وهو العالم الفقيه حفيد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقد قتل أسلافهم أحفاد سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم فى الماضى وقتلوا زوج ابنته سيدتنا الزهراء وقبلهم قتلوا ذو النورين سيدنا عثمان رضى الله عنهم أجمعين , وفى كل جريمة من هذه الجرائم النكراء كان هناك جهلاء من أشباه العلماء يبررون هذه الجرائم بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان , ولكننا اليوم لن نقف مكتوفى ألايدى ولن نسمح لأحد من الجهلاء بالاعتداء على علماؤنا الاجلاء أو التطاول عليهم , ولن نسمح لأحد من الجهلاء بتشويه الاسلام أكثر منذ ذلك , وسنظل ندافع عن صحيح الاسلام الذى يدعو للخير والسلام لكل البشر على وجه الارض ( وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون ) صدق الله العظيم