قائل الآية هو نبي الله إبراهيم (ع) و قد جلبت لك تفسيراً من تفسير الميزان للطباطبائي قوله تعالى : &; رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء &; الكلام في استناد اقامته الصلاة إلى الله سبحانه نظير الكلام في استناد اجنابه أن يعبد الأصنام فان لإقامة الصلاة نسبة إليه تعالى بالاذن والمشية كما أن لها نسبة إلى العبد بالتصدي والعمل وقد مر الكلام فيه . وهذه الفقرة ثاني دعاء يشترك فيه هو عليه السلام وذريته ويعقب في الحقيقة قوله اولا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام كما يلحق به دعاؤه الثالث المشترك فيه ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين . وقد أفرد نفسه في جميع الفقرات الثلاث عن غيره إذ قال واجنبني واجعلني مقيم الصلاة اغفر لي لان مطلوبه لحوق ذريته به كما قال في موضع آخر : &; واجعل لي لسان صدق في الآخرين &; الشعراء : 84 وفي موضع آخر كما حكاه الله بقوله : &; وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال انى جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي &; البقرة : 124 . واما قوله في الفقرة الأولى واجنبني وبنى وههنا اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي فقد تقدم ان المراد ببنيه بعضهم لا جميعهم فتتطابق الفقرتان . ومن تطابق الفقرتين انه اكد دعاءه في هذه الفقرة بقوله ربنا وتقبل دعاء فان سؤال تقبل الدعاء الحاح واصرار وتأكيد ----