احرز نادي الأهلي المصري مساء السبت بملعب رادس في ضاحية تونس الجنوبية دوري أبطال أفريقيا للمرة السابعة في تاريخه بعد فوزه على الترجي التونسي بنتيجة 2-1. وسجل هدفي الأهلي جدو في الدقيقة 42 ووليد سليمان في الدقيقة 55. وكانت الأمور واضحة لكلا الخصمين بحكم تعادلهما 1-1 في مباراة الذهاب التي جرت في 4 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري بمدينة الإسكندرية. فالتعادل السلبي (0-0) كان يكفي الترجي للاحتفاظ باللقب فيما الأهلي كان بحاجة للفوز أو التعادل الإيجابي بأكثر من هدف. ودخل الترجي المباراة بالتشكيلة التالية: معز بن شريفية - خالد المولهي – خليل شمام – محمد بن منصور – وليد الهيشري - شاكر الزواغي – حسين الراغد – كريم العواضي - يوسف المساكني - وجدي بوعزي - يانيك جيانج. وكانت مفاجأة نبيل معلول مدرب التونسيين أنه أقحم مهاجمه المتألق يوسف المساكني في التشكيلة الأساسية في مكان البلايلي. أما الأهلي فدخل ب : شريف إكرامي - أحمد شكري – وليد سليمان - جدو - سيد حمدي - وائل جمعة – محمد نجيب / حسام غالي – احمد عبد المنعم - عبد الله السعيد - حسام عاشور. وكانت مفاجأة حسام البدري مدرب المصريين أنه ترك محمد أبو تريكة صانع ألعابه في كرسي البدلاء، والأمر كذلك بالنسبة لعماد متعب قلب الهجوم. وخلق غياب تراوي إرباكا لدى التونسيين، حيث قال معلول إن "إصابة تراوي خلطت الأوراق في ذهنه وسيكون حائرا لتحديد التشكيلة الأساسية التي ستواجه الأهلي. وازدادت حيرة مدرب الترجي بسبب عدم تأكد مشاركة المساكني في المباراة، علما أن الأخير خضع لعملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية يومين قبل مباراة الذهاب. منذ انطلاق المباراة بادر الترجي بالهجوم ولكن المولهي تسرع ووجد نفسه في وضعية تسلل (دقيقة 1). ورد الأهلي بهجمة مضادة قصها الدفاع التونسي. وفيما بدا الترجي يحكم سيطرته على اللعب والأهلي حذرا، انعكس اللعب وأصبح زملاء حسام الغالي صانع ألعاب الأهلاويين يحتكرون الكرة. ولم تمر سوى 10 دقائق حتى كاد مهدي سيد يفتح باب التهديف لولا يقظة الحارس بن شريفية. واستمر الأهلي في اللعب الهجومي واحتكار الكرة ليكاد جدو من مباغتة الترجي (د 20). وشدد المصريون بقيادة حسام غالي الضغط على خصمهم ووجد محمد سعيد نفسه وجها لوجه مع بن شريفية إلا أنه لم يوفق (د 30). واستمرت حيرة جمهور الترجي ونبيل معلول بالرغم من استفاقة المساكني وزملائه التي لم تدم طويلا، ليستيقظ الجميع بهدف جدو على إثر كرة مرتدة أحسن استغلالها (د 42) . وبانطلاق المرحلة الثانية أقحم معلول إهاب المساكني شقيق يوسف في مكان كريم العواضي لإنعاش خط الهجوم. ودخل التونسيون أكثر عزما لترجيح الكفة لكن الأهلي استمر بذكاء كبير في السيطرة على وسط الميدان. وعلى محاولات الترجي رد الأهلي بهجمات مرتدة استغل حسن استعمالها وسجل هدفا ثانيا عن طريق وليد سليمان في الدقيقة 55، ليعقد بذلك مهمة التونسيين. وبالرغم من دخول البلايلي في مكان وجدي بوعزي إلا أن سيطرة الأهلاويين على اللعب ظلت واضحة. ولإبقاء السيطرة لصالحه أدخل حسام البدري محمد أبو تريكة في مكان وليد سليمان دقائق بعد تسجيله الهدف الثاني. وفشل الترجي في استعادة الثقة وكأنه استسلم للأمر الواقع. ولم يخلق مهاجميه أي فرصة سانحة، على عكس مهاجمي الأهلي الذين واصلوا المبادرة في الهجوم للقضاء نهائيا على خصمهم المنهار. وتمكن الترجي بأعجوبة من تقليص النتيجة عن طريق جيانج ست دقائق قبل انتهاء المباراة لينعش آمال كل التونسيين. لكن الأهلي حصل على ركلة جزاء في الدقيقة 44 بعد خطأ لبن شريفية على دا سيلفا، إلا أن أبو تريكة أخفق في التسجيل. والأهلي يفوز بدوري الأبطال للمرة السابعة في تاريخه. إجراءات أمنية غير مسبوقة في تونس وجرت المباراة في ظل إجراءات أمنية متشددة وغير مسبوقة. ودعت الوزارة للالتزام بالإجراءات الأمنية "والتحلي بالروح الرياضية ونبذ كل أعمال العنف". وسمحت بحضور 30 ألفا من جماهير الترجي للمباراة لدواع أمنية، علما أن ملعب رادس يتسع ل 60 ألف متفرج – وكان الملعب تم تدشينه في يوليو 2001 وحمل اسم "ملعب 7 نوفمبر"نسبة إلى وصول زين العابدين بن علي إلى الحكم في 1987، لغاية سقوط الأخير في يناير 2011. وكانت الداخلية التونسية شددت الثلاثاء الماضي في بيان على أن المصالح الأمنية "ستتولى تأمين الملعب 48 ساعة قبل انطلاق" المباراة، مشيرة إلى أنها ستراق "عملية دخول جميع الوسائل والسيارات للملعب والخروج منه دون استثناء إلى ساعة انطلاق" المواجهة. وأضافت الوزارة أنها ستمنع دخول الملعب لمن عمره دون العشرين عاما "بما في ذلك الأطفال القصر المصاحبين لأوليائهم".