صرح محمود عباس المتحدث باسم جبهة الإصلاح الداخلية بحزب النور "السلفي" "إن احتفالات السفارة التركية التي حضرها الدكتور عماد عبد الغفور رئيس الحزب كانت بمناسبة إعلان الجمهورية التركية الذي حدث في 29 أكتوبر 1923 بعد استقلالها عن الاحتلال الإنجليزي، وليس له علاقة بسقوط الخلافة الإسلامية التي تم إلغاؤها رسميا في 3 مارس 1924". ثم أضاف قائلا: "نود أن نوضح أن الدكتور عماد عبد الغفور رئيس الحزب حضر احتفالات إعلان الجمهورية وليس احتفالات سقوط الخلافة". وعلق حزب التحرير الاسلامى على ذلك وقال قبل 89 عاما تحقق للمستعمر الكافر حلمٌ طالما سعى لتحقيقه منذ الحروب الصليبية، وهو القضاء على دولة الخلافة، ففي 29 أكتوبر 1923م تم الإعلان عن قيام الجمهورية في تركيا، وتبعه في 3 مارس 1924م إلغاء الخلافة الإسلامية التي دامت ثلاثة عشر قرنا. لقد كان هدم الخلافة فاجعة ما بعدها فاجعة، اهتزت لها جنبات العالم الإسلامي، نعم مصر حزينة تبكي الخلافة بمدمع سحاح، ويزيد حزنها وتزداد كمدًا عندما ترى رئيس حزب النور الدكتور عماد عبد الغفور، الذي يصف نفسه بأنه سلفي، وما كان السلف ليرضوا بما قام به من ذهاب للسفارة التركية مُهَنِّئًا، فلو كان لا بد من ذهابه، فليذهب مُعَزِّيًا. فيبدو أن الدكتور عبد الغفور وحزبه تحركهم غرائزهم، ولا تنبني تحركاتهم على فهم شرعي، ألا يعلمون أن الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي؟، هل سألوا أنفسهم قبل أن يُقدموا على مثل هذا التصرف الأرعن، ما حكم الشرع في هذا الفعل؟ أليس هذا غريبا عجيبا؟! والأغرب منه، تبرير السيد محمود عباس للزيارة بقوله أن رئيس الحزب "حضر احتفالات إعلان الجمهورية وليس احتفالات سقوط الخلافة". إنه لعذر أقبح من ذنب! وهل قامت الجمهورية التركية إلا على أنقاض الخلافة الإسلامية وسلطانها السياسي الذي تم إلغاؤه بهذا الإعلان؟ ألم يعرف السيد عباس ورئيس حزبه بتلك الحرب الشنعاء التي شنها مؤسس هذه الجمهورية اللعينة مصطفي كمال على الإسلام؟! فلم يُعرف في تاريخ المسلمين مجرم ينتسب للإسلام مثل أتاتورك، ففضلا عن إلغائه للخلافة، قام بفرض التعليم المختلط بين الذكور والإناث، كما قام بإلغاء المحاكم الشرعية، وفرض العمل بالدستور المدني السويسري، والقانون الجنائي الإيطالي والقانون التجاري الألماني، وحوّل مسجد آيا صوفيا إلى متحف، ومسجد محمد الفاتح إلى مستودع، وألغى حجاب المرأة وأمر بالسفور وألغى قوامة الرجل، كما فرض الأحرف اللاتينية بدلا من الأحرف العربية، ثم منع الأذان باللغة العربية، فهل مثل هذا الرجل يُحتفل به وبأفعاله؟! وممن؟ من رجل يمثل حزبا سلفيا، يدعي الالتزام الكامل بالسنة وأنه يناضل من أجل تطبيق الشريعة؟ وقال شريف زايد رئيس المكتب الاعلامى لحزب التحرير الاسلامى إننا في حزب التحرير، نتوجه بالنصح للدكتور عبد الغفور، ونقول له: بالأمس القريب ذهبت للسفارة الأمريكية مهنئا بعيدها الوطني، واليوم أنت في سفارة تركيا مهنئا ومباركا بإلغاء الخلافة كنظام حكم، وما يدريك لعلها تعود بالغد القريب وقد بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تكون يا دكتور إلا حيث يحب الله أن تكون، ولا تنشغل بلعبة الديمقراطية القذرة، ولا تشارك أنت وحزبك في وضع دستور كفر يجعل السيادة والتشريع للشعب، واتقِ الله وكفاك مداهنة ومداراة وتنازلًا في دين الله، ولتقل كلمة الحق ولا تخشَ في الله لومة لائم، ولتنضم للعاملين لتحكيم شرع الله بإقامة الخلافة الإسلامية، التي يعز بها الإسلام وأهله، ويذل بها الكفر والشرك وأهله