قال المفكّر اللبناني علي حرب إنه ضد محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك على الصورة الحالية التي تسيء إلى حقوق الإنسان، مشيراً إلى أن مبارك كبير في السن ويعاني من المرض، وقال: "لو كنت مكان مبارك لامتنعت عن حضور المحاكمة "، موضحاً أن الثورات السلمية التي تعيشها المنطقة العربية ينبغي أن لا تنتقم. وأكد حرب أن ما حصل في العالم العربي "ثورات حقيقية" تحدث لأول مرة، خلافاً للانقلابات التي عرفتها المنطقة، مؤكداً أن ما يحدث هو مدّ شعبي لاستعادة الحق في التعبير بعيداً عن الزعيم الأوحد والبطل المنقذ.
وجاء ذلك في لقائه مع تركي الدخيل في حلقة من برنامج "إضاءات" على "العربية"، والذي بث في الساعة الثانية ظهراً بتوقيت السعودية اليوم الخميس، ويعاد الأحد المقبل في الساعة الخامسة مساء بتوقيت السعودية. وعن ثورتي مصر وتونس، قال حرب إنها ثورات شعبية نتجت عن استخدام وسائل الاتصال بشكل خلاق؛ لأن من صنعها الناشط الشعبي وليس الأصولي أو الأيديولوجي، ورأى أن وصفه للثورات ب"الناعمة" لا يعني أن الثورات يمكن أن تحدد ب"المسطرة"؛ لأن الثورة لا شروط لها ولا مقاييس، وقال إنه يرى في الثورات التي لا قائد لها شيئاً إيجابياً لأنها اشتغلت بعقل جديد، وضمت أطيافاً كثيرة بهوية مركبة متعددة الأبعاد والصور والنماذج.
وانتقد المثقفين العرب الذين يمارسون فيما بينهم الشراسة، وقال:"في كل منا شيء من القذافي، والمثقفون يشبهون القذافي في بربريتهم وعنفهم".
وأوضح في حديثه ل"إضاءات" أن الفيلسوف لا يجب أن يكون محصوراً في موضوعات معينة، حيث يمكنه أن يحلل ظاهرة أو حدثاً، أو يتأمل فكرة أو ينتقد نصاً، ورأى أن مهمة المثقف تحولت لأن الناس كلهم صاروا مثقفين يهمهم أن يتداخلوا مع الشأن العام.
وذكر أن مفهوم الحقيقة مجرد وهم قد تخلى عنه. وقال إنه استبدل مفهوم الحقيقة بمفهوم القراءة، وأنه ليس من أصحاب المشاريع، وليس من مهامه إعادة قراءة الإسلام أو مسح التراث كما فعل المفكرون العرب الآخرون.
وأضاف أنه من المهم البدء في تجديد الأدوات الفكرية، مستشهداً برياح الديمقراطية التي تجتاح العالم، حيث انتقل الناس من الديمقراطية المرتبطة بالصناديق إلى ما وصفه ب"الديمقراطية الميديائية" التي تضخها التقنية.