تعتمد الدعوة السلفية ممثلة فى حزب النور خططا تكتيكية جديدة فى المرحلة المقبلة من الانتخابات البرلمانية، حيث تتحرك فى أكثر من مستوى لضمان حصد أكبر عدد ممكن من المقاعد، فهناك تنسيق واتصالات مع الكيانات الدعوية الشرعية، مثل جمعية أنصار السنة المحمدية والجمعية الشرعية، فضلا عن دعم بعض أقطاب السلفية مثل الشيخ أبوإسحاق الحويني، خصوصا بعد تخلى محمد حسان عن دعمه للحزب، فضلا عن الدفع بالكوارد الوسطية فى الدعاية الانتخابية، وأخيرا الاستعانة برسائل الاستغاثة التى أطلقتها الخلايا النائمة للنور إلى كل الكيانات الدعوية السلفية الأخرى لحثهم على المشاركة فى الانتخابات. الجمعية الشرعية تدعم النور وتتخلى عن الحرية والعدالة
مع مطلع الأسبوع اجتمع كل من الشيخ ياسر برهامى إمام الدعوة السلفية بالإسكندرية، والدكتور محمد المختار المهدي- رئيس الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية- وطلب منه دعم الجمعية لحزب النور فى الانتخابات البرلمانية، وقال له إن أفكار «الدعوة السلفية» و«الجمعية الشرعية» متوافقة، ولا يليق بالجمعية أن تدعم من الباطن جماعة الإخوان المسلمين على حساب حزب النور، وتوصلت المفاوضات التى استمرت أكثر من 4 ساعات إلى اقناع المهدى بتسخير الكوارد البشرية والمادية ومسجد الجمعية الشرعية للدعوة لمرشحى حزب النور.
الاستعانة بالحوينى بعد انقلاب محمد حسان
على جانب آخر أعلن الشيخ محمد حسان تخليه عن دعم حزب النور والدعوة السلفية مساء السبت الماضي، رغم نفى بعض أمانات حزب النور لذلك، وقيامها بوضع صور له على الدعاية الخاصة بمرشحيهم فى محافظات الوجه البحرى.
تفاصيل انسحاب حسان من دعم الدعوة السلفية ما زالت غامضة، إلا أن الشيخ ياسر برهامى تدارك الوضع، وسارع بالاتصال بالشيخ أبوإسحاق الحوينى الذى يتمتع بجماهيرية تضاهى جماهيرية “حسان”، وأصدرت الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور فرمانا لكل من مرشحيها فى المحافظات التسع أن يعلنوا عن رجوعهم واستشارتهم للشيخ الحوينى فى مسألة خوض الانتخابات ومدى مشروعيتها، وأن الإمام الحوينى أفتى بوجوب وشرعية خوض الانتخابات، وشدد على دعمه لهم.
الاستعانة بالكوارد الوسطية بعد حرق الرموز
فى سياق متصل عقد كوادر الدعوة السلفية وحزب النور اجتماعا مصغرا فى مقر الدعوة السلفية بالإسكندرية، بحضور ياسر برهامى ويسرى حماد وعماد عبد الغفور ونادر بكار، قرروا فيه اللجوء للخطة رقم 2 فى تكنيك المعركة الانتخابية، وهو تجنيب الكوادر الكبيرة من الدعوة للحزب ودعمه علنا، خصوصا بعد تعرضهم- حسب زعمهم- لحملة تشويه من وسائل الإعلام الليبرالى والعلمانى فضلا عن إعلام “الإخوان”، وبناء على ذلك تقرر الاعتماد على الكوادر الوسطية، التى تتمتع بجماهيرية لا بأس بها فى الشارع المصري، مع تفادى الأخطاء التى وقع فيها الحزب من جراء تصريحات كبار مشايخ السلفية، وتم تكليف المشايخ “أمين الأنصاري، مسعد أنور، أحمد الراوي، محمد إسماعيل المقدم، مصطفى العدوي، ومصطفى الخولي” بإعلانهم عن تأييد الحزب ومرشحيه، وعرض مزايا برامج النور الاقتصادية والتعليمية وغيرها.
رسائل الاستغاثة
اعتمد مرشحو حزب النور آلية جديدة تتمثل فى رسائل استغاثة قصيرة يرسلها أعضاء الخلايا الثلاث فى حزب النور لمعارفهم من المشايخ والأقطاب فى القرى والنجوع، لحث أنصار الدعوة السلفية من رافضى المشاركة فى الانتخابات على المشاركة والتصويت لصالح مرشحى النور، وهى رسائل لتبرير وتبييض صورة السلفيين بعد عدولهم عن فتواهم بتحريم الانتخابات، وتأتى فى سياق مساعدة السلفيين للانتصار للإسلام فى مصر، وكأن المصريين كفار قريش. ومن هذه الرسائل ما أرسله أحد مرشحى الدعوة السلفية بالشرقية إلى قيادى من قيادات أنصار السنة المحمدية فى نفس المحافظة، وهذا نصها: «صلح الحديبية كان فيه جور كبير على المسلمين والرسول، ورفضه الكثيرون من أصحابه، ولكن كان الله ورسوله يعلمون أن فيه الخير الكثير، وهو فتح مكة، وإظهار الدين الإسلامي، وكذلك المشاركة فى الحياة السياسية والانتخابات فيها جور كبير لنا ولكنها فتح مبين بإذن الله للدعوة الإسلامية، وعدم مشاركتكم معنا هو الجور والظلم لنا فى الدين والدنيا».
وهذا نص رسالة أخرى إلى بعض أئمة الأزهر الشريف ومشايخ الأوقاف: «لما دخل الرسول المدينة مهاجرا من مكة ومن ظلم أهلها الكفرة له دخل المدينة وهو غريب وبدين غريب على أهلها، ولكن أمن به الأنصار وصدقوه ونصروه في غزوته ومعركته ضد الكفر والشرك والضلال لنصرة الدين الإسلامى وإظهاره على سائر العالمين، ونحن نطلب منكم موقف الأنصار فى نصرة الدعوة ومرشحيها الذين دخلوا الحياة السياسية غرباء، ولكنهم يؤمنون بنصرة الدين الإسلامى».