اعلنت وزارة الداخلية الباكستانية مقتل ثلاثة جنود على الاقل الجمعة بانفجار عبوة لدى مرور اليتهم في مدينة كراتشي الكبيرة جنوبباكستان، البلد الذي يشهد موجة اعتداءات دامية منسوبة لمقاتلي طالبان. وصرح شرف الدين مامون المتحدث باسم وزارة الداخلية في ولاية السند وعاصمتها كراتشي لفرانس برس ان الاعتداء وقع في حي شرق العاصمة الاقتصادية للبلاد التي تعد نحو 18 مليون نسمة وحيث القوات الباكستانية منتشرة لمواجهة العنف.
وقال مامون ان "ثلاثة جنود من وحدة المشاة (رينجرز) قتلوا وجرح اربعة بانفجار عبوة زرعت على الطريق وفجرت عن بعد".
ولم تتبن اي جهة مسؤولية الهجوم في الوقت الراهن لكن قتل اكثر من 4700 شخص خلال الاعوام الاربعة الماضية في سائر انحاء البلاد في اكثر من 500 اعتداء تبناها او نسبت خصوصا لمقاتلي طالبان الذين اعلنوا مع اسامة بن لادن صيف العام 2007 الجهاد على اسلام اباد لدعمها واشنطن في "حربها على الارهاب" منذ نهاية العام 2001.
لكن كراتشي شهدت ايضا منذ سنوات اعمال عنف شديدة بين حركات سياسية وطائفية اسفر اخرها عن مقتل مئة شخص في اسبوع واحد خلال تشرين الاول/اكتوبر ما ادى الى نشر قوات الجيش ووحدات شبه عسكرية مثل المشاة الذين انتشروا بكثافة في هذه المدينة الساحلية الكبيرة حيث تبين ان الشرطة لم تتمكن من احتواء الوضع.
وغالبا ما تستخدم حركة طالبان العبوات اليدوية الصنع التي تزرع على حافة الطرق في هجماتها على العسكريين وخصوصا في شمال غرب البلاد قرب معاقلها في المناطق القبلية الحدودية مع افغانستان.
وتحولت تلك المناطق منذ ان اطاحت القوات الدولية بقيادة الولاياتالمتحدة بنظام طالبان في افغانستان نهاية 2001 الى اكبر معاقل تنظيم القاعدة في العالم والقاعدة الخلفية لحركة طالبان الافغانية التي تقاوم منذ عشر سنوات على الطرف الاخر من الحدود الحكومة الافغانية وقوات حلف شمال الاطلسي وثلثاها من الاميركيين.
وتتهم واشنطن مقاتلي طالبان الباكستانيين بدعم طالبان الافغانيين كما تشتبه في ان تكون اجهزة الاستخبارات الباكستانية متورطة في تشجيعهم وربما حتى مساعدتهم على ذلك.
ودمرت 34 شاحنة وقود وامدادات لقوة حلف شمال الاطلسي في افغانستان مساء الخميس في هجوم بالقذائف في كويتا جنوب غرب باكستان.
وكانت الشاحنات متوقفة في محطة موقتة اثر اغلاق باكستان طرق امداد الحلف الاطلسي على اراضيها في رد على الغارات الجوية التي شنتها المنظمة الاطلسية خطأ وقتلت خلالها 24 جنديا باكستانيا قرب الحدود الافغانية في 22 تشرين الثاني/نوفمبر.
ولم يتبن العملية اي طرف في الوقت الراهن لكن مقاتلي طالبان الباكستانية تعودوا على مهاجمة شاحنات باكستانية خاصة تقوم بامداد الحلف الاطلسي في افغانستان.