ذكرت صحيفة الجارديان في مقال لها ان نجاح الإخوان مسلم في الجولة الأولى من الانتخابات المصرية اضاف لمخاوف الغرب من مستقبل الاسلاميين في منطقة الشرق الأوسط. ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن الديمقراطية والسياسات الليبرالية تواجه خطر الانقراض. من بين رموز الربيع العربي المحتملة حزب الاخوان المسلمين المحظور ، و الذي يظهر انه بشغل أكبر نصيب من المقاعد في البرلمان الجديد في مصر فقبل عام من الان كانوا متواجدين في الغرف المتهالكة في مبانى سكنية غير ملحوظة في جزيرة في القاهرة ، و لكن في هذه الأيام تبدو جماعة الإخوان المسلمين لامعة في مساكن جديدة في حي المقطم ، في مبنى مخصص بشكل بارز تحمل شعار الحركة باللغتين العربية و الإنجليزية.
مرحبا بكم في عصر "الإسلام السياسي" ، والذي قد يكون من أهم الموروثات الدائمة للربيع العربي و هذا ليس فقط في مصر والتي لم يسبق لها لحظة سياسية إسلامية مثيلة ففي الانتخابات التونسية الأخيرة كان حزب النهضة الاسلامي المعتدل اكبر فائز ، في حين أن المغرب قد انتخب بها أول رئيس وزراء اسلامي ، عبد الإله بنكيران و في اليمن وليبيا ، أيضا ، يبدو من المحتمل أن الإسلام السياسي سوف يحدد شكل المشهد الجديد.
وينبغي الا يكون هذا مفاجئا على الاطلاق. في الواقع ، إذا كانت هذه الانتخابات عقدت في مصر وتونس في أي وقت آخر في العقدين الماضيين ، فكان من المؤكد ان تكون النتيجة تلت ذلك ، مما يعكس مستويات تنظيم حزبي النهضة و الاخوان المسلمين و دينامكيات البلدان الثقافية والاقتصادية والاجتماعية .
ويقول عمر عاشور ، محاضر الإسلام السياسي في جامعة اكستر والموجود حاليا في القاهرة " كان من المفترض أن يحدث هذا التغيير منذ فترة طويلة"
لذا ماذا يعني ، بالضبط ،صعود سياسة الاسلام الانتخابي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟
كتبت مها عزام ، وهي زميلة مشاركة في تشاتام هاوس ، في صحيفة صدرت مؤخرا بشأن الآثار المترتبة للربيع العربي علي السياسة الخارجية البريطانية في وقت سابق من هذا العام "الإسلام هو المصطلح الذي تم استخدامه لوصف تيارين مختلفين جدا. أولا ، [فهو يصف] السعي غير العنيف للمجتمع الإسلامي القائم على" مبادئ الإسلام "،و الذي يمكن أن يتضمن تطبيق أكثر ليبرالية من التعاليم والتقاليد الاسلامية أو تفسير أكثر صرامة ، وثانيا الاسلامية مرتبطة ايضا بالتطرف العنيف ، وأبرزها تنظيم القاعدة الذي يروج للارهاب ".
وقد اقترح شادي حامد من مركز بروكينغز بالدوحة ، أن جماعة الإخوان المسلمين سوف تركز بقوة على السياسات الاقتصادية والاجتماعية ، بدلا من الخطاب الديني والثقافي وقد قال ان حزب الحرية والعدالة ، الذي يضم أقلية من الأقباط المسيحيين يسعى لوضع دستور يحترم المسلمين وغير المسلمين ،و انه لن يفرض الشريعة الإسلامية فيبدو أن الحزب يحاول انتهاج طريق وسط.