تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم "الجمعة" عددا من القضايا الداخلية والخارجية. ففي مقاله (تحت القسم)، رأى الكاتب عبدالعظيم حماد رئيس تحرير صحيفة الاهرام أن الشعور السائد لدى غالبية المصريين أن البرلمان القادم لن يأتى بكل القوى السياسية التى شاركت فى الثورة. وقال الكاتب إن ثورة 25 يناير لم تكن لها وليس لها حتي الآن قيادة ولم تعبر عن نفسها من خلال تنظيمات قوية أو علي الاقل من خلال تنظيم رئيسي يتبني ويطبق الهدف الأصلي للثورة. وأضاف أن القوى التي كانت منظمة قبل ثورة يناير هي التي تتمتع الآن بالميزات المتعارف عليها للتنظيمات السياسية الحزبية من قدرة علي الاتصال والحشد والتمويل وكلها أدوات فعالة في التأثير علي الناخب في كل مكان في العالم. وأكد الكاتب أنه حتى يمكن استعادة ملايين المصريين الذين صنعوا بتجاوبهم مع الطليعة الشابة ثورة 25 يناير إلي العمل من أجل تحقيق أهداف الثورة عن طريق صندوق الانتخابات، يجب على الناخب نفسه أن يشعر بأن الانتخابات هذه المرة هي في حقيقتها انتخابات من أجل الدستور وليس من أجل التمثيل النيابي التقليدي. وعبر عن امله فى أن يتم اختيار برلمان لا تحتكره كتلة بعينها تفرض اختياراتها علي اللجنة التأسيسية للدستور وبذلك أيضا لا تكون جهود التوافق التي تبذلها كل الأطراف في الحوار حول هذا التوافق عرضة للانتكاس ولا تبقي عشرات الوثائق التي عبرت عن ضمير وآمال الأمة مجرد حبر علي ورق ولا يدخل الوطن في دوامة جديدة من الصراع السياسي تهدد كل شئ بالضياع.
من جانبه، أكد الكاتب محمد بركات رئيس مجلس إدارة صحيفة "الاخبار" في مقاله "بدون تردد" أن المصلحة الوطنية والقومية تحتم التوافق فى الرؤى بين جميع الفرقاء السياسيين والحزبيين والحكومة، ودفع جميع القوى والفعاليات السياسية لإزالة الاحتقان القائم الان. وأشار إلى أن المصريين يتطلعون الان إلى استقرار الاوضاع وزوال القلق والتوتر وانتهاء حالة الانفلات ووقف مظاهر الخروج على القانون لضمان سير العملية الانتخابية للبرلمان القادم سيرا صحيحا. وأعرب الكاتب عن أمله فى أن تصبح مصر دولة ديمقراطية حديثة، تقوم على سيادة القانون والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الانسان، والمساواة بين الجميع. وفى مقاله بجريدة "المصري اليوم" ، أعرب الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة عن أسفه أن كثيرا من القراء لا يبذلون جهدا كافيا لربط ما يقرأون بالمواقف السابقة للكاتب، كى يستطيعوا استيعاب دلالاتها، ويتعجلون فى الحكم على ما يقرأون دون استيعاب دلالاته بعمق. ورأى أن هؤلاء القراء لا يدركون حجم ما يعانيه الكاتب حين يصر على أن يكون مستقلا حقا، وعلى ألا يكتب إلا ما يتسق مع ضميره، خصوصا حين يواجه بقضايا شديدة التعقيد. واستشهد على كلامه بما يحدث فى سوريا الآن، والذى يحتاج إلى جهد خاص لفهمه ، مشيرا إلى أنه حاول فى كتاباته السابقة أن يميز بين النظام الحاكم فى سوريا وبين سوريا الدولة، صاحبة المواقف القومية والداعمة للمقاومة الفلسطينية. وأوضح أنه فيما يتعلق بالموقف من النظام ، فقد قال ، منذ أكثر من 5 شهور، إنه لا يختلف فى كثير أو قليل عن بقية النظم العربية التى تجمع بين الفساد والاستبداد ، لكنه أكد فى مقال الأسبوع الماضى عن سوريا والجامعة العربية، على الحاجة الماسة إلى حل عربى حقيقى للأزمة يحول دون تدويلها. ولفت إلى أن البعض الآن يكره النظام السورى بسبب مواقفه القومية وتحالفه مع إيران ومع المقاومة الفلسطينية، وليس بسبب فساده أو استبداده.. منبها إلى أنه ليس من هؤلاء، ومتمنيا أن يستوعب القراء الدلالة الحقيقية لإصرار الكاتب على المشى فوق حد السيف فينتقد النظام السورى، لفساده واستبداده، ويحرص فى الوقت نفسه على ألا يؤدى سقوطه للاخلال بالتوازنات الإقليمية الهشة لصالح الولاياتالمتحدة وإسرائيل.