نشر موقع أول فويسيز الأمريكي مقال لمدير معهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب أوديد إران كانت قد نشرته صحيفة كانديان فري بريس، طالب فيه الجانب الإسرائيلي بضرورة إتخاذ كافة الإجراءات الضرورية من أجل توطيد العلاقات الإسرائيلية المصرية في ظل تلك الفترة الحساسة التي تمر بها مصر من تغير بدلاً من الإنجرار وراء تهديدات البعض والتي من شانها أن تضر تلك العلاقة التي أشرفت عليها الأممالمتحدة. ورأى إران أن هناك ردود أفعال متزايدة حيال لموقف المصري من معاهدة السلامة مع إسرائيل، فمنذ إندلاع المظاهرات الحاشدة التي حدثت مؤخراً بميدان التحرير في القاهرة إلا ويتناول الكثيرون قضية مدى قبول مصر لمعاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979. وقال أن مصر كان لها دوراً كبيراً منذ موافقتها على بنود معاهدة السلام، وأكد أن مصر إلتزمت بكافة البنود العسكرية المتعلقة بالمعاهدة خلال السنوات الماضية، كما ساعدت مصر على تخيفيف حدة الخطابات العربية الخاصة بالقضايا المتعلقة بالجانب الإسرائيلي خاصةً القضية الفلسطينية، وتابع الكاتب أن الإستثناء الوحيد في ذلك هو الموقف المصري من القضية النووية الإسرائيلية. وأضاف أوديد إران أن إستطلاعات الرأى التي أجريت حول إلتزام مصر بمعاهدة السلام مع إسرائيل منذ إندلاع الثورة المصرية الأخيرة أثارت العديد من التكهنات، وقال أن معهد الصحافة الدولية في نيويورك أجرى إستطلاعاً تليفونياً حول مدى قبول الشعب المصري لمعاهدة السلام مع إسرائيل وأكد الإستطلاع أن 63% من الشعب المصري يدعمون فكرة الحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل، إلى جانب مبادرة السلام العربية، وحل إقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.
وتابع أنه على الرغم من أن هناك نسبة كبيرة بلغت 63% لداعمي التزام مصر بمعاهدة السلام مع إسرائيل إلا أنه من المستحيل معرفة أو التكهن ب ما إذا كان التزام مصر بمعاهدة السلام مع إسرائيل سيأتي مشروطاً أم غير ذلك. وأكد إران أن إستطلاعاً آخر أجراه مركز بيو للأبحاث في أبريل عام 2011 حيث أظهر أن المجيبين على الإستطلاع أبدوا قلقهم حيال معاهدة السلام مع إسرائيل، وقال الكاتب أن الإستطلاع أوضح أن 54% من الذين شملهم الإستطلاع أكدوا على ضرورة عدم تقيد مصر بمعاهدة السلام مع إسرائيل وضرورة إلغائها، في حين أن 36% ممن شملهم الإستطلاع رأوا ضرورة حفاظ مصر على معاهدة السلام مع إسرائيل، وأكد الإستطلاع أن نسبة ال 36% على الرغم من أنها جاءت ضئيلة إلا أنها تميزت بأن أكثر ممن شملهم الإستطلاع كانوا من الأشخاص ذوي الدخول المرتفعة، والمستويات التعليمية العالية في مصر.
ورأى أن إستطلاع معهد الصحافة الدولية لا يمثل النتيجة الإيجابية لعملية الإستطلاع حيث أنه أجرى عن طريق الهاتف، وأشار إلى أن هناك إحتمالية كبيرة في النتيجة التي قد تكون مضلله لأنها صدرت عن مستخدمي الهواتف وليس من خلال أشخاص وجهاً لوجه. ونقل أوديد وجهة نظر كلاً من وزير الخارجية المصري السابق وعمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية كمرشح رئيسي في الإنتخابات الرئاسية المقبلة، الذي أكد على ضرورة إستمرار العلاقات المصرية الإسرائيلية، وكذلك وجهة نظر وزير الخارجية المصري الحالي نبيل العربي الذي أكد على تأييد مصر للموقف العربي المشترك تجاه إسرائيل وذلك خلال الحوار الذي أجرته معه صحيفة دير شبيجل الألمانية في 16 مارس الماضي. وذكر الكاتب أن موسى أكد خلال حوار أجرته معه الكاتبة الصحفية "ليلي ويماوث" بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية على أن الشعب الفلسطيني في حاجة ماسة إلى إقامة دولتهم، كما دعا الجانب الإسرائيلي إلى ضرورة الإنسحاب من الأراضي المحتلة، وضرورة إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة بشكل كامل. وقال الكاتب ان موسى أكد للصحفية الأمريكية ليلي ويماوث أنه سيبقي على معاهدة السلام مع إسرائيل في حالة ما إذا أصبح رئيساً لمصر، وتابع الكاتب أن موسى أكد أن المعاهدة تعني بالنسبة لمصر المعاهدة، وقال أن مصر وقعت على المعاهدة من أجل عملية السلام، ولكن ذلك يعتمد على الجانب الآخر من المعاهدة كما أكد أن الموقف العربي الذي تعتبر مصر طرفاً فيه بشكل مميز يرتكز على المبادرة العربية لعام 2002. وتابع إران أن صحيفة واشنطن بوست أجرت حواراً آخر مع وزير الخارجية المصري نبيل العربي أكد خلاله العربي على إلتزام مصر بكافة المعاهدات والإتفاقيات الدولية. وأشار إلى أنه على الرغم من نتيجة الإستطلاع الذي أجراه مركز بيو إلا أن ردود كلاً من العربي باعتباره وزيراً لخارجية مصر ومحامي سابق، وعمرو موسى باعتباره أمين عام للجامعة العربية جاءت لتؤكد على أن مصر لا تنوي إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل، وقال الكاتب أن إلغاء معاهدة السلام قد يؤثر على إقتصاد مصر ومستقبل قاداتها.
عمرو موسى وتابع أوديد أن تأكيد كلاً من موسى والعربي على ضرورة إقامة دولة فلسطينية وفقاً للحدود المنصوص عليها في اتفاقية عام 1967 مع تبادل الأراضي المتفق عليها في اتفاقية كامب ديفيد منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون يأتي في ظل إقتراب الإنتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة في مصر إلى جانب مناقشة الجمعية العامة للأمم المتحدة للقرار الذي من المتوقع له أن يثير عدداً من التصريحات النارية من قبل المرشحين للرئاسة في مصر.
وحث الجانب الإسرائيلي بضرورة توخي الحذر وعدم التسرع في الردود والتصريحات مشيراً إلى أن إسرائيل لديها مصالح مشتركة مع مصر مما يضطرها إلى ضرورة المحافظة على إستمرار معهادة السلام فيما بيهما، وتابع "ينبغي على المسئولين في إسرائيل عدم إصدار أى تصريحات رداً على مرشحي الرئاسة المصرية خلال الفترة المقبلة" في إشارة منه إلى أن تلك التصريحات قد تثير التوترات بين الجانبين مما يؤثر على إستمرار معاهدة السلام وكذلك المساعدات الأمريكية التي تقدمها الولاياتالمتحدة لمصر، كما طالب أعضاء الكونجريس الأمريكي ممن يدعمون إسرائيل بعدم إجراء تصريحات متسرعة خلال الفترة المقبلة، وطلب من وضرورة الإلتفات إلى الميزانية الأمريكية لعام 2012 التي تعد أكثر سخونة بدلاً من الإنسياق وراء تصريحات قد تضر بعلاقة كلاً من الولاياتالمتحدةالأمريكية – إسرائيل ومصر. وأضاف أوديد إران أن الجانب الإسرائيلي أعرب عن قلقه المتزايد حيال التغييرات التي طرأت على الموقف المصري جاء ذلك أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية مؤخراً، وتابع الكاتب أن إسرائيل قد تسرعت قليلاً عندما أمرت بوقف أموال الضرائب المستحقة للجانب الفلسطيني في أعقاب اتفاق المصالحة الوطنية بين حماس وفتح مشيراً إلى أن ذلك قد يحتمل بعض التداعيات السلبية المحتملة في المستقبل، وقال الكاتب أن الجانب الأوروبي حث إسرائيل على ضرورة تسليم كافة الأموال المستحقة للفلسطينيين، في إشاره من جانب أوروبا إلى أن ذلك قد يضعف من موقف إسرائيل.