ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما مضطرة فى الوقت الحالى للاعتماد على جهاز المخابرات الباكستانى للمساعدة فى تنظيم وبدء محادثات المصالحة الرامية إلى إنهاء الحرب فى أفغانستان، وذلك بعد شهر واحد من توجيه الإدارة الأمريكية اتهامات له بدعمه سرا لشبكة حقانى الإرهابية التى نفذت هجمات على الأمريكيين فى أفغانستان. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن دعوة وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، لإحياء مفاوضات وقف إطلاق النار خلال زيارتها الأخيرة إلى كابول وإسلام آباد خلال الشهر الجارى، جاءت وسط استمرار الهجمات الأمريكية الجوية التى استهدفت شبكة حقانى وحركة طالبان، مع إصرار الجانب الأمريكى - فى الوقت نفسه - على أن تقوم وكالة الاستخبارات الباكستانية بدفعهم إلى طاولة المفاوضات.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن تلك الاستراتيجية الأمريكية جاءت وسط تصاعد فى وتيرة الهجمات ضد الأمريكيين فى كابول، آخرها الهجوم الانتحارى أمس الأول، السبت، الذى أسفر عن مقتل 10 أمريكيين والذى يشتبه فى ضلوع شبكة حقانى الإرهابية فيه.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض عناصر الاستخبارات الباكستانية اعتبرت أن إجراء تلك المفاوضات هو فى مصلحة إسلام آباد، لأنهم يرون أن توطيد علاقتهم مع الجماعات المسلحة هو أفضل رهان لهم من أجل الحفاظ على نفوذهم فى أفغانستان، وسط أنباء عن اقتراب انسحاب القوات الأمريكية بالكامل من أفغانستان.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن هذه الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق مع المسلحين فى أفغانستان تعد آخر المحاولات الأمريكية فى ظل استعداد آخر 33 ألف فرد من قواتها للانسحاب من أفغانستان بحلول شهر سبتمبر المقبل.
وأضافت الصحيفة، أن تلك المبادرة الجديدة لاقت شكوكا عميقة داخل الإدارة الأمريكية، مشيرة إلى أن مسئولاً أمريكيا رفيعا توقع - فى ظل اتخاذ حكومة إسلام آباد سياسة خاصة بها - أن الجانب الباكستانى يريد مجاراة الإدارة الأمريكية لعقد محادثات وقف إطلاق النار ثم الانتظار حتى ترحل القوات الأمريكية لفرض نفوذه.
من جانبهم، استنكر مسئولون باكستانيون رفيعو المستوى عدم وضوح أهداف الإدارة الأمريكية على المدى البعيد فى أفغانستان، مؤكدين عملهم فى الوقت الحالى من أجل التوصل إلى أهداف محددة عقب زيارة كلينتون المحفزة، والتى عرضت فيها على الجانب الباكستانى دوراً بارزاً فى محادثات المصالحة مع الجانب الأفغانى، غير أن الولاياتالمتحدة حذرت من أنها سوف تتخذ إجراءات من جانب واحد إذا فشلت المفاوضات.