كشفت دراسة متخصصة النقاب عن أن الأشخاص الذين يواجهون مصاعب اجتماعية ومادية خلال مرحلة المراهقة، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض في المستقبل. وأشارت الدراسة، التي نفذها فريق بحث من جامعة "أوميا" السويدية، إلى أن مواجهة ضغوط اجتماعية ومادية في المرحلة الانتقالية ما بين المراهقة والرشد، قد ترتبط بزيادة عوامل الخطورة للإصابة بالأمراض عند بلوغ منتصف العمر، مثل ارتفاع ضغط الدم، وزيادة الوزن وارتفاع مستوى الكوليسترول.
وأجرى فريق البحث من الجامعة دراسة للنظر في تأثير كل من العوامل الاجتماعية والحرمان المادي خلال مرحلة المراهقة وبعد بلوغ الرشد، على الجسم في الجانب الفسيولوجي، وهو تأثير قد ينتج عن استمرار بذل الجهود للتكيف والحفاظ على الاستقرار استجابة للضغوط التي يواجهها الفرد.
وتعد الجهود التي يبذلها الفرد في مواجهة الضغوط من العوامل التي يمكنها التنبؤ بالمشكلات الصحية التي تصيبه لاحقاً؛ كتراجع الأداء البدني والإدراكي، والإصابة بأمراض القلب والشرايين.
وأجرى الباحثون تحليلاً لبيانات نحو 822 شخصاً، جميعهم شاركوا في دراسة نفذت في شمال السويد، والتي تم خلالها تتبع الأفراد ما بين سن السادسة عشرة وسن السابعة والعشرين.
وبحثت الدراسة في الأزمات أو المحن الاجتماعية التي واجهها الأفراد خلال تلك المرحلة ليشمل ذلك مرض الأبوين أو فقدانهما، والعزلة الاجتماعية، والتعرض للعنف أو التهديد.
كما التفتت الدراسة إلى "المحن" المادية التي واجهها المشاركون ومنها: بطالة الوالدين، ضعف المستوى المعيشي، انخفاض الدخل والمعاناة من ضغوط مالية.
وعمد الباحثون لاحقاً إلى تقييم أثر الجهود التي يبذلها الفرد لمواجهة الضغوط المادية والاجتماعية على إثني عشر عاملاً بيولوجياً عند الفرد في سن الثالثة والأربعين، جميعها يتصل بأمراض القلب والشرايين مثل؛ تراكم الدهون في الجسم، واستقلاب الدهون، واستقلاب الجلوكوز وحدوث الالتهابات غير الجرثومية.
وأبرزت الدراسة التي نشرتها دورية" حوليات الطب السلوكي" مرحلة المراهقة كفترة حساسة بالنسبة للنساء، فيما كانت مرحلة بداية الرشد الأكثر تأثيراً على الذكور.
وفي هذا السياق أشارت الدراسة إلى أن المحن والصعوبات التي يواجهها الفرد خلال المراهقة أو في بداية مرحلة الرشد، يمكن أن تنطوي على زيادة مخاطر التعرض لظروف حياتية سلبية في فترة لاحقة، وبالتحديد في سن الثالثة والأربعين، ما قد يزيد من مخاطر إصابته بالأمراض.