أعلن راشد الغنوشي رئيس حزب "النهضة الإسلامية" الفائز الأكبر في انتخابات المجلس التأسيسي بتونس أن محادثات تجري الآن لإنشاء حكومة وحدة وطنية، مؤكدًا أنه لا توجد شروط مسبقة على الدخول في ائتلاف حكومي. وأضاف في مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول التركية في أعقاب بدء صدور نتائج انتخابات المجلس التأسيسي التي تظهر تقدم حزبه وفوزه حتى الآن بما لا يقل عن 53 مقعدًا: "نحن نتحدث مع كل حزب سياسي حارب نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وليست لدينا أية شروط مسبقة في مسعانا لتشكيل تحالف واسع". وأضاف: إن المحادثات تتركز الآن على "تشكيل حكومة وحدة وطنية". وأكد الغنوشي الذي عاش بالمنفى ببريطانيا لأكثر من 20 عامًا أنه لم يترشح لأي مقعد في المجلس أو الرئاسة، لكنه قال: إنه لا يقصد القول: إنه "ترك السياسة والساحة السياسية، فلا يجب أن يكون المرء عضوًا في الحكومة أو رئيس وزراء حتى يكون سياسيًّا". واعتبر أن تركيا تمثل بالنسبة إلى بلاده نموذجًا للديمقراطية، وقال: "تركيا هي دولة نموذج بالنسبة إلينا فيما يتعلق بالديمقراطية، مضيفًا أن "ثمة علاقة جيدة جدًّا بين تركيا وتونس وآمل أن يتوفر الجو المناسب في المستقبل حتى نتمكن من تعزيز هذه العلاقات". وكانت النتائج الأولية للانتخابات قد أظهرت فوز حركة "النهضة الإسلامية" التونسية، وفشل القوى اليسارية والليبرالية بالفوز بعدد كبير من مقاعد المجلس الوطني التأسيسي الذي يتألف من 217 مقعدًا، منها 18 ستخصص للمغتربين التونسيين. وانتخابات المجلس الوطني التأسيسي، التي جرت الأحد هي أول انتخابات تنظم في تونس منذ ثورة 14 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وسيتولى المجلس الذي سيتم انتخابه مهمة كتابة مسودة دستور جديد، ليحل محل ذلك الذي تلاعب به ابن علي لترسيخ سلطته. كما ستعين حكومة مؤقتة وتجري انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة.