رحب الأردن بقرار مجلس التعاون الخليجي المرحب بطلب الأردن الانضمام للمجلس. وقال بيان صادر عن الحكومة الأردنية الثلاثاء إن الأردن يتطلع لمواصلة الحوار بين وزراء خارجية دول المجلس ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة لاستيفاء متطلبات انضمامه للمجلس.
وأشار إلى أن هذا الترحيب جاء نتيجة الجهود المكثفة التي يبذلها منذ فترة طويلة الملك عبد الله الثاني مع قادة مجلس التعاون، من أجل "توثيق أواصر العلاقات الوطيدة مع دول وشعوب الخليج وتعزيز القواسم المشتركة".
أزمة اقتصادية وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة طاهر العدوان إن قرار مجلس التعاون الخليجي "خطوة كبيرة" بالنسبة للأردن.
ولفت في حديث للجزيرة إلى أن هذا القرار يحقق مصالح الشعوب العربية في هذه المنطقة، ويلاقي الترحيب في الأردن على المستوى الرسمي والشعبي.
وتحدث العدوان عن "طموح" أردني مستمر للانضمام لمجلس التعاون الخليجي، وأن الأنباء عن الطلب الأردني بعد زيارات الملك ورئيس الوزراء لدول الخليج مؤخرا لاقت "صدى طيبا" لدى الرأي العام الأردني.
ولم يخف المتحدث باسم الحكومة الأردنية تطلع بلاده لحل أزمته الاقتصادية الصعبة، وتابع أن المنطقة كلها تعاني من "قلاقل وعدم استقرار"، وهناك غياب للبوصلة في العالم العربي وأي خطوة باتجاه تعزيز العمل العربي المشترك تعد بارقة أمل لشعوبها.
الأردن أرسل قوات وخبراء للبحرين لمساعدتها على تجاوز أزمتها (الفرنسية-أرشيف) دور أردني بالبحرين وكما كان القرار مفاجئا للمتابعين لقمة الرياض، جاء مفاجئا للمراقبين بالأردن، رغم التوقعات الرسمية الأردنية بنجاح جهودها في الانضمام للمجلس حيث بذل الأردن جهودا مكثفة في هذا المجال.
وكشف مصدر سياسي مطلع للجزيرة نت أن الملك عبد الله تحدث أمام عدد من الإعلاميين الثلاثاء عن جهوده على مدى الشهرين الماضيين للانضمام لمجلس التعاون الخليجي.
وكان الملك الأردني زار الكويت الأسبوع الماضي، كما نجحت عمان في إعادة علاقاتها مع الدوحة بعد سنوات من التوتر بين البلدين، فيما يتمتع الأردن بعلاقات قوية مع بقية دول الخليج العربي.
وتتحدث مصادر أردنية مطلعة عن مساهمة أردنية فاعلة في مساعدة البحرين على تجاوز أزمتها الداخلية من خلال إرسال قوات أردنية وخبراء للمنامة، وهو ما ساعد في وقف الاضطرابات التي شهدتها البحرين خلال الشهرين الماضيين.
عمان والدوحة ويرى المحلل السياسي الدكتور محمد المصري أن الإعلان عن الترحيب الأردني جاء مفاجئا لكثير من الأوسط الأردنية، وخاصة بعد الحديث عن تحفظ بعض دول الخليج في وقت سابق.
وقال للجزيرة نت إنه يمثل إثباتا عمليا على نجاح عمان والدوحة في إعادة علاقاتهما إلى سابق عهدها، حيث إن قرارات مجلس التعاون تصدر بالإجماع عادة وزوال التحفظ القطري، يؤكد تجاوز الخلافات مع الأردن.
وتساءل المصري عن الصيغة التي سينضم من خلالها الأردن لدول مجلس التعاون الخليجي، وعبر عن اعتقاده بوجود مسار طويل من المفاوضات بين الطرفين قبل اتضاح صيغة هذا الانضمام.
وأشار إلى أن العلاقة قد تأخذ أبعادا اقتصادية وإستراتيجية، خاصة بعد أن أكدت الثورات العربية أن الاعتماد على الحليف الأميركي "خطأ بعد أن قبل تنحي حليفه الأكبر في مصر".
ولفت إلى رغبة دول الخليج في تنويع تحالفاتها لاسيما أنها تعاني من توتر مستمر مع إيران، فيما يبدو أن الموقف الأردني من طهران متشدد أكثر حتى من بعض دول الخليج.
وقال إن هناك اتفاقا أردنيا خليجيا على القضايا السياسية الكبرى، فيما سيحسب المواطن الأردني فائدته على العلاقة مع الخليج بناء على تفضيله فيما يتعلق بالتأشيرات وإلغاء نظام الكفيل.
ومن جهته قال المحلل السياسي فهد الخيطان إن الأردن يعتقد أن حل أزمته الاقتصادية المزمنة يكمن في الانضمام لمجلس التعاون الخليجي، حيث يعول على رفد السوق الخليجية بالكوادر البشرية في المجالات الإدارية وحتى الأمنية.
واعتبر أن "حالة الثورات العربية التي وصلت إلى دول الخليج إضافة للخطر الإيراني على هذه الدول"، ربما عززت قناعتها بحاجتها لعمق أمني وإستراتيجي جديد وهو الأردن، الذي قد يشكل أيضا فاصلا مع الدول التي وصلتها الثورات العربية